ما يحدث في حلب القديمة هو جريمة إنسانية وتاريخية كبيرة
13 آب 2014
.
في حين تصدح حلب بعبق التاريخ والحضارات، فهي أيضاً تعاني للأسف من كونها منطقة ساخنة تعرض فيها المدنيون وتراثهم الثقافي الذي يشكل هويتهم إلى تجارب قاسية خلال الأزمة التي تمر بها سورية.
المدينة القديمة بحلب والمصنفة على قائمة التراث العالمي هي أكثر المناطق الأثرية تعرضاً للدمار منذ بداية الأحداث، ولقد حفلت مؤخراً وسائل الاعلام بمشاهد حفر الانفاق وتفجيرها وتهديدات المتطرفين بتدمير قلعة حلب، حيث استهدفت العملية الاولى فندق الكارلتون، والثانية دمرت مبنى «العلم»، كما تناولت وسائل الإعلام خلال الاسبوع الماضي خبراً حول استهداف المدينة القديمة بثلاثة تفجيرات وقعت بالقرب من مبنى قيادة الشرطة القديم وجامع الخسرفية وجامع السلطان، مما نجم عنها هدم مبنى السراي «مبنى قيادة الشرطة» وخان الشونة في محيط قلعة حلب وما تبعه من تداعيات واضحة على حمام يلبغا الأثري.
وفي اجتماع بالأمس مع مدير آثار حلب في دمشق أوضح أن أضراراً جسيمة قد أصابت محيط القلعة ومبنى السراي نتيجة الأنفاق المفخخة التي حفرتها الجماعات المتطرفة ضمن المدينة القديمة، ولم تتمكن مديرية آثار حلب حتى الآن من الدخول لمعاينة الأضرار وبيان الواقع بسبب الاشتباك.
إن ما يحدث في حلب القديمة هو جريمة إنسانية وتاريخية كبيرة إذ أن المدينة بآوابدها ليست ملكاً للسوريين فقط بل ملك للأمة والإنسانية جمعاء، لذا نهُيب بجميع السوريين لحماية تراثهم الثقافي، كما نطلب من المنظمات الدولية ذات الصلة بالشأن الثقافي، بتقديم المؤازرة في استعادة القطع الأثرية التي تم نهبها من المدينة القديمة من عناصر معمارية وغيرها، والضغط على دول الجوار لمنع الاتجار بالقطع التي تهرب من سورية أملاً بإنقاذ ما تبقى من معالم تاريخية في مدينة حلب.
اكتشف سورية
المديرية العامة للآثار والمتاحف