خان الشونة

10 تشرين الأول 2011

سوق المهن اليدوية في حلب

لم يسبق لزائر أجنبي أن زار مدينة حلب ولم يمر بسوق خان الشونة الذي يقع على مقربة من قلعة حلب فهذا الخان يعتبر فريداً من نوعه في سورية وفي الشرق الأوسط والعالم بأكمله حيث إنه من الأسواق النادرة التي لا تزال تحتوي على معظم أنواع المهن والحرف اليدوية التي لا يزال لها مكان في هذا الخان بينما انقرضت في أماكن أخرى من العالم العربي والأجنبي.

وسرعان ما يسأل أحد ما عن التراث حتى يسمع مئات الأجوبة التي تشير إلى خان الشونه ليشكل صرحاً تراثياً ومعنوياً ومادياً قيماً لأبناء المدينة الذين لم يتركوا حرفهم رغم الصعوبات التي تعترضهم كما يقول أبو عمر طعمه حرفي حلبي ويضيف.. لقد اعتدت على أن أزور هذا الخان يومياً وأن اعرض بضاعتي المشغولة يدوياً حيث انني أتفنن في صناعة الفخار والرسم على الزجاج والرسم أيضاً بحجارة طبيعية ومعظم منتجاتي يطغي عليها العمل الطبيعي غير المصنع وسبق وقصدني العديد من الحرفيين الجدد ولم يتمكنوا من إتقان ما تصنعه يداي بدليل ان الحرفي السوري القديم قد أبدع بعمله الذي يعرض البعض منه في متاحف أوروبا على أن تلك الأعمال هي لأشخاص غربيين.

ويتميز هذا الخان بأنه لا يحتوي إلا على المهن اليدوية التقليدية حيث ان عدد المهن الموجودة بالخان يفوق الخمسين مهنة منها كما يقول الحاج خالد أزميرلي مهنة الزجاج والنحاس والخيزران والفسيفساء وغيرها من المهن التي تلقى رواجاً واقبالاً من الأجنبي أكثر من السوري الذي يريد الإلتحاق بالتطور الحاصل في مجال التكنولوجيا.

ويضيف الحاج خالد الذي يعمل في مهنة النول اليدوي.. دائماً أتلقى اتصالات من زبائن أجانب سبق وزاروا الخان وأخذوا من عملي اليدوي ودائماً يطلبون مني المحافظة على مهنتي كما أنهم يطلبون مني إرسال بعض القطع المشغولة لهم.

وعلى الرغم من أن البعض من الناس يفضلون التوجه للأشياء المصنعة إلا أن الجهات المعنية بسورية كانت تتنبه باستمرار لأهمية الحفاظ على الخان وعلى طابعه التراثي وطبيعة المهن التي يجب أن يحتويها حيث قامت بإعادة تأهيل الخان وإعطائه للتجار بشكل رمزي مقابل تقديم منتج يدوي مئة بالمئة على حد تعبير التاجر أكرم بوادقجي.

ويضيف.. هذا السوق لا يقل أهمية عن غيره من المعالم الأثرية الموجودة بحلب حيث انه يساهم في زيادة عائدات السياحة وتنشيطها بسبب طابعها ومنتجه وكذلك موقعه التاريخي.

وعن أكثر المهن التي يشتهر بها خان الشونه يقول عبد الله شعبان: لقد ارتبط اسم الحلبيين على مر الأزمان بصناعة النسيج والعباءات وصابون الغار والنقش والرسم على النحاس لذا نرى أن هذه الحرف تغطي الخان وكما أنها من أكثر المهن التي تباع منتجاتها والجميل في الخان أنه بات صرح علمي لكل من يريد أن يتعلم مهنة تساعده على تأمين حياته حيث أثبتت الأيام الأخيرة أن المهن اليدوية تدر من المال ما تعجر عنه العديد من الوظائف وخير دليل على ذلك توجه بعض الشباب إلى الخان هذا العام لتعلم مهنة تناسبهم.

وفيما يخص اسم الخان يقول الحاج أبو بكر رزوق: إن الخان سمي بهذه التسميه نسبة إلى نبات الشونه الذي كان يخرن في الخان يضاف الى ذلك أن الخان يحتوي على أشياء انفرد الحرفي السوري والحلبي خصوصاً بصنعها وكمثال على ذلك وجود ابريقين في الخان يعتبران من أطول الأباريق في العالم كما أن شكليها فريد من نوعه حيث صنعا يدوياً ولم تدخل آلة في صنعهما.


الوكالة السورية للأنباء - سانا

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق