بحضور لافت.. ومشاركة فنية واعدة.. حفل افتتاح معرض الخريف السنوي 2016 في خان أسعد باشا بدمشق
27 تشرين الأول 2016
.
برعاية السيد وزير الثقافة الأستاذ محمد الاحمد واحتفاء بيوم وزارة الثقافة تحت شعار «للكلمة.. للإنسانية.. للحياة» أقامت مديرية الفنون الجميلة بالتعاون مع اتحاد الفنانين التشكيليين معرض الخريف السنوي لعام 2016 ظهر أمس السبت 26 تشرين الثاني في خان أسعد باشا بـ دمشق، ضم المعرض أعمال لأكثر من 300 تشكيلي من كل أنحاء سورية، تميز بمشاركة فنانين شباب إلى جانب كبار الأسماء في المشهد التشكيلي السوري.
وكانت الأعمال المعروضة متنوعة مابين التجريدية والواقعية والسريالية ومنحوتات بخامات مختلفة منها البرونز والحجر والخشب، ليشكل في المحصلة تظاهرة فنية تؤكد على أهمية الفن التشكيلي ودوره في دعم الثقافة على المستوى الوطني، وليعيد الألق لمعارض الخريف السنوية.
وفي تصريح صحفي قال السيد الوزير: «المعرض اليوم عاد إلى الألق السابق الذي ميزه في السنوات الماضية وهناك مجموعة كبيرة من الفنانين التشكيليين المتميزين الذين لم يشاركو في السنوات السابقة قد شاهدنا أعمالهم اليوم وهي تتصدر خان أسعد باشا، وهذا المعرض يحوي كل مدارس الفن التشكيلي وسورية هي في مقدمة الدول التي تعنى بهذا الفن العظيم وهناك العديد من المواهب الكبيرة التي رفعت من شأنه في العالم، وهذه اللوحة التشكيلية تقاوم كما يقاوم الجندي في ساحة المعركة».
الإعلامي والناقد التشكيلي سعد القاسم قال لـ «اكتشف سورية»: «تأتي أهمية معرض الخريف من استمراريته في ظل سنوات الحرب المفروضة علينا فمن الفنانين من غادر البلاد ومنهم من يعيش في مناطق محاصرة يصعب تداول أعماله والبعض يعاني ضغوطاً مادية حالت دون استمراريته في العمل، من هنا أعتبر مجرد إقامته يُعد انجازاً بحد ذاته.. السؤال الذي طرحناه هذا العام هو ما هي درجة الاستفادة من تجارب إقامة المعارض السابقة؟! فكما هو معلوم أن المعرض تأسس سنة 1950 تتم إقامته سنوياً ثم أصبح يقام مرتين في العام الأول معرض الخريف بدمشق والثاني معرض الربيع في مدينة حلب فيما بعد توحّد المعرضان ولكن بسبب كثرة المشاركات وضيق المكان عدنا إلى تجزئتهما حسب الفئات العمرية للفنانين».
ويضيف: «لوحظ في الآونة الأخيرة أن المعرض لا يفي بالغاية المرجوة منه حسب التصنيف السابق ذُكره حيث فَقَد معرض الخريف نبض الشباب وحيويته وخسر معرض الربيع؛ فئة الشباب، تجارب الفنانين الكبار وخبراتهم .. بذات السياق قمنا بإعادة تجربة الاقتناء بالجوائز لما لها من تأثير إيجابي في تحفيز المنافسة بدلاً من أن تقوم وزارة الثقافة باقتناء كل الأعمال المشاركة على حد سواء، فعلى الرغم من أهمية هذه الخطوة إلا أنها تحوّلت إلى فعل روتيني أصاب الفن التشكيلي بالترهل من خلال تقديم أعمال ليست بالسوية المطلوبة الأمر الذي أدى إلى تكديس أعمال كثيرة في مستودعاتنا قد تحمل أهمية تاريخية إلا أنها لا تملك قيمة فنية تذكر، وبسبب هذا الاقتناء الكمي وكثرة الأعمال المشاركة اضطررنا لشرائها بمبالغ قليلة.. وهنا لا بد من شكر وزارة الثقافة على الجهد الذي تبذله في هذا المضمار، ولا بد من التنويه أن معرض الربيع لفئة الفنانين الشباب ما دون الأربعين ما زال قائماً فيما الصيغة التي قررناها لمعرض الخريف هي بمشاركة كل الفئات دون استثناء والاعتماد على النوع وليس الكم في اقتناء الأعمال في سبيل الارتقاء بالمعرض لسوية فنية عالية كسابق عهده».
«اكتشف سورية» التقى الفنان التشكيلي طلال معلا وقال: «معرض الخريف هذا العام يشكل خطوة إلى الإمام في استمراريته فمجرد إقامته يعني أن الفن التشكيلي ما زال بخير خاصة فيما يتعلق بعلاقة المؤسسات المعنية كوزارة الثقافة ومديرية الفنون الجميلة بالمجتمع التشكيلي السوري .. اعتقد أن الأعمال المشاركة في هذا المعرض تشكل خطوة إلى الأمام أيضاً فيما يتعلق بتجارب الفنانين خصوصاً أن هذا المعرض يُرفد كل عام بمجموعة كبيرة من الأسماء التي تشارك به».
وعن الأهمية التي توليها الجهات الرسمية للمعرض قال: «إن الاهتمام الرسمي بالمعرض هو جزء أساسي من تطلعات الفنانين في تأمين المتاحف والمحترفات المتخصصة لممارسة عملهم .. قد تكون الأزمة التي نمر بها أخرت من تفعيل هذه الأمور، لكن استمرار مجتمع الفنانين التشكيليين في سورية وإصرارهم على الحياة غير المحدود تجلى من خلال المواضيع المطروحة في هذا المعرض .. نلاحظ أن كل ما جرى من خراب وتدمير للإنسان السوري لم ينعكس في هذه اللوحات التي اهتمت بالجماليات في المقام الأول».
وتابع: «بالتأكيد نحن نقول إن التعبير عن الواقع له أشكال متعددة، لكن أن يكون مرآة للواقع في مثل هذه المعارض فهذا بالأمر المستبعد فمن خلال الموسيقى والمسرح والسينما والفن التشكيلي نلاحظ أن هناك تجاوز لحالة الدمار التي يعيشها المجتمع جراء الهجمة الإرهابية العالمية عل سورية .. لذلك نقول إن مثل هذه المعارض بمشاركة عدد كبير من الفنانين مع ألوانهم المتفائلة تمنحنا ملامح النصر القادم».
الفنان التشكيلي والناقد غازي عانا في لقاء مع «اكتشف سورية» قال: «هذا المعرض السنوي 2016 الذي كان مفاجئاً للكثيرين بعدد حضوره وطريقة التنظيم التي كانت مميّزة عن دوراته السابقة، والذي ضمّ لوحات مجموعة هامة من الأسماء الحاضرة بقوة في المشهد التشكيلي السوري اليوم، إلّا أن العدد الكبير للأعمال المشاركة أثّر بشكل سلبي على شكل حضورها وصعوبة مشاهدتها بشكل صحيح، وخاصة اللوحات، التي ستنعكس بلا شكّ وفيما بعد على موضوع الاقتناء وسعر العمل».
وأضاف: «الميزة الإيجابية التي كانت حاضرة بقوة موضوع التكريم وتكريسه كتقليد سنوي، إضافة إلى تقدير خاص لرحيل الفنان التشكيلي نذير اسماعيل والذي احتلت إحدى لوحاته مساحة "البوستر" الإعلان الخاص بالمعرض، إضافة إلى اعتماد لوحته كأول عمل بالمعرض».
الفنان التشكيلي الياس الزيات: «تعتبر هذه التظاهرة الفنية منذ نشأتها عام 1950 دون انقطاع، وثيقة ذات أهمية تاريخية بالغة في الحركة التشكيلية السورية يؤكد على صيرورتها هذا المعرض المقام اليوم من خلال أعمال فنية؛ وإن تفاوتت قيمها الفنية، لكنها شاهد على ان السوري فنان بالفطرة .. إنها موسم للاحتفال بالفن وقيمه الجمالية بكل معانيها خاصة عندما التقي جيل الشباب ممن تتلمذوا على أيدي من تتلمذوا لدي».
الفنان عماد كسحوت المسؤول عن مديرية الفنون الجميلة قال: «معرضنا هذا العام يحمل نكهة خاصة أضافتها مشاركة الفنانين الشباب التي دمجت مع أعمال فنانين مخضرمين والسبب يعود لعزوف بعض كبار السن من الفنانين عن المشاركة لذلك قمنا برفد المعرض بأعمال فنانين شباب ليتبادلوا الخبرات والأفكار مع من سبقهم من فنانين .. هذا المشروع "المعرض" في تطور مستمر من قبل القائمين عليه بمديرية الفنون الجميلة نطمح بتوسيع رقعته وزيادة ألقه مع كل عام».
السيد حسان العر رئيس اتحاد نقابة الفنانين التشكيليين: «معرضنا اليوم يبعث على التفاؤل بمشاركة أكثر من 300 عمل فني ما بين النحت والتصوير إلى جانب السوية الفنية العالية التي حرصنا عليها حيث يشارك اليوم كبار الفنانين التشكيليين في سورية مع الفنانين الشباب واحتكاكهم بالرعيل القديم مما يشجعهم على مقارنة نتاجهم بمن سبقهم، كما أنه عامل محرض للفنانين ذوي الفئات العمرية المتقدمة، بالإضافة إلى انتهاج وسائل لإقتناء أعمالهم تختلف عما اتبعناه بالسنين السابقة، أما بالنسبة لسوية الأعمال المعروضة فقد تنوعت مابين التجريدية والواقعية والسريالية ومنحوتات بخامات مختلفة منها البرونز والحجر والخشب .. المعرض بمجمله تظاهرة فنية تؤكد على أهمية الفن التشكيلي ودوره في دعم الثقافة على المستوى الوطني».
ويضيف: «على هامش المعرض نقوم بتكريم ثلاثة من كبار الفنانين المخضرمين وهم ممدوح قشلان، أسماء فيومي، نعيم شلش تقديراً لمسيرتهم وعطائهم في المشهد التشكيلي السوري».
الفنان التشكيلي محيي الدين الحمصي: «ما يميز هذا المعرض عما سبقه هو دمج فئة الفنانين الشباب مع كبار الفنانين المشاركين، أضفى على المعرض نفساً جديداً وضخ فيه حيوية الشباب رغم تحفظ بعض الفنانين على مشاركتهم إلا أنه لا بد من هذا التغيير وإتاحة الفرصة للشباب لتفعيل دورهم في استمرارية مسيرة المشهد التشكيلي السوري وهذا ما أكدت عليه بعض أعمالهم التي تقارع بمستواها الفني أعمال كبار الفنانين فرغم الأزمات التي نعيشها ما زال الفن التشكيلي لدينا يبشر بالخير فالفنان جندي سلاحه ريشته».
الفنان مصطفى الخاني : «يحمل هذا المعرض في طياته اليوم رسالة إلى العالم أن الحياة في سورية ما زالت مستمرة وأننا مصرون على الحب والجمال والفن رغم كل ما يحيط بنا ورغم كل ما تبثه وسائل الإعلام المعادية لنا من خراب ودمار وقتل، من هنا فإن انعكاس هذا الواقع الصعب الذي نعيشه على كافة نواحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية يجب استثماره في تحفيز الطاقات الإبداعية تعكس هذا الألم الكبير بأمل أكبر».
النحات المشارك عبد العزيز دحدوح: «الأجمل في معرض العام هو مشاركة فنانين من أجيال مختلفة حث الجميع على تقديم افضل ما لديهم وفك العزلة التي فرضها البعض على نفسه من التشكيليين ممن تقدم به العمر .. أما عن المنحوتات فتتميز هذا العام بجودتها وألقها خلافاً للأعوام الماضية».
النحاتة المشاركة رجاء وبي: «المعرض فعالية جميلة في ظل المعاناة التي نمر بها .. جرعة من الأوكسجين لإنعاش وإعادة البسمة للفنان السوري، وتواصل اجتماعي ما بين معرضي الخريف والربيع فهي المرة الأولى التي يلتقيان فيها، تبادلنا خلالها الخبرات والرؤى لما يمكن أن يكون عليه مستقبل الفن التشكيلي في بلدنا».
النحات رامي وقاف قال: «أنا سعيد بعودة الألق للفن السوري فهو في طريقه للمعافاة بعد غياب في السنوات القليلة الماضية في ظل الأزمة التي تعصف بنا، كما أنني متفائل بالدعم الذي توليه الجهات الرسمية كـ وزارة الثقافة للفن والفنانين بشكل عام وكذلك عودة النشاط الإعلامي فيما يخص الشأن الثقافي .. كلي رجاء بعودة الفنانين السوريين إلى وطنهم الأم السورية فساحة الفن لدينا أجمل من أي مكان آخر».
النحاتة يسرى محمد مشاركة دائمة ومدرسة في معهد الفنون التطبيقية: «المعرض بالنسبة لي بمثابة عيد .. والعمل الذي اشارك به يمثل المرحلة التي مررنا بها بكل عفونتها والتي يجب إزالتها للخروج من هذه المحنة والإرتقاء بالإنسان لما هو أسمى».
النحات زهير خليفة قال عن مشاركته: «أشارك بالمعرض بعمل نحتي من خشب البلوط لتجسيد مقولة إن العلم والفن والإبداع هو المجال الوحيد للإرتقاء بالحياة والعيش المشترك بسلام ومحبة لأن الفن لا يمكن أن ينجب سوى الحب والجمال حيث تدور مجمل أعمال ضمن إطار هذا المفهوم».
وعلى هامش حفل افتتاح معرض الخريف هذا العام، قام السيد وزير الثقافة الأستاذ محمد الأحمد بتكريم كل من الفنانين أسماء فيومي و ممدوح قشلان و نعيم شلش.
الفنانون المشاركون في معرض الخريف السنوي 2016:
قسم النحت: أنور رشيد، سمير رحمة، جهاد عيسى، جدعان قرضاب، حمزة ياغي، حسن سليمان، حسام نصرة، حسان حلواني، رامي وقاف، رنا حسين، سراب عروس، سمير حمشو، عادل خضر، عبد العزيز دحدوح، عيسى عقلة، غازي كاسوح، فيصل دياب، فؤاد أبو عساف، فادي الخوري، كنانة كود، محمد بعجانو، محمد ميرو، محمد أبو خالد، مصطفى انطاكي، مروان ملاك، معروف شقير، مصطفى علي، هشام المليح، أمل زيات، وسام قطرميز، وضاح سلامة، وجيه قضماني، زهير خليفة، رجاء وبي.
قسم الغرافيك: باسمة محمد، ختام إبراهيم، زينب علي، سهام هيثم الصالح، سهيل معتوق، سلوان قطان، شادي ابو حلا، شادي العايق، علا العجيلي، علي سليم الخالد، غسان العكل، لوليانا رميح، لين السمان، نبيل رزوق، يارا سلوم، يوسف جهاد محمد.
التصوير الزيتي: أحمد أبو زينة، أحمد البني، أحمد الخطيب، أحمد الصوفي، أحمد طلاع، أحمد كسار، أحمد يازجي، أسامة دياب، إسماعيل الحلو، أنس الرداوي، إسماعيل نصرة، أمير حمدان، أنور الرحبي، أكسم طلاع، إياد ناصر، اسماء الفيومي، بتول غجر، بسام ناصر، بديع جحجاح، بشير بشير، بشار البرازي، جمال العباس، جورج جنورة، جورج عشي، حسام دبس وزيت، حسام علي طالب، حسان أبوة عياش، حسن الماغوط، حسين صقور، حلا الصابوني، خلود السباعي، خليل عكاري، خلود شقير، خليل كيكي، خولة العبدالله، خيرالله شيخ سليم، دعاء زكريا، ريم قبطان، رنيم اللحام، زهير الرز، زهير حسيب، سعد يكن، سالم عكاوي، سائد سلوم، سليمان أبو سعدة، سمر ابو فياض، سمير غنوم، سهام منصور، سهام هنيدي، سوسن حج إبراهيم، سامي الكور، شادي الملحم، شادي العيسمي، صالح الخضر، صلاح الدين خالدي، صبا رزوق، طارق حميدة، طارق علي، طلال بيطار، عبد المجيد حمادة، عامر ديوب، عدنان حميدة، عبد الإله خان، عبد الرحمن مهنا، عبد الحميد دبس وزيت، عبد المعطي أبو زيد، عزالدين همت، عصام المأمون، علي الكفري، علي مصطفى، علي الصابوني، عبد الكريم فرج، عنايت البخاري، عهد الناصر رجوب، عبد الله أبو عسلي، عفاف خرما، غسان ديري، فايز عبد المولى، فريد شنكان، فدوى شهدا، فؤاد دحدوح، فؤاد أبو تربة، لجينة الأصيل، لارا الرطل، لاريسا طوق، لبيب رسلان، لوسي مقصود، لينا حمزة، لينا ديب، معد أورفلي، مايا درويش، محمود الساجر، محمد الداغستاني، محمد الركوعي، محمد زيدان، محمد شبيب، محمد ضبعان، محمد غنوم، محمد ناجي عبيد، محمد هدلا، محمود الجوابرة، محي الدين الحمصي، مروان جوبان، مفيدة الديوب، مصطفى الراشد نجيبه، منار الشوحة، منى المرستان، موفق السيد، موفق مخول، ميساء شيا، ناثر حسني، نبيل السمان، ناصر عبيد، نزار صابور، نذير إسماعيل، نذير نصير الله، نرجس الفرج، نسرين طريش، نهى جبارة، نضال خويص، هبة سيف، وحيد مغاربة، نورا الجبة، وحيد قصاص، وفاء الخطيب، وليد الآغا، لينا الكاتب، نعيم شلش، غادة حداد، علي السرميني، جمعة النزهان، جهاد الرواشدة، عبد الله أسعد، رانيا كرباج، إدوار شهدا، ريما سلمون، جبران هدايا، ياسر حمود، نجوى أحمد.
فيديو آرت: غيداء كرمة
زين .ص الزين | تصوير: عبدالله رضا
اكتشف سورية
من معرض الخريف 2016 بخان أسعد باشا |
من معرض الخريف 2016 بخان أسعد باشا |
من معرض الخريف 2016 بخان أسعد باشا |