المعرض السنوي للتصوير الضوئي والخط العربي والخزف بمكتبة الأسد الوطنية
22 كانون الأول 2017
.
الخط العربي والتصوير الضوئي والخزف اجتمعا هذا العام في المعرض السنوي 2017، الذي اقامته مديرية الفنون الجميلة برعاية وزارة الثقافة في مكتبة الأسد الوطنية مساء الأربعاء 20 كانون الأول.
توشحت لوحات الخط العربي في معظمها بآيات من القرآن الكريم أو من الأحاديث النبوية الشريفة والحكم والأمثال الشعبية المتدولة بينما جاءت لوحات التشكيلي محمد غنوم الوحيدة بالتشكيل الحروفي المتناغم مابين الحرف واللون، فيما تنوعت أعمال المصورون الضوئيون ما بين المناظر الطبيعية والمباني التاريخية وصور الأطفال وآثار الحرب على سورية.
«اكتشف سورية» وخلال حضور حفل افتتاح المعرض استهل لقاءاته مع التشكيلي عماد كسحوت القائم على مديرية الفنون الجميلة وقال لنا: يعد المعرض السنوي للخط العربي والتصوير الضوئي والخزف لم ينقطع المعرض في تقديم جديده منذ الستينيات وإلى الآن مرافقاً لمعرض الخريف تم فصلهما منذ سبع سنوات تحت مسمى المعرض السنوي احدى نشاطات مديرية الفنون الجميلة، مديرية الفنون التابعة لوزارة الثقافة هي داعم أساسي للفن التشكيلي والتطبيقي بكل فروعه لدينا فنانون مبدعون يمتلكون الحس العالي والأفكار الخلاقة لذلك نعمل على تقديم المكان والتسهيلات التي توفرها وزارة الثقافة لتقديم نتاجهم وخبراتهم .. نطمح في الأعوام القادمة لمشاركة عدد أكبر من الفنانين العارضين في مجال التشكيل بالحرف والتصوير الضوئي والخزف، كما نعمل بجهد كل عام على رفع السوية الأعمال المقدمة في سبيل الارتقاء بها لمستوى رفعة ومكانة تاريخ سورية الحضاريين.
وأضاف التشكيلي كسحوت: المعرض لا يقتصر على محافظة دمشق بل يضم فنانين من كل أنحاء سورية باستثناء بعض المناطق التي تعذر على فنانيها ارسال معروضاتهم، كما يجب التنويه أن المشاركة غير محددة باي فئة عمرية، وأكرر أن وزارة الثقافة هي الداعم الأساسي للفن في سورية وعليه قامت باقتناء عدد كبير من اللوحات ضمن الإمكانيات المتاحة.
الباحث الأديب الخطاط أحمد مفتي عضو اللجنة التحكيمية قال لـ اكتشف سورية: نحن اليوم في المعرض السنوي نعيش عرس يوم اللغة العربية حيث صادف افتتاح المعرض مع اليوم الثاني للإحتفال بيوم اللغة العربية، وكما نعلم فإن الخط العربي هو من أرقى الفنون التشكيلية في العالم، لذلك قال بيكاسو «إن اقصى نقطة اردت الوصول اليها في فن الرسم، وجدت أن الخط العربي وقد سبقني اليها منذ امد بعيد»، لم يكن معرض الخط العربي موجوداً ضمن التشكيلات القديمة ولكن منذ أكثر من عشرة سنوات دخل الخط العربي إلى الفنون التشكيلية في بلادنا، وعلى أثرها اصبح معرض الخريف تظاهرة مقدسة تقام بشكل سنوي نحتفي بها بالخط العربي.
وعن المعرض السنوي يقول: تفاوتت النسب في معرض اليوم بالنسبة للمشاركين وللأعمال الفنية المعروضة، لا شك أن المعرض فيه مجموعة من الخطوط المتنوعة كخط الثلث والخط الكوفي من القرن الهجري الثاني والثالث وأيضا الخطوط الكوفية المشرقية وغيرها، مما يدل على ان الحرف العربي مطواعً بطبيعته، خاصة عندما ننظر على بعض اللوحات في المعرض التي كتبت بالخط الديواني الجليّ التي أخذت بعض التكوينات، ونلاحظ دخول الفتيات والمساهمة الفعالة في صناعة لوحة حروفية، كما يوجد بعض اللوحات التي آخت ما بين خط التعليق الدمشقي الشامي والخط الكوفي القديم، أما تراوح جودة اللوحات المقدمة فيجب ان لا ننسى ان الظروف الصعبة التي يعيشها الفنان تؤثر سلبا على نتاجه في ظل الحرب الظالمة التي مررنا بها، كما يجب التنويه إلى أن المنح التي تقدمها وزارة الثقافة غير مجزية مقارنة للجهد الذي يقوم به الفنان، ورغم ذلك نلاحظ مشاركة لا باس بها من قبل الفنانين، وللإنصاف لا بد من القول ان بعض اللوحات لم ترتقي للمستوى المطلوب فنياً.
وأضاف: عند الحديث عن التصوير الضوئي فهناك أعمال على مستوى راقٍ جداً وتعبر عن أفكار وعن المحنة التي نعيشها، فيما شارك هذا العام فنانون من ذوي الاحتياجات الخاصة بأعمال حملت في مضامينها أفكارا خلاقة ومبدعة، أما الخزف فقد عمل الخزافون جاهدين على تقديم أعمال جيدة رغم صعوبة تأمين المواد اللازمة في صناعة هذا الفن نتيجة الحصار الذي تعيشه بلادنا، ورغم ذلك ابدى الخزافون؛ على قلة المعروضات، حرفية عالية في التعاطي مع نتاج أعمالهم.
المصور الفوتوغرافي عبدالله رضا : أشارك بعملين الأول صورة عن فج معلولا الشهير ظهرت من خلاله النسب الضوئية وحجم الكتلة بطريقة مدروسة ليعكس مكانته الدينية، أما العمل الثاني فعبّر عن حالة لمجموعة راقصين خلال تأديتهم لاحد العروض الراقصة لعبت الحركة والإضاءة العامل الأبرز لإظهار جمالية الصورة أعطت انطباعاً وكأن يد رسام صبغها بالوان ريشته، نقوم باتباع تقنية خاصة في التصوير للحصول على صورة تمنح هذا الانطباع .. نتمنى في المعرض السنوي القادم مشاركة أوسع من الفنانين خاصة أصحاب الأسماء الكبيرة ممن لم يشارك في هذا العام، كما نطمح لإقامة معارض تخصصية تسلط الضوء على مختلف أنواع الفنون في بلدنا من أجل رفع سوية الذائقة البصرية واستمرار رسالة سورية الحضارية التي لم تخبو منذ فجر التاريخ.
التشكيلي محمد غنوم عضو اللجنة التحكيمية قال لـ اكتشف سورية: يعتبر المعرض السنوي في دورته لهذا العام استمرارية لما سبقه من معارض مع الحرص على تقديم أعمال ذات سوية عالية للدلالة على التعافي الثقافي الذي بدأنا نلمسه في الآونة الأخيرة، تشارك اليوم أعمال حروفية لمختلف أنواع الخطوط بخاصة خط الثلث الشهير، واللافت هذا العام هي المشاركة الأنثوية المتمثلة بعدد من الفتيات الخطاطات حيث قدّمن أعمال متميزة وهامة على الصعيد التقني والفني وهذه نقطة هامة تحتسب لمعرض الخط العربي المندرج تحت مسمى المعرض السنوي للعام 2017.
وأردف موضحاً: لا احبذ استخدام مصطلح الحروفية وأفضل تسميته «تشكيل بالخط العربي» وكل ما يقدم من أعمال في هذا المضمار تُعد رافد لإغناء الحركة التشكيلية ليس فقط في سورية بل بالوطن العربي والعالم، وهذا دليل على أن هذه التشكيلات الحديثة التي يقدمها المعرض السنوي على انه فن يتفاعل مع محيطه وليس مجرد تراث محنط على شواهد القبور أو ما شابه، بل تراث متجدد قابل للتطور والتناغم مع اللون والحركة والموسيقى والتكوين الجميل، كما هو جلي في الأعمال المعروضة اليوم.
المصور الفوتوغرافي المشارك أدهم أبو الحسن: أغلب أعمالي في التصوير الضوئي من كوادر طبيعية بتقنية الـ HDR، التي يستطيع المصور من خلالها التحكم بمصادر الضوء وقوته، حيث يمكن عبر هذه التقنية المقاربة بين الصورة الفوتوغرافية والرسم .. شاركت بعدة معارض متخصصة بالتصوير الضوئي ولكن هذه المرة الأولى التي أشارك فيها بالمعرض السنوي التي تقيمه مديرية الفنون الجميلة الذي يجمع اللوحة الحروفية مع التصوير الضوئي والخزف بمعزل عن الفن التشكيلي والنحت، الامر الذي يتيح التركيز بكثافة على هذه الفنون وجمالياتها، وحبذا لو تقوم المديرية بفصل هذه الفنون بمعارض متخصصة لكل فن على حدا مستقبلاً.
الخزافة المشاركة زويا قرموقة: أشارك بقطعة خزفية تحاكي رقعة الشطرنج باللونين الأبيض والأسود تمثل في مفهومها معركة الحياة بحلوها ومرها، كما يمكن الاستفادة منها كمنبع للضوء بإضافة شمعة في داخلها، تتلمذت على يد رأفت ساعاتي في مركز وليد عزت للفنون التطبيقية، والمعرض مناسبة للخريجين الجدد لاكتساب الخبرة من الأساتذة الكبار من خلال عرض أعمالنا إلى جانب نتاجهم الفني.
التشكيلي الخطاط ياسر العوتقي: اقدم لوحة عبارة عن نص للحديث الشريف «علموا ولا تعنفوا فإن المعلم خيرٌ من المُعنّف» لما له من أهمية في مجال التعليم القائم على الترغيب وليس التعنيف لما له من آثار سلبية على المتعلم، العمل مكتوب بخط الثُلث، مشدداً على كلمتي علموا ولا تعنفوا اللتان كتبتا بالخط الديواني ضمن إطار حروفي عربي، نتمنى دوام المعرض وتقديم ما هو أجمل وارقى في العروض القادمة.
وأضاف: مجال الفن الحروفي واسع وعظيم، وجماليته ترجع لأسلوب الخطاط ورؤيته وخصب خياله المستقاة من تجاربه الشخصية المتراكمة، وهنا لا بد من الإشادة للمكانة التي يتمتع بها الخطاطون السوريون على المستوى المحلي والعربي والعالمي وأخض بالذكر الخطاط السوري عثمان طه الذي اشتهر بكتابة مصحف المدينة المنورة، ومحمد بدوي الديراني خطاط بلاد الشام.
التشكيلية المشاركة سناء فريد تقول عن مشاركتها في المعرض السنوي: حالما ينتهي الفنان من وضع اللمسات الأخيرة على نتاجه يترك للمشاهد ترجمة العمل بطريقته الخاصة حيث لكل منهم رؤيته الخاصة والمتفردة، ومن هنا يصبح أي عمل فني مهما اختلفت تسميته قابل للتأويل من خلال إحساس ومشاعر المتلقي الذي يمسي صاحب الكلمة الفصل في تقييمه؛ كلٌ حسب مفهومه وثقافته .. عملي المشارك بمثابة طاولة نُفذت بخامة الحديد يتوسطها فراغ مغطى بالزجاج لإتاحة الرؤية عبرها والإحاطة بكل جوانب التصميم، يمكن تصنيفها ضمن أثاث لديكور داخلي مزركش بنقوش إسلامية محببة.
زين .ص الزين | تصوير عبدالله رضا
اكتشف سورية
من المعرض السنوي للتصوير الضوئي والخط العربي والخزف بمكتبة الأسد الوطنية |
من المعرض السنوي للتصوير الضوئي والخط العربي والخزف بمكتبة الأسد الوطنية |
من المعرض السنوي للتصوير الضوئي والخط العربي والخزف بمكتبة الأسد الوطنية |
أحمد سوار:
شكرا للجهود العظيمة التي تقدم للفن عامة والفن السوري خاصة ولي ملاحظة صغيرة للسادة المسؤولين في المديرية يرجى إن أمكن توجيه النصائح والإرشاد لمن لم تقبل أعمالهم للارتقاء مستقبلا ورفد الفن السوري بأعمال أخرى
سوريا