ختام فعاليات ملتقى دمشق الثقافي الأول في خان أسعد باشا

27 تموز 2016

اللحن والكلمة في ترسيخ الثقافة الوطنية

رغم قذائف الإرهابيين على أزقة دمشق القديمة، تابع ملتقى دمشق الثقافي الأول فعالياته في خان أسعد باشا الأثري، حيث جاء يوم الختام بتاريخ 25 تموز 2016 حافلاً بالشعر والغناء والموسيقا، لتعلو الأصوات حباً لأهل الشام وسورية الغالية التي تتحدى الموت ويسطر جيشها العظيم انتصارات رغماً عن كل القوى التي تحيك مؤامراتها على تاريخها وثقافتها، هكذا هي سورية، تستمر في الحياة؛ شعرائها يعلون بأصواتهم؛ مغنيها يصدحون بأغانيهم؛ ناسها يجولون الشوارع؛ جيشها يحارب في كل الجبهات.

استمع الحضور في اليوم الأخير من الملتقى إلى الشاعر السوري الكبير توفيق أحمد، حيث ألقى عدداً من قصائده الوجدانية والوطنية التي لا تتسم، كغيرها، بالخطابية أو المنبرية وتنأى بنفسها عن كل ما هو شعاراتي فج ومباشر، ويحضر الوطن في قصائده لا كموضوعة مناسباتية إنما كلوحة متخيَلة لغد، لوحة يبرع الشاعر برسمها من خلال لغة حيَة موحية حافلة بالإشارات والدلالات والانزياحات التي ترتقي بقصيدته إلى مرتبة الشعر الحقيقي كفن إبداعي أولاً وأخيراً. القصيدة عند أحمد ليست إلا تنويعات على حالات نفسية تنهض بوظيفة التصعيد العاطفي والوجداني من ناحية، والتصعيد الفكري والحضاري من ناحية أخرى.


من ختام فعاليات ملتقى دمشق الثقافي الأول في خان أسعد باشا

وأدت المغنية السورية ليندا بيطار في القسم الثاني للأمسية مجموعة من الأغاني تنتمي إلى الزمن الذهبي للأغنية العربية، إضافة إلى اخرى وطنية ووجدانية، بصوتها الجميل والقوي، هذه المغنية التي اختارت البقاء في وطنها عكس ما فعله الكثيرين، وأقامت حفلات في المناطق التي يقوم الجيش العربي السوري بإعادة الأمن والاستقرار إليها حيث كانت آخر حفلاتها في حمص القديمة.


من ختام فعاليات ملتقى دمشق الثقافي الأول في خان أسعد باشا

وكان قد عرض في اليوم الثاني من الملتقى فيلم «فانية وتبدد» للمخرج القدير نجدت آنزور، هذا الفيلم الذي أثار ضجة عالمية في عرضه الأول بدار الأوبرا، كونه يفضح جرائم داعش بجرأة كبيرة، وذلك عبرمحاجاة فكرية، وكشف هذا الفكر الهش الذي يدعيه داعش ويحاول من خلال بث الرعب والتخويف نشره في المنطقة.

وفي لقاء مع «اكتشف سورية» قالت الإعلامية منى حاج يحيى وهي من مجلس إدارة ملتقى دمشق الثقافي: «الثقافة في دمشق كانت ولا تزال جزء لا يتجزء من الصراع، هي الجزء الراقي النبيل الهادف إلى بناء الإنسان وديمومة الحياة، من دمشق قررنا نحن مجلس إدارة ملتقى دمشق الثقافي أن نصرخ بوجه الحرب ونقول إن هناك اساليب أخرى أيضاً لمحاربة الإرهاب».


من ختام فعاليات ملتقى دمشق الثقافي الأول في خان أسعد باشا

وأضافت: «في دمشق وفي زمن الحرب لا بد أن تنتصر ثقافة عمرها سبعة آلاف عام، كم جميل أن نلتقي جميعاً تحت سقف بناء سوري ذو هندسة سورية مميزة وفريدة».

وقالت أيضاً: «هنا نوجه رسالة للعالم ونقول نحن لا نواجه الظلم والموت بالسلاح فحسب بل نحاربه بثقافتنا وحضارتنا وموسيقانا، نقاوم الغدر والقذائف باللحن والكلمة، نحن شعب نحب الحياة، وهذا الإقبال الكبير على فعاليات ملتقانا رغم قذائف الهاون خير دليل على ذلك، يعني ما أريد قوله بأنه لا يمكن لأحد أن يوقف عجلة الحياة في سورية».


المغنية السورية ليندا بيطار

وأنهت حاج يحيى حديثها قائلة: « ملتقى دمشق الثقافي يتجدد كل ثلاثة أشهر، ونطمح بنجاحات أكبر، وذلك من خلال آراء الناس التي نستقبلها على صفحتنا في شبكة التواصل الاجتماعي، ووفي النهاية لابد أن أشكر وزارة الثقافة لدعمها ورعايتها للملتقى».

ومن جانبها قالت لنا المغنية ليندا بيطار: «هذه الأمسية تعني لي أشياء كثيرة ولا سيما في هذا المكان العريق الأثري الجميل الذي يجسد جزء من تاريخ بلدنا، وتشجعت أكثر للأمسية حين تعرّض دمشق القديمة لقذائف الغدر والظلام، وخاصة عندما راسلني الكثير وأكدوا حضورهم رغم كل هذه الحوادث».


من ختام فعاليات ملتقى دمشق الثقافي الأول في خان أسعد باشا

وأضافت: «زرع الحضور بداخلي الكثير من الأمل ورأيت في عيونهم المحبة واندماجهم مع ما قدمت، رأيت بوجوههم المحبة والسلام والأمل، أتمنى أن أكون قد استطعت إيصالهم ذات الشعور».

وأنهت بيطار حديثها قائلة: «هذه الملتقيات والمنتديات الثقافية ضرورية للساحة الفنية السورية في هذا الوقت كي نظهر الوجه الحضاري والثقافي لسورية، ولنتحدى أصوات الرصاص والقذائف بثقافتنا وحضارتنا التي تمتد من آلاف السنين».


إدريس مراد

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

مشاهد من ختام فعاليات ملتقى دمشق الثقافي الأول في خان أسعد باشا

مشاهد من ختام فعاليات ملتقى دمشق الثقافي الأول في خان أسعد باشا

مشاهد من ختام فعاليات ملتقى دمشق الثقافي الأول في خان أسعد باشا

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق