الفرقة السيمفونية الوطنية السورية في دار الأوبرا

24 كانون الأول 2013

حفلة بالتزامن مع عيدها العشرين

تزامنت الحفلة الدورية للفرقة السيمفونية الوطنية السورية بقيادة المايسترو ميساك باغبودريان أمس الأحد 22 كانون الأول 2013 على المسرح الكبير «الأوبرا» في دار الأسد للثقافة والفنون – أوبرا دمشق، مع مرور عشرين عاماً على تأسيسها.

وربما من هذا المنطلق اختارت الفرقة بعض الأعمال الموسيقية الفرحة، حيث أدت عملين للمؤلف الأرميني الكبير آرام خاتشادوريان، الأول فالس من سويت «ماسكاراد»، وكتب خاتشادوريان هذا العمل عام 1941 كموسيقا لعمل ميلو درامي «مسرحية غنائية» الذي كان قد جهزها خلال حفل تنكري راقص، ويظهر فيها تأثير تشايكوفسكي بالشكل الإيقاعي المستخدم، والعمل الثاني الذي عزف للمؤلف كان مختارات من بالية «غايانة» وهي «رقصة البنات، رقصة رجال الجبال، تهويدة، رقصة شعبية "ليزغينكا"»، وكتبت هذه البالية عام 1942، موضوعها مأخوذ من حياة مزارعة أرمينية سوفيتية خلال سنوات الحرب العالمية الثانية، والموسيقا الأوركسترالية لهذا العمل غنية جداً وهو انعكاس حقيقي ومتنوع للفلكلور القوقازي وخاصة الأرمني.

وفي إطار الاهتمام بالموسيقيين السوريين أدت الفرقة عمل للموسيقي كمال سكيكر بعنوان «ورد» لآلة العود والأوركسترا، وعزف المؤلف بنفسه على العود.
وفي تصريح لاكتشف سورية قال الموسيقي كمال سكيكر عن عمله وعن هذه المشاركة: «كثيراً ما أغراني العزف المنفرد بمصاحبة الأوركسترا، وباعتباري عازف على آلة العود التي نادراً ما كتبت لها بهذا النمط، احببت أن أقدم عملي هذا، وهو عمل يظهر فيه المزاج العربي بشكل واضح وجلي، نظراً لإيقاع العربي الذي كتب على نبضاته "الجورجينا"».

وأضاف: «كانت تجربة جيدة بالنسبة لي، وأن شاء الله هناك أعمال أرى ستكتب للعود والأوركسترا في المستقبل وسأعزفها بنفسي، فالعود آلة خلاقة وعازفها يستطيع أداء أي نمط موسيقي، ومن الاجحاف بحق هذه الآلة أن تبقى بزوايا الارتجال أو مرافقة المغنيين».

وأنهى سكيكر حديثه قائلاً: «هنا أقدم شكري الجزيل لأعضاء الفرقة السيمفونية الوطنية اللذين عملوا بكل جهدهم على إخراج القطعة بشكل جيد، والشكر لصديقي الأستاذ ميساك باغبودريان قائد الفرقة».

وعزفت الفرقة في هذا الحفل رقصة رقم2 للمؤلف الموسيقي المكسيكي «ارتور ماركيز» وهي مقطوعة ضخمة كتبت للأوركسترا بمرافقة البيانو ويستغرق عزفها قرابة 10 دقائق، ألفها عام1994 والذي امتاز باستخدامه للموسيقا المحلية المكسيكية وتطويعها في قالب أوركسترالي، هي حتى الآن المقطوعة الأشهر لماركيز مِن ضمن8 مقطوعات دانزون، فمنذ عزفها لأول مرة قبل 20 عاماً أصبحت واحدة من أشهر المؤلفات العالمية سماعاً وعزفاً بالحفلات الموسيقية إلى جانِب أشهر مؤلفات أساطين الموسيقا العالمية، فهذه المقطوعة هي خلطة سحرية وتجسيد رائِع للموسيقا المكسيكية التي لا يمكن مقاومة أنغامها المثيرة الراقصة عند سماعِها ولكن في قالب سيمفوني رصين وبناء أوركسترالي أخاذ. ولابد من الإشارة إلى أن موسيقا الدانزون هي بالأساس موسيقى راقصة كوبية الجذور ولها أيضاً شعبيتها في المكسيك وبورتو ريكو، وهي تعتبر في دول أمريكا اللاتينية كالفالس في الدول الأوروبية.

وأنهت الفرقة حفلها مع «مارش سلاف» للمؤلف بيتر ايليتش تشايكوفسكي، هذا العمل الذي أبدع تشايكوفسكي في كتابته التي عبر خطوطه اللحنية الأساسية و تفاعل الآلات النحاسية و الوترية بشكل سبق فيه مؤلفي نفس الفترة الزمنية.

وفي نهاية الحفل كرّمت الدكتورة لبانة مشوح أعضاء وقفوا على المسرح في أول حفلة للفرقة السيمفونية الوطنية وهم عازف الكمان وسيم إمام، عازف الفيولا أندريه معلولي، عازف الفيولا محمد زغلول، عازف الفيولا فوزي جيرودي، عازف التشيللو بسام بقدونس، عازف الكونترباص جهاد سكر ، عازف الهورن فؤاد شلغين، عازف الأوبوا أسامة سلطان.

وفي لقاء مع اكتشف سورية قال المايسترو ميساك باغبودريان: «هذا العام 2013 كان صعب جداً لنا ولكم وللبلد بشكل عام، ولكن له خصوصية بالنسبة للفرقة السيمفونية الوطنية، في هذا العام يكون قد مر خمسين سنة على أول حفل للراحل صلحي الوادي مع فرقة اسمها أوركسترا الحجرة كانت تابعة للمعهد العربي للموسيقا، 2013 يكون قد مر عشرين عاماً على تأسيس الفرقة السيمفونية الوطنية السورية».

وأضاف: «هذا العام كان حافل بمشاريع وحفلات موسيقية، والنجاح دائماً يكون بجهود فريق، وهنا أشكر أعضاء الفرقة السيمفونية الوطنية وحماسهم، هناك من كان معنا على طول مسيرتنا ولكنهم خلف الكواليس، أولهم الكادر التقني لدار الأسد للثقافة والفنون، فتحية لهم، وشاءت الصدف بوجود شخصين معنا هنا كانوا مع الفرقة منذ بدايتها، الأستاذ عماد جلول الذي رافق الفرقة منذ تأسيسها، في توثيق فوتوغرافي وتصميم ملصقاتها، ومن حظنا اليوم هو مدير دار الأسد للثقافة والفنون المكان الذي يحتضن الفرقة، والأستاذة لبانة مشوح وزيرة الثقافة التي قالت لنا جملة واحدة «أنا اعرفكم قبل أن تعرفوني».

وأنهى باغبودريان حديثه قائلاً: «لا يمكن أن نحتفل اليوم بذكرى العشرين على تأسيس فرقتنا بدون أن نكرم أشخاص كانوا معها على طول المسيرة ومازالوا».
الفرقة السيمفونية الوطنية السورية|دار الأوبرا|العيد العشرين


إدريس مراد

اكتشف سورية

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

صور الخبر

لقطات من حفل الفرقة السيمفونية السورية في عيدها العشروين

لقطات من حفل الفرقة السيمفونية السورية في عيدها العشروين

لقطات من حفل الفرقة السيمفونية السورية في عيدها العشروين

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق