مغني التينور الإيطالي جوزيف فلليزي يقدم أغنية لسورية خلال أمسية مع الفرقة السيمفونية الوطنية في أوبرا دمشق
30 أيار 2016
.
بمزيج من أعمال كلاسيكية إيطالية وروسية قدمت الفرقة السيمفونية الوطنية السورية بقيادة المايسترو ميساك باغبودريان أمسيتها لجمهور القاعة متعددة الاستعمالات في دار الأسد للثقافة والفنون بمشاركة مغني التينور الإيطالي جوزيف فلليزي.
بداية الأمسية كانت مع افتتاحية أوبرا صلوات المساء الصقلية للمؤلف الإيطالي الأشهر جوزيبه فيردي حيث تمكنت الفرقة من تحقيق درجة عالية من التمازج بين الآلات النفخية والإيقاعية والذي يعتمد عليه اللحن في تناغم يجمع العذوبة والقسوة تعكس الروح الوطنية التي سادت في إيطاليا نهاية القرن التاسع عشر في رفض التدخل الخارجي والدفاع عن وحدة البلاد.
وبدا جلياً في هذه الأمسية أن الفرقة السيمفونية السورية تمكنت من تجاوز آثار سفر عدد من عازفيها إلى خارج البلاد جراء الحرب على سورية بالاعتماد على العازفين المخضرمين وعلى خريجي المعهد العالي للموسيقا من الشباب فضلاً عن براعة المايسترو باغبودريان في قيادة الفرقة باحترافية.
وكان العمل الثاني الذي قدمته الأوركسترا السيمفونية السورية مقطوعة الموسيقار الروسي موديست موسورفسكي الشهيرة «ليلة على جبل اقرع» والتي تعتمد على آلات الكمان في صنع متتاليات لحنية حادة تبعث في نفس الإنسان القلق والخوف حيث أن موسورفسكي أراد أن يعبر في مقطوعته عن الأرواح الشريرة التي تريد إلحاق الأذى بالبشر مجسداً ذلك في حالة من الصراع والتناغم بين الآلات الوترية والنفخية وصولاً إلى دقات تطلقها آلة المثلث كناية عن ناقوس الكنائس الذي يعلو ليعود السلام وتعم الطمأنينة مجدداً مع إشراقات للفلوت وللهارب ليتحول النغم بعدها إلى متتاليات لحنية عذبة عزفتها آلات الكمان مختتمة بها المقطوعة.
ثم عزفت الفرقة بعدها مختارات من أوبرا أوجين أونيغين للموسيقار الروسي بيتر تشايكوفسكي على ما فيها من صعوبات لما فيها لحنها من تنوع كما يحتاج عزفها لفرقة ضخمة حيث أبرز عازفو الكلارينيت في الأوركسترا السيمفونية السورية بعضاً من مهارتهم.
وأطل في الفقرة الرابعة من الأمسية مغني التينور الإيطالي جوزيف فلليزي ليؤدي فالس أغني لينسكي والذي أهداه لروح الجنديين الروسيين اللذين استشهدا على أرض سورية وهم يواجهون عصابات الإرهاب حيث تمكن المغني الإيطالي رغم شيخوخته أن يعبر بحنجرته عن الحزن الدفين في هذا الفالس ليتوجه بعد انتهائه من الغناء إلى جمهور الصالة بالقول “سأطلب من الشعب الإيطالي أن يتعلم من الشعب السوري كيف يحافظ على وحدته”.
وقرأ مغني التينور الإيطالي على جمهور القاعة كلمات أغنيته التي كتبها ولحنها لسورية حيث يقول في بعض مقاطعها: “أولئك المغتصبين الدمويين.. عشارين الخليج والأمريكان.. مع عصابة الصهيونيين.. ثبتوا حرابهم على الجدران.. يا سورية.. يا سورية الروح روحي أنا.. أبعدوا عنا هداياكم.. من أكاذيب وأوهام.. فنحن أوفياء لبلادنا كما لأمهاتنا”.
ثم قدم فلليزي بصوته أغنيته «يا سورية» والتي وزعها أوركسترالياً ناريك عبجيان والتي شاركه في أداء لازمتها الجمهور الحاضر بالقاعة فيما تمتاز هذه الأغنية بكونها مليئة بالحيوية ومفعمة بالتحدي ضمن قالب لحني متجانس.
وتفاعلت حناجر الحضور مع صوت المغني الإيطالي في أداء النشيد العربي السوري الذي عزفته الفرقة الوطنية السيمفونية معلنة انتهاء الأمسية.
sana.sy