فرقتا ميان ميري القوالية وسين زاهور في دار الأسد للثقافة والفنون

30 كانون الثاني 2012

-

كان يوم أمس الأحد 29 كانون الثاني 2012 في مهرجان دمشق للموسيقى الروحية والدينية من نصيب باكستان حيث أحيتا فرقة ميان ميري القوالية وفرقة سين زهور القادمتين من باكستان حفلة مشتركة في مسرح الدراما في دار الأسد للثقافة والفنون.

البداية كانت مع فرقة سين زهور مغني الفلكلور الباكستاني المعروف الذي بدأ الحفل بترنيمة المنشدين الجوالين على آلته الشعبية الأيك تارا برفقة كل من الفنانين أحمد زهور ومحمد مشتاق وعلي شوكت وعلي نذير لتؤدي هذه الفرقة أناشيد الكالام ذات الطابع الصوفي المحلي المستقاة من خبرة المتصوفة وولعهم بنشر رسالة التسامح والمحبة لإنسان الألفية الثالثة.

وقدمت سين زهور مستويات عديدة من أناشيد «القوالي» الباكستانية منها ما هو على مقام الغزل الصوفي موظفين آلات كالسيتار والناي والطبلة المصنوعة من جلد الأفعى عبر عائلة من أنواع الهارموني الموسيقي الخاص الذي طوره واشتغل عليه الموسيقي أمير خوسرو في مدينة دلهي للوصول إلى تناغم وانسجام كاملين بين أنواع الآلات التي تستخدم في العزف الصوفي.

يغني زهور ويعزف على آلة الأيك تارا، وهي آلة موسيقية تقليدية كان موسيقيو الفولكلور يعزفون عليها وهم يغنون. ينتمي زاهور إلى التقاليد القديمة للمنشدين الجوالين الذين تنقلوا من مكان إلى آخر يعزفون على آلاتهم، مغنين لشعر الحكماء «الكالام»، وسين زاهور مغني معروف عالمياً حيث حاز على جائزة بي.بي.سي للموسيقى العالمية وله مشاركات في العديد من الدول العالمية.

وشاركت في حفلة دمشق هذه من فرقة سين زاهور كل من: «فايزان بيرزادا، أحمد زهور، محمد مشتاق، علي شوكت، علي رياسات، علي نذير، ران».


فرقة محبوب أحمد ميان ميري القوالية
في دار الأسد للثقافة والفنون

وفي جزء الثاني من الحفل قدمت فرقة محبوب أحمد ميان ميري القوالية مجموعة من أشعار أنشدتها الفرقة لكل من شعراء الصوفية الباكستانية حضرة حامي ووبابا بوللي شاه وذلك على مقام حضرة ميان مير ليكون الارتجال صيغة أداء عالية التفاهم بين المنشدين والعازفين من خلال التركيز على قوة النص الشعري وحضوره الذي عكسته قدرة الفنان الباكستاني على الذوبان في كلية الموسيقا الصوفية وتضرعها من الخالق.

وتضمنت فرقة القوالية في هذه الحفلة من: «عثمان فضل، محبوب خان، تشاند خان، فايز أحمد، غلام داستيجير، محمد عشيق، محمد رمضان، رياض حسين، صادق علي».

تأسست هذه الفرقة عام 1979، وهي تقدم شعر «الكالام» لأكثر الصوفيين شهرة في الباكستان من أمثال: «حضرة حامي، وأمير خوسرو، وبابا بوللي شاه».

قدمت الفرقة عروضها في أرياف ومدن الباكستان، وفي عدة قنوات تلفزيونية حيث لاقت استحساناً كبيراً. شاركت ميان ميري في مهرجان لاهور الدولي للموسيقى الصوفية عام 2010، ولها مشاركات دولية. في حين قدم سين زاهور عروضاً في بريطانيا والهند ودول الشرق الأوسط وأوروبا، كمغني فولكلور حيث حاز على جائزة بي. بي. سي. للموسيقى العالمية عام 2006.


فرقة محبوب أحمد ميان ميري القوالية في دار الأسد للثقافة والفنون

وفي لقاء مع «اكتشف سورية» قال الموسيقي فايزان بيرزادا وهو عضو في فرقة سين زهور ومدير مهرجان لاهور(باكستان) الدولي للفنون: «أن فرقة سين زهور تعتبر من تلك الفرق التي لم تتلق يوماً من الأيام أي نوع من التعليم الأكاديمي بل استقت أناشيدها على الدوام من المخيلة والفلسفة الروحية الإسلامية التي جعلت مغني الكالام الباكستاني محبوباً ومرحباً به من بلاد المغرب العربي حتى شبه الجزيرة الهندية شرقاً بما يقدمه دائماً من أنماط موسيقية بسيطة وعميقة في طرحها الفني لكنها معقدة في خطابها الوجداني لما تطرحه من أفكار فلسفية عرفانية اعتمدت على النص الشعري كمشترك فني فيما بينها عبر اللغتين العربية والفارسية.»


فرقة سين زاهور
في دار الأسد للثقافة

وقال أيضاً: «إن ما يجمع أنواع الموسيقى الروحية في الشرق هو قدرة هذه الموسيقا على التعبير عن وعي إنساني خاص بالوجود والخالق عبر علاقة صوفية خالصة تتجه في أفكارها الفنية نحو نور الخالق وبهائه من خلال أفكار المنشدين المتصوفة الذين لم يتلقوا تعليماً في أكاديميات الموسيقا بل هم خلاصة سليقة ولا وعي جماعي نبع دائماً من تعاليم مجتمعاتهم البدائية كما في الباكستان التي تفتخر اليوم بقدرتها على تقديم عشرات الفرق الصوفية ذات المنبع الصوفي والوجداني الواحد».

وأنهى حديثه قائلاً: «إن الموسيقى الصوفية على بساطتها إلا أنه من الصعب بمكان أن يتمكن موسيقيو الغرب من تقليدها لا على صعيد العزف أو حتى الأداء على المسرح وهنا أذكر تجربة الفنان الباكستاني نصرت علي خان الذي حقق حضوراً لافتاً على مسارح الغرب عبر الحالة الكلية التي تعكسها موسيقاه الصوفية التي لطالما اشتغلت على النص بعيداً عن التدوين بل اعتمدت على خبرات تناقلها المغنون الصوفيون بعملهم الدائم على طرق الأداء مطورين آلاتهم التي يعزفون عليها بأنفسهم».

ويشار أن اليوم وفي تمام الثامنة مساء سيكون موعدنا مع فرقة غادة شبير من لبنان وستحيي حفلة غداً في التوقيت ذاته فرقة قوالي البنغالية من الهند.


إدريس مراد - دمشق

اكتشف سورية

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق