عازف الأورغن الروسي يفغيني أفرامينكو وكفاح الخوص في دار الأسد

30 كانون الثاني 2011

توأمة الموسيقى والكلام

قدمت دار الأسد للثقافة والفنون بدمشق يوم الخميس 27 كانون الثاني 2011 أمسية موسيقية نثرية على المسرح الكبير«الأوبرا» أحياها عازف الأورغن الروسي يفغيني أفرامينكو ورافقه راوياً لنص نثري الفنان السوري كفاح الخوص وسبق للأخير أن شارك الفرقة السيمفونية الوطنية السورية وأوركسترا الطلاب للمعهد العالي للموسيقى بدمشق في عمل موسيقي قصصي أسمه «بيتر والذئب» ومع أختلاف الموضوع ولكن كانت الطريقة نفسها.

قدما أفرامينكو والخوص عمل للموسيقي البوهيمي بيتر إيبن والكاتب التشيكي آموس مومنسكي عنوانه«متاهة العالم وجنة القلب»وهو عبارة عن حوارية بين آلة الأورغن والنص النثري الذي غلب عليه الطابع السوريالي ترجمه إلى العربية الأستاذ نضال شمعون،رغم أن الموسيقى كتبت للنص الأصلي ولكن أستطاع المؤديين أن يحافظا على التناسق بين النص الكلامي والنص الموسيقي وأن يسيطرا على الخشبة الكبيرة التي تتسع لعشرات الفنانين وبالتالي جذب المتلقي إلى معزوفات آلة فردية غريبة عن جمهورنا ونص مترجم تسوده ضبابية المعنى.


من أجواء الأمسية

ولأن الأورغن آلة غريبة عنا ولم تعزف في سورية سوى ثلاث مرات رغم وجودها في دار الأسد للثقافة والفنون منذ تأسيسها، لابد أن نعرّف القارئ عليها،هي آلة مفاتيح موسيقية كبيرة تستطيع إنتاج مدى واسع من الأصوات بطبقات متفاوتة باستخدام الهواء المضغوط الذي يمر خلال أنابيب تصنع من المعدن أو الخشب، تتكون من قنوات أو قصبات مزودة بالهواء ومفاتيح وأدوات أخرى للسيطرة على الأصوات الصادرة عن الآلة، تعمل كالصافرة حيث يدخل الهواء إليها من الأسفل ويخرج من الطرف الآخر مسبباً اهتزازاً ينتج نغمة موسيقية، وتختلف النغمات الناتجة حسب طول الأنبوب، ولعل أعظم عهد لتطوير آلة الأورغن الموسيقية حصل في ألمانيا في أواخر القرن السابع عشر ويعتبر يوهان باشيلبيل أشهر موسيقار ألماني عزف على آلة الأورغن.

ويمتد تاريخ آلة الأورغن إلى عصور مبكرة حيث طورت من قبل المخترع اليوناني استيبيس في القرن الثالث قبل الميلاد وكانت آلة هيدروليكية تدار بواسطة الماء، وتحتاج إلى غرفة مليئة إلى حد ما بالماء،وأخذت آلة الأورغن في التطور على مدار العصور وقد عرفها العرب أيضا وظهرت أساليب جديدة في بناء الأورغن خاصة في الفترة من القرنين 1500 و1800 وأصبحت أصغر حجما وتميزت بتنوع أكثر في الصوت وفي القرن التاسع عشر جرى تطوير الأنابيب المستخدمة، وظهر في القرن العشرين الأورغن الإلكتروني والكهربائي، ودرج استخدامها في العصر الكنسي الأول لأداء الترانيم ولم تعد تستخدم الآن إلا في التراتيل الدينية Charols أو الطقوس الأدائية Hymns.

من الأمسية

عزف إفرامينكو في الأمسية مقاطع موسيقية اختلفت في ألحانها بين الرومانسية الهادئة والسريعة الصاخبة وذلك للتوافق مع النص النثري. في نهاية الحفل التقى «اكتشف سورية» بعدد من الحضور، حازم الجبوري- صحفي:«عرفتني هذا الحفلة على آلة لم أرها أبداً ربما لعدم وجودها في العراق و لقد استمتعت بعزف هذا الموسيقي الروسي أنه بارع في سيطرته على آلة كبيرة كهذه وغالباً التعامل معها يحتاج إلى الجهد والإتقان».

مزاحم الكبع- شاعر: «أدهشتني النصوص النثرية وهذا ما كان يهمني من الحفلة رغم أنها لم تردنا بلغتها الأساسية ولكنها كانت متوافقة مع المقاطع الموسيقية». شذى عبد الهادي- طالبة في كلية الآداب: «رأيت شرخ بسيط بين النصوص والموسيقى كونها مترجمة، كنت أفضل أن تلقى النصوص بعيدة عن هذه الموسيقى ولا أنكر جمال الموسيقى وبراعة العازف، المهم أن نتعرّف على هذه الآلة كما كل الآلات».


إدريس مراد - دمشق

اكتشف سورية

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

صور الخبر

من الحفلة على مسرح الأوبرا بدرا الأسد

من الحفلة على مسرح الأوبرا بدرا الأسد

من الحفلة على مسرح الأوبرا بدرا الأسد

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق