الموسيقيون السوريون يحيون ذكرى الراحلين صلحي وسنثيا الوادي

15 أيار 2010

في دار الأسد للثقافة والفنون بدمشق

قدمت دار الأسد للثقافة والفنون بالتعاون مع المعهد العالي للموسيقى بدمشق أمسية موسيقى وغناء أحياها كورال المعهد العالي للموسيقى بقيادة الخبير فيكتور بابينكو، وبمرافقة الموسيقي الروسي يفغيني أفرامينكو (بايب أورغن)، والموسيقي السوري أثيل حمدان (تشيللو)، إحياءً لذكرى الموسيقي السوري الكبير الراحل الأستاذ صلحي الوادي والموسيقية سنثيا الوادي وذلك مساء الخميس 13 أيار 2010.

ومن المعروف أن صلحي الوادي بدأ العمل على جعل الموسيقى الجادة جزءاً من المشهد الفني في سورية منذ عام 1960 رغم الاعتراضات الكثيرة من البعض وقتذاك، حيث عين مديراً للمعهد العربي للموسيقى بدمشق عام 1962 في بداية تأسيسه وعمل بكل جهده لتطوير موسيقانا مع جيل جديد متحمس يساند العازفين والموسيقيين والفنانين في مسيرتهم الفنية الجادة، وفي عام 1990 أثمرت جهوده في افتتاح المعهد العالي للموسيقى، والذي عين عميداً له، وبعد عامين وبجهود جبارة أسس الأوركسترا السيمفونية الوطنية السورية، حيث قدمت بقيادته حفلات عديدة خارج وداخل الوطن، وبالمقابل لم تنسَ سورية ما قدمته هذه الشخصية المرموقة، حيث كرمه الرئيس الراحل حافظ الأسد بمنحه وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة، فيما سمي المعهد العربي للموسيقى باسمه.

أما سنثيا الوادي (زوجة صلحي الوادي) فقد ساهمت أيضاً معه بتأسيس المعهد العربي، وعملت كمدرسة لآلة البيانو، ودرّست فيما بعد في المعهد العالي منذ بداية تأسيسه حيث كانت تشغل منصب رئيسة قسم البيانو فيه حتى عام 2009، وساهمت بشكل كبير في دفع الحركة الموسيقية قدماً في سورية.

بدأت الأمسية بعمل لسيرج رخمانينوف بعنوان «فوكاليز» قدمه على التشيللو الموسيقي أثيل حمدان، ومن ثم «ثلاثية للبيانو والكمان والتشيللو» من مقام صول مينور لصلحي الوادي شارك فيها كل من أوليانا غولينكوفا عازفة الكمان الأول في الفرقة السيمفونية الوطنية السورية وأثيل حمدان عازف التشيلو الأول في الفرقة ذاتها ويفغيني أفرامينكو على البيانو. بعد هذا العمل قدم الموسيقي يفغيني أفرامينكو عملاً ارتجالياً لموديست موسورسكي ولكن على آلة الأورغن، كما عزف عملاً آخر لدوروفل عنوانه «توكاتا من السويت، مصنف رقم 5»، ليأتي دور كورال المعهد العالي للموسيقى المؤلف من ما يقارب تسعين مغنياً ومغنية بقيادة فيكتور بابينكو، حيث قدم الكورال عملاً غنائياً لكاتشيني بعنوان «السلام عليك يا مريم»، واختتم الكورال الأمسية بغنائية أخرى لغابرييل فوريه وهي «قداس جنائزي من مقام ري مينور» صولو، قدمها كل من باسل صالح، غادة حرب، جوزيف طرطريان.


الموسيقي بشر عيسى

وفي نهاية الأمسية التقى «اكتشف سورية» مع الموسيقي بشر عيسى أحد أعضاء الكورال حيث قال: «قصدنا إدخال الأورغن في الحفل، لأن صلحي الوادي هو من أتى بهذه الآلة إلى سورية، حيث أشرف على تصنيعها وتصميمها في ألمانيا، كما أننا قدمنا برنامجاً كان سيقدمه صلحي الوادي لولا مرضه المفاجئ وبهذا نكون قد حققنا وصيته الشفوية، وقد احتوى البرنامج أيضاً إحدى القطع التي كانت تحبها مدام سنثيا وهي القداس الجنائزي لفوريه».

كما التقى «اكتشف سورية» بالموسيقي أثيل حمدان عميد المعهد العالي للموسيقى بدمشق والمشارك في الحفل ليحدثنا عن الراحل صلحي الوادي والراحلة سنثيا الوادي، حيث قال: «عندما نرى كورالاً كبيراً يغني بمرافقة الأورغن وآلات أخرى في سورية، وجمهوراً يحضر هكذا حفلات ويتعاطف مع الموسيقى، نعرف حينها كم كان دور الأستاذ صلحي ومدام سنثيا كبيراً في نشر الثقافة الموسيقية، وعندما نرى جمهور الموسيقى في ازدياد، وأصبح هناك مئات الخريجين من المعهد العالي للموسيقى، والمئات من المعهد العربي (معهد صلحي الوادي للموسيقى)، والتطور المستمر للموسيقى السورية لابد أن نتذكر ذلك الإصرار والجهد الذي كان يبذله هذان الشخصان».

وتابع: «كانت خبرة مدام سنثيا تكمن في تهدئة الأستاذ صلحي لكي يكون واقعياً وينجز أكثر وأكثر، أتذكر كم كانت ناقدة لاذعة في تجديد الموسيقى، وعند مرض صلحي كم كانت درجة حنانها تجاهه، ودرجة قناعتها بشفائه رغم معرفتها بما سيحصل».

الموسيقي أثيل حمدان
عميد المعهد العالي للموسيقى

واستمر في حديثه: «كنت أسألها دائماً عن الأمل في شفائه، فكانت ترد: أنا لا أعرف شيئاً فقط ما أعرفه هو أن صلحي سيشفى حتماً، بمعنى أنها كانت تصارع الموت مع زوجها ،وكانت تذهلني بإصرارها في كل شيء حتى في هذه المسألة».

وقال أيضاً: «في إحدى المرات سألتها إلى أي مدى يمكن أن يبقى الحب بين الرجل والمرأة، فقالت أنا أحب صلحي دائماً لأنه يستطيع أن يحييني دائماً بابتسامته وضحكته، فكنت أستغرب من هذه الجملة لأننا كنا نعرف الأستاذ صلحي بأنه رجل جدي في كل الأوقات، وفيما بعد تعرفت عليه بشكله الآخر حيث كان رجل مرح ومحباً للحياة، رغم أحاديثه السوداوية في بعض الأحيان، كان مقاتلاً ضد كل شيء يقف حاجزاً أمام مسيرته وخاصة الموسيقية منها ومقاتلاً حتى ضد الموت».

وأنهى حمدان حديثه بالقول: «عندما أنظر إلى المعاهد الموسيقية أقول، لو لم يكن صلحي عنيداً لصالح الموسيقى السورية لما كنا رأينا هذه الأمكنة بهذه السرعة، وكنت الآن أعمل في أي مهنة إلا الموسيقى ومثلي الكثيرون».


إدريس مراد - دمشق

اكتشف سورية

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

صور الخبر

مغنيتان من كورال المعهد العالي للموسيقى قبل بدء الحفل

أثيل حمدان ويفغيني أفرامينكو في حفل إحياء ذكرى صلحي وسنثيا الوادي

أثيل حمدان ويفغيني أفرامينكو في حفل إحياء ذكرى صلحي وسنثيا الوادي

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق

مازن:

من المعروف بان الراحل الكبيرالاستاذ صلحي الوادي موسيقي من العراق الشقيق وعلى الرغم من ايماني بوحدة الاقطار العربية وهذا ما نعرفه وقد يقتضي التصحيح، وان كنا مخطئين فعذرا

الكويت