لأول مرة عرض موسيقي للأطفال بعنوان بيتر والذئب في دار الأسد

09 حزيران 2010

قدمت الهيئة العامة لدار الأسد للثقافة والفنون بالتعاون مع المعهد العالي للموسيقى ولأول مرة عرضاً موسيقياً للأطفال بعنوان «بيتر والذئب» أحيته أوركسترا المعهد العالي للموسيقى بقيادة المايسترو ميساك باغبودريان، وذلك مساء الثلاثاء 8 حزيران 2010 على مسرح الدراما، مع العلم بأن العرض مستمر ليومي 9 و10 حزيران أيضاً.

العرض عبارة عن قصة للأطفال يرويها الفنان السوري كفاح الخوص شفهياً وترد عليه الأوركسترا بمقطوعات موسيقية تجسد مشاهد القصة، وفي حوار خفيف بين الفنان والمايسترو يتم من خلاله تعرّف الأطفال على الآلات الموسيقية، وبأسلوبهما السلس يشدان الأطفال إلى ما يحكى وما يعزف على حد سواء، وكذلك لباس أعضاء الفرقة وقبعاتهم الملونة لعبت هذا الدور أيضاً.

ويروي العرض قصة بيتر وهو يتنزه بين الحقول الخضراء فيلتقي صديقه العصفور، وبينما تناقش البطة العصفور، يلاحظ بيتر قطاً يزحف بين الأعشاب فينادي: «انتبه»، فيطير العصفور بعيداً، والبطة تصيح بغضب على القطة «كواك، كواك». وفجأة ظهر الجد غاضباً لأن بيتر تخطى أسوار الحديقة وقال: «المكان خطر هنا، ماذا ستفعل في حال خرج ذئب من الغابة؟».

لم يبد بيتر أية اهتمام بكلام جده وقال أن الفتية لا يخافون الذئاب، ولكن الجد أخذ بيتر من يده وأدخله إلى المنزل وأغلق باب الحديقة، وفعلاً ما أن ذهب بيتر حتى ظهر ذئب رمادي كبير من الغابة، تسلق القط الشجرة في لمح البصر، بينما صرخت البطة وخرجت من البركة بسرعة، وبالرغم من كل جهدها في الهرب، كان الذئب أسرع وابتلعها، وأصبحت الأمور على الشكل التالي: القطة جلست على أحد الأغصان، والعصفور على غصن آخر بعيداً عن القط، والذئب يدور حول الشجرة وهو ينظر إليهما بعيون شرهة.

وكان بيتر يراقب ما يحدث من خلف باب الحديقة دون أن يعتريه الخوف، ركض بيتر إلى المنزل وأخذ عصا كبيرة وتسلق سور الحديقة الحجري، تعلق بالغصن وقفز إلى الشجرة بخفة وقال للعصفور: «اذهب وطر حول فم الذئب ولكن بحذر».

كم أزعج العصفور الذئب وكم أراد الذئب التهام العصفور، خلال هذا الوقت أخذ بيتر حبلاً وعقد في طرفه حلقة وجعلها تهبط بهدوء وحذر حتى التقط الذئب وشده بقوة وثبت طرف الحبل بالشجرة، وقفزات الذئب للتخلص من الفخ زادت من إحكام العقدة حول ذنبه، وفي هذا الوقت، خرج الصيادون من الغابة وكانوا يتتبعون آثار الذئب، صاح بيتر من أعلى الشجرة: «لا تطلقوا النار، لقد ألقينا القبض عليه، أنا والعصفور الصغير، فقط ساعدونا في أخذه إلى حديقة الحيوان».

بيتر يتقدم الجميع، وخلفه الصيادون يجرون الذئب، وفي الخلف يتبعهم الجد والقط، كان الجد يهز رأسه منزعجاً وهو يقول في نفسه: حسناً! وماذا كان سيحدث لو لم يقبض بيتر على الذئب.

حلق العصفور حولهم وهو يغرد بسعادة: «كم نحن شجاعان أنا وبيتر، وانظروا إلى ما قبضنا عليه». وإذا استمعنا بتمعن فيمكننا سماع صوت البطة قادماً من بطن الذئب الذي من عجلته التهم البطة حية.

كان الفنان كفاح الخوص يروي هذه القصة بحركاته المسرحية الجميلة وكان يحاول بين فترة وأخرى مشاركة الأطفال في النص ليبعدهم عن أي ملل، كما أن الأوركسترا جسدت القصة بطريقة احترافية جذبت الأطفال بشكل جيد.

في نهاية الحفل التقى «اكتشف سورية» ببعض الأطفال وكان هذا الحديث:


من الأطفال المتابعين للعرض

الطفل مهيار (ست سنوات):
- أي آلة موسيقية أعجبتك؟
- رأيت آلة كونترباص كبيرة جداً ولكنها جميلة وأحب أن أعزف عليها عندما أكبر.
- هل عرفتها لوحدك؟
- رأيتها وسألت أمي عن اسمها.
- وماذا رأيت بعد؟
- أعجبني بيتر لأنه يحب الطيور ويدافع عنهم.

الطفلة رؤى (سبع سنوات) قالت: «القصة حلوة، ليتني كنت مع بيتر لأقبض على الذئب معه وأخرج البطة من بطنه». وعن الموسيقى قالت: «الفرقة كبيرة وآلاتهم جميلة».
- ألم تحبي العزف؟
- نعم أصوات الآلات وهي تقلد الحيوانات جميلة، ورغبت أن أقف أمامهم مثل ذلك الرجل الذي كان يحرك يده، كان يفعل مثل توم وجيري.

الطفل غدير (عشر سنوات)، قال: «أعجبت بكل الآلات الموسيقية، وأود أن أكون موسيقياً في المستقبل لكي أقدم مثل هذه الحفلات، وأعزف لأصدقائي في البيت، وأحب كثيراً آلة العود ولكني لم أره هنا». وعن القصة قال: «القصة جميلة جداً وأعجبني شجاعة بيتر، ولكنه يجب أن يسمع كلام جده، وأيضاً يحب الحيوانات ويعتني بهم».

المايسترو ميساك باغبودريان والممثل كفاح الخوص في عرض بيتر والذئب

كما التقى «اكتشف سورية» بالمايسترو ميساك باغبودريان ليتحدث لنا عن هذه التجربة فقال: «الهدف من العرض هو تعويد أوركسترا المعهد للظهور على المسرح، وتقديم الأعمال الكلاسيكية العالمية، واليوم هو عرض للجمهور كله من الأطفال وبالتالي سيحس الطلاب بالعملية التثقيفية والاجتماعية، بالإضافة إلى العملية الموسيقية التي هي تهيئة لهم للدخول إلى عالم الاحترافية».

وتابع حديثه حيث قال عن القصة: «بيتر والذئب، قصة عالمية لبروكفيف موسيقياً، وترجمت إلى العربية في العام الماضي ضمن فعاليات دمشق عاصمة الثقافة العربية وتم تقديمها بمجمع دمر الثقافي، وفكرنا مع إدارة دار الأسد للثقافة والفنون أن يتم تقديمها للجمهور السوري وتدخل ضمن برنامج الدار لنعيدها كل عام، بحيث يحضرها أكبر عدد ممكن من الأطفال، وبالتالي يتعرفوا على دار الأوبرا والموسيقى والآلات الموسيقية».

وعن سبب استبدال الفرقة السيمفونية الوطنية السورية التي قدمت العمل في العام الماضي بأوركسترا الطلاب قال: «أحاول أن أدفع أوركسترا الطلاب لتخوض هكذا تجارب، لأن الفرقة السيمفونية بإمكانها أن تقدم العمل بسهولة، وكان هذا بمثابة تحدٍ لأوركسترا الطلاب بأن تستطيع تقديمه أيضاً وخاصة أنه ليس بعمل صعب». وتابع: «نحن نحضر للعمل منذ شهر ونصف، وكما قلت إنها تجربة ذات فائدتين، تعويد الأوركسترا على المسرح وتقديم شيء مهم للطفل السوري والمجتمع».

وأنهى المايسترو باغبودريان حديثه بالقول: «أتخيل وجود موسيقيين بأعمار صغيرة، كما أن تشكيلة أوركسترا الطلاب، تقرب العمل إلى الأطفال أكثر، لأن الطفل يحس بأن هذه الأعمار أقرب له من أعضاء الفرقة السيمفونية الوطنية، وبالتالي يكون هناك استيعاب أكثر وتفاعل أكبر».


إدريس مراد - دمشق

اكتشف سورية

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

صور الخبر

أوركسترا طلاب المعهد العالي للموسيقى في عرض بيتر والذئب على مسرح الدراما بقيادة المايسترو ميساك باغبودريان وتقديم الممثل كفاح الخوص

أوركسترا طلاب المعهد العالي للموسيقى في عرض بيتر والذئب على مسرح الدراما بقيادة المايسترو ميساك باغبودريان وتقديم الممثل كفاح الخوص

أوركسترا طلاب المعهد العالي للموسيقى في عرض بيتر والذئب على مسرح الدراما بقيادة المايسترو ميساك باغبودريان وتقديم الممثل كفاح الخوص

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق

safik30:

معلومات رائعة ومفيدة من فضلكم اريد العرض للتحميل

algerie