بيير الخوري يغني مع بيانو غزوان الزركلي

07 تشرين الأول 2010

في دار الأسد للثقافة والفنون

على مسرح الدراما في دار الأسد للثقافة والفنون كان لعشاق الغناء الأوبرالي موعد جميل مع صوت المغني الأوبرالي السوري بيير الخوري وعازف البيانو المعروف د. غزوان الزركلي وذلك مساء الاثنين الماضي 4 تشرين الأول 2010.

وكان الخوري قد سافر إلى إيطاليا بمنحة دراسية بعد تخرجه من المعهد العالي للموسيقى بدمشق في قسم الغناء الأوبرالي، وتخرج من كونسرفاتوار نيكولا باغانيني في مدينة جنوا الإيطالية وله مشاركات عربية وعالمية كثيرة.

أما د. الزركلي فهو غني عن التعريف، إذ يعمل في حقل الموسيقى منذ أواسط الستينات ونال شهادة الدكتوراه من معهد تشايكوفسكي في بداية الثمانينات من القرن الماضي، ودرّس في معاهد عربية وأجنبية، ويعمل حالياً أستاذاً لآلة البيانو بالإضافة إلى التأليف الموسيقي وله في هذا المجال العديد من المقطوعات وموسيقى تصويرية للتلفزيون والمسرح والسينما.

أدى بيير الخوري بصوته القوي وتقنياته العالية في الغناء مجموعة من الأغاني للعديد من الموسيقيين العالميين ومن مختلف الحقب والعصور والمقطوعات المغناة هي: «أبداً لم يكن الظل» من أوبرا سرسة لهاندل، «آريا أوبرتو» من أوبرا «الخادمة السيدة»، «آريا تاديو» من أوبرا «الإسبانية في الجزائر» لروسيني، «تحية الصباح» و«رسائل حب» لشوبرت، «إهداء» لشومان، «إهداء» لشتراوس، «صراع النعاس» لموم بو، ومن «دونكيشوت في دولتشينه) لرافل. كما قدم الخوري ثلاث أغانٍ هي: أغنية روائية وملحمية وأغنية للشرب، ومن أوبرا «المعشوقة» لدونيتستي أختار أغنية «آريا آلفونسو»، وأغنية «آريا جاني سكيكي» من أوبرا «جاني سكيكي» لبوتشيني، وأنهى الحفل بأغنية «آريا ريكوليتو» من أوبرا تحمل ذات الاسم لفيردي.

هكذا غنى بيير الخوري على مدى الساعتين بإحساس راق وتكنيك متمكن، بالإضافة إلى براعة د. الزركلي في العزف ليزيد جمالاً على جمال.

وفي نهاية الحفل كان لـ «اكتشف سورية» كعادتها هذه الوقفة مع الموسيقيين.


المغني الأوبرالي بيير الخوري مع الدكتور غزوان الزركلي

وقد بدأ الأوبرالي السوري بيير الخوري بالحديث عن الحفل قائلاً: «أحرص دائماً أن يكون البرنامج منوعاً ولا أعتمد على أغنية معينة، وأحب العمل مع د.غزوان لأنه يملك حساً جميلاً في العزف ويساعدني كمغنٍ بإعطاء ملاحظاته وذلك نتيجة خبرته الطويلة مع البيانو والموسيقى».

وعن البرنامج قال: «أحببت أن يكون البرنامج منوعاً من الليد إلى الآرية وبلغات متعددة، واليوم كان هناك الإسباني والفرنسي والإيطالي والألماني وهذا ما أغنى الحفل وأعطى للمتلقي فرصة للاستماع إلى ما يحب، بمعنى أننا لم نفرض لوناً معيناً، وفكرة الألحان واللغات تهدف للتوجه إلى الشرائح المختلفة».

وعن عدم توجهه للموسيقى الشرقية كباقي زملائه تابع حديثه: «الموسيقى الشرقية غنية جداً ويجب على المغني أن يكون متقناً فيها ليقدمها بشكل مميز، أي شخص يستطيع أن يقدم الغناء العربي بشكله المألوف والعادي، وعدم قيامي بذلك هو كي أتجنب تقديمها هكذا، وإن أقدمت على هذه التجربة فيجب أن أثبت خلالها ما لدي من تقنية، لا أشعر أني أستطيع تقديم الغناء الشرقي الآن، ولكن هناك مشروعاً مطروحاً لدي للدخول إلى هذا الشكل من الغناء إنما بنمط بسيط وقريب من الناس وربما أتطرق إلى الشيء القديم جداً أو الشعبي».

وعن مشاركته في أوبرا «زواج فيغارو» الذي ستقدم في دار الأوبرا السورية خلال الشهر الأخير من العام الحالي قال: «تقديم هكذا أوبرا بطاقم سوري ما عدا الإخراج فهو أجنبي، والسبب هو عدم وجود مخرجين مختصين بإخراج الأوبرا، والتجارب التي تمت مع المخرجين التلفزيونيين كانت سيئة نوعاً ما، ولذلك تم الاستعانة بمخرج أجنبي وأتمنى أن يستفيد مخرجونا من خبرته، وعموماً هذه الأوبرا ليست سهلة وفيها شخصيات وحوارات كثيرة وكلها سيقدمها المغنون والموسيقيون السوريون وأتمنى أن تنجح هذه التجربة وتأخذ صداها عندنا وفي الخارج».

وأنهى بيير الخوري حديثه عن مشاريعه القادمة قائلاً: «أحضر الآن شيئاً خاصاً بعيد الميلاد وسيكون في شهر شباط القادم وكما قلت سابقاً هناك فكرة الأغاني الشرقية بأنماط بسيطة أو القديم الذي لم يطرق».

الدكتور غزوان الزركلي

بدوره تحدث عازف البيانو السوري العالمي د.غزوان الزركلي لـ «اكتشف سورية» عن تجاربه مع المغنين السوريين قائلاً: «هو تعاون بيننا، وأنا بحكم تجربتي الموسيقية وقد بلغت الخمسين عاماً أستطيع استيعاب بعض التجارب الأخرى، وعندنا خريجون لهم الحق في تقديم أنفسهم للجمهور والعمل معهم يحتاج سرعة وخبرة وتكيفاً، وأتمنى أن أكون قد ملكت هذه الميزات».

وعما إذا كان خائفاً بأن يقدم في هذه التجارب كعازف مرافق قال: «لا، العمل الجماعي هو عمل نبيل وتظهر من خلاله الميزات الفردية للشخص، صحيح أنه ضمن فريق ولكن لا يلغي خاصية الشخص الفنية، وحفلة اليوم ليست مرافقة بل نحن نشكل ثنائياً والأعمال الذي قدمت فيها مكتوبة لشخصين، وكلمة المرافقة نستعملها مجازاً، بمعنى هناك سوناتات لبيتهوفن مثلاً نسميها للبيانو والكمان وليس الكمان بمرافقة البيانو، فموضوع المرافقة لا يطبق على حفلة اليوم بل تكون مع الكورال أو مجموعة أطفال، وهنا لا أقلل من أهمية أي عمل مهما كان معقداً ومركباً أو بسيطاً، المهم أن يقدم بشكل لائق واحترافي، وحتى الأعمال البسيطة تتطلب أحياناً الاحتراف، لأن هذا النوع من العمل يكشف للمتلقي أي غلطة».

وتابع في حديثه قائلاً: «بالمناسبة أريد أن أذكر بأنني قدمت حفلة بشكل إفرادي في هذه الدار خلال شهر آذار السابق، وأنا قادم من ألمانيا منذ أسبوعين حيث قدمت حفلة إفرادية مخصصة لأعمال شوبان هناك».

وعن رأيه في الغناء الأوبرالي في سورية أنهى حديثه قائلاً: «مغنونا ومغنياتنا لديهم واجب بأن يكونوا على مستوى عالٍ وجدي، ولهم الحق أن يظهروا على خشبة المسرح ويعرضوا عليها نشاطاتهم بشكل دوري، وأتمنى أن تقام كل شهر حفلة للغناء الأوبرالي لتصبح تقليداً وتكون فرصة لأي مغنٍ يحب أن يقدم نفسه، ولا يجب أن ننتظر الفرصة أن تأتينا، لا بد لنا أن ندق كل الأبواب، وعندما تتوفر هذه الفرصة نستطيع عندها الفرز، لكن هناك أشخاص لا يستطيعون الاشتراك بسبب خجلهم ربما أو عدم وجود فرصة مناسبة».


إدريس مراد - دمشق

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

الدكتور غزوان الزركلي على البيانو

الدكتور غزوان الزركلي

الدكتور غزوان الزركلي يعزف على البيانو في حفلة غناء أوبرالي للمغني بيير الخوري

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق