السوبرانو سلمى الشامي لأول مرة في دار الأسد للثقافة والفنون بدمشق

05/28/2010

بمشاركة عازف البيانو غزوان الزركلي

قدمت دار الأسد للثقافة والفنون بدمشق أمسية غنائية أحيتها مغنية الأوبرا السورية سلمى الشامي بمرافقة عازف البيانو المعروف غزوان الزركلي وذلك مساء الأربعاء 26 أيار 2010 على مسرح الدراما بالدار، والشامي لديها إمكانيات صوتية قادرة على أداء أصعب أشكال الغناء، وتتمتع بصوت متكامل يجمع بين القرار والجواب والأداء الجميل، ومخارج الحروف لديها نقية بحيث يجد المتلقي نفسه أمام صوت عذب وأغنية متكاملة من كل الجوانب. ضمن هذه الأجواء الرائعة استمع الحضور إلى أغانٍ لأشهر مغنيات الأوبرا التي كتبها ولحنها عظماء الموسيقيين في عصر الأوبرا الذهبي، فبدأت بأغنية لهاندل ومن ثم تتالت الأعمال لمختلف عباقرة الموسيقى (موتزارت، ألفيردو كاتالوني، فيردي، بوتشيني، أريش كورنغلد، كارليس فلويد)، وأنهت الشامي أمسيتها بأغنية لدفورجاك.

جسدت الحفلة محن هؤلاء المؤلفين وانتصاراتهم في ألحان أثيرية ساحرة، وهم الذين استخدموا الموسيقى لبث أشجانهم وآمالهم وهواجسهم وإحباطاتهم وفرحهم، فباحت الألحان بما كانت الكلمات تعجز عن البوح به، وبينما قد يدعي البعض أن الدهر قد أتى على عصر الأوبرا الذهبي، تلألأت الروائع الموسيقية في هذه الحفلة كحبات من الندى تذكر السامع أن لسحر اللحن بعداً قادراً على مواجهة العاصفة مهما كانت عاتية.

في نهاية الحفل التقى «اكتشف سورية» عازف البيانو السوري الشهير د. غزوان الزركلي حيث قال: «لأول مرة أشارك سلمى الشامي، وهي مغنية محترفة سورية تعيش في الولايات المتحدة الأمريكية، وهذه مشاركتها الأولى في دار الأوبرا وصوتها من نوع السوبرانو، كما تتفرع من صوتها أقسام صوتية متعددة، قسم شاعري، قسم درامي وهو أعرض أنواع الصوت، وقسم تلويني وهو الأرفع، وهذا الصوت تقدم به الشامي الأعمال الصعبة، والأوبرا بشكل خاص، أنا سعيد بهذه التجربة وأتمنى أن لا تكون الأخيرة».

وعن مشاركاته السابقة كعازف ضمن ثنائي قال: «عزفت ضمن ثنائي لأكثر من مرة، وقد شاركت كلاً من كنان العظمة، دانيا الطباع، لبانة القنطار، بيير الخوري، يزن الشريف، وآخرين».

وعن أعماله القادمة تحدث غزوان الزركلي قائلاً: «قريباً سيصدر لي أسطوانة عزف صولو لأعمال شوبان، وأسطوانة أخرى كلها من مؤلفاتي، وهناك مخطط للمشاركة في مهرجان جبلة، ومهرجان سلمية، وكنت منذ أسبوع في إسبانيا، وألمانيا، والأردن ودبي حيث قدمت عدة حفلات، وخلال الشهر القادم هناك حفلة لي في دمشق القديمة، ومؤخراً أصدرت كتابين وهما مترجَم (الجميل في علم النغم) ومؤلَف (الصوت والجمال)».

كما انتهزنا الفرصة لنسأله عن تجربته في القصائد المغناة مع ديمة أورشو فأنهى حديثه بالقول: «قدمنا هذه التجربة في ثلاث حفلات فقط ، مرة في آرت هاوس بدمشق ومرة في بيروت، وقدمناه أيضاً في تياترو بالقنوات هذا الحي الدمشقي، وهذه الأمكنة صغيرة ولا تستوعب الحضور كما يجب، ويمكن أن نستغل وجود ديمة الآن في سورية ونقدم حفلة في مهرجان جبلة وأخرى في سلمية، فهذه التجربة لاقت صدًى، وخاصة في فلسطين حيث يأتينا الكثير من الرسائل من هناك تمدح هذه التجربة».

كما كان لـ «اكتشف سورية» هذه الوقفة مع السوبرانو سلمى الشامي التي قالت عن الحفل: «هذه التجربة مع غزوان جميلة جداً وأنا أفتخر بها، لأنه يفهمني ويعرف كيف يتعامل مع القطعة الموسيقية، وهذا الشعور يترك أثراً جميلاً داخلي، ويزداد هذا الشعور وأنا أغني الموسيقى التي أحبها في وطني، وأنا فخورة بهذا الوطن الذي رأيت فيه مسرحاً عظيماً وجمهوراً كبيراً يسمع الأوبرا، وأصبح فيه الكثير من الذين يعملون في هذا النوع من الموسيقى الراقية التي غابت عن بلدنا في الفترة الماضية».

وتابعت: «لم أقدم إلى الآن تجربة في الغناء الشرقي ولكني أسمع وأحب الغناء العربي الأصيل وخاصة أم كلثوم وأسمهان، وربما سبب عدم غنائي بلغتي الأم هو وجودي في أمريكا حيث درست فقط الغناء الأوبرالي الغربي، وأتمنى أن أجد فرصة لأدرس الغناء الشرقي وأقدمه في حفلات قادمة».

وعن أهم تجربة لها قالت: «أهم تجربة موسيقية قدمتها في الغربة، كانت عندما شاركت كورال الأمم المتحدة كصولو في إسبانيا وقدمنا حفلة في منطقة الباسك، هذه التجربة كانت جميلة لأننا غنينا في أقدم الكنائس والمسارح».

وعن آخر أخبارها الفنية أنهت الشامي حديثها بالقول: «بعد هذه الحفلة لدي أمسية في آرت هاوس بدمشق في بداية الشهر القادم وسيشاركني فيها الآنسة ديالا حنانا وستكون بعنوان "روح السامبا" وكلها غناء إسباني».

إدريس مراد - دمشق

اكتشف سورية

السوبرانو السورية سلمى الشامي مع البيانيست السوري غزوان الزركلي في حفلة ثنائية بدار الأسد للثقافة والفنون	سلمى الشامي وغزوان الزركلي على مسرح الأوبرا بدار الأسد للثقافة والفنون	المغنية الأوبرالية السورية سلمى الشامي في دار الأسد للثقافة والفنون

بقية الصور..