انطباعات إسبانية حول سورية: محاضرة في الثقافي السوري بمدريد
29 أيلول 2010
سورية هضمت كافة الحضارات الواردة إليها وجعلتها حضارة ذاتية
«انطباعات إسبانية حول سورية» عنوان المحاضرة التي ألقاها البرفسور فيليس بينيتو -عميد كرسي الهندسة المعمارية والإسكان وتنظيم المدن في كلية الهندسة المعمارية في الجامعة الأوروبية بمدريد-، في المركز الثقافي السوري في العاصمة الاسبانية مدريد.
وكالة الأنباء سانا ذكرت أنّ البروفيسور بينيتو تناول خلال المحاضرة الطراز المعماري التاريخي للمدن السورية وأريافها. وقال البرفسور بينيتو خلال المحاضرة أنّه قام بزيارة سورية الصيف الماضي، وقسمها معمارياً إلى 4 مناطق هي السواحل والمناطق المروية والمدن والبادية.
وقد أوضح أنّه بدأ جولته من جزيرة أرواد، وطرطوس، والكاتدرائية الرومانية، وقلعة الحصن، وأفاميا، ثم انتقل إلى حماة ونواعيرها، ثم إلى حلب، ودمشق، والأرياف، وأخيرا حط رحاله في تدمر؛ مؤكداً أنّ هذه المناطق تعتبر الأهم في العالم من ناحية فن العمارة.
وأضاف البروفسور بينيتو أنّ إحدى ميزات سورية هي تنوع الحضارات التي مرت عليها، بل والاهم أنها هضمت كافة الحضارات الواردة إليها وجعلتها حضارة ذاتية. وتحدث بينيتو بإسهاب عن حلب فقال: إنِّ هذه المدينة التي تشتهر بسوقها وخاناتها ومساجدها وقلعتها كانت الممر الرابط بين الشرق والغرب. وأوضح أنّه إذا كانت حلب تعتمد على الحجر الكلسي في العمارة، فإنِّ دمشق اعتمدت على الخشب، وقد حافظت على بيوتها القديمة خلافاً لما حدث في أوروبا؛ مؤكداً أنّ دمشق هي المدينة الوحيدة في العالم التي حافظت على الصلة ما بين الحضارة المعمارية الرومانية والعصور الوسطى دون انقطاع. وعن الطراز المعماري للجامع الأموي، أكد البرفسور بينيتو أنّ هذا الجامع بطرازه المعماري الفريد هو أم المساجد في العالم؛ معتبراً جامع قرطبة هو الابن.
وبعد الإشارة الى تدمر والأرياف وبيوت اللبن التي حافظت على طرازها المعماري رغم الحداثة، أكد البرفسور بينيتو أنّ سورية بلد أصيل جداً، وهي البلد الذي يمثل الشرق الأوسط، لأنّه مكون من كافة الحضارات التي مرت على هذه المنطقة؛ موضحاً أن سورية تختلف عن غيرها بأصالتها وهو ما يثير العواطف الجياشة في النفوس عند زيارتها. ووصف الشعب السوري بالشعب النبيل، وأنّ أناسه طيبون ولطفاء ومضيافون؛ مشيراً إلى النهضة السياحية التي تشهدها سورية في الوقت الحالي.
من جهةٍ أُخرى تحدث محمد كامل قطان -مدير المركز- عن التنوع الكبير للمعتقدات والأفكار في سورية، التي تعتبر أنموذجاً للعالم أجمع في المحافظة على هذه الأصالة والتآخي بين سكانها في كل مكان.
اكتشف سورية