درصاف الحمداني في مهرجان مازالت المرأة تغني في دار الأسد للثقافة والفنون
21 أيلول 2010
أم كلثوم بصوت المبدعة التونسية
لا نبالغ إذا قلنا بأن الدكتورة حنان قصاب حسن من الشخصيات السورية النشيطة جداً،عرفناها عندما قدمت أفكاراً وفعاليات لا تعد ولا تحصى في احتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية 2008، واليوم نجد الدكتورة حنان قصاب حسن مديرة لأهم صرح ثقافي في سورية، ألا وهو دار الأسد للثقافة والفنون بدمشق الحبيبة، كيف لا وهي ابنة عائلة لها باع طويل في الحركة الثقافية السورية.
وعن مهرجان «ما زالت المرأة تغني» الذي تستضيفه دار الأسد للثقافة والفنون، وانطلق يوم الأحد الماضي 19 أيلول 2010، تقول الدكتورة حنان قصاب حسن: «لدينا اليوم جيل جديد من الأصوات الرائعة التي تعيد إلى الأذهان أصوات نجوم الأمس، نبرات متميزة وأصوات قوية وحنونة، وأداء صحيح لا يخطئ، هذا الجيل الجديد اختار العودة إلى التراث ليحييه ويستعيد أغانيه الأكثر شيوعاً، لينقلها إلى جمهور اليوم، وكأن الزمن دائرة مستمرة لا تنقطع، في عام 2008، اختارت الأمانة العامة لاحتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية أن تحتفي بيوم المرأة العالمي عبر تظاهرة حملت عنوان "النساء تغني"، وعلى مدى أيام عشرة في باحة قصر العظم البهية، كان الجمهور يستمع بشغف إلى سيدة المقام العراقي فريدة العلي، ويمسك الدمع أمام حضور كريمة الصقلي الناعم، ويطرب لصوت لبانة قنطار الأوبرالي الذي يتلون مع نبرات أسمهان، ويصغي لصوت جاهدة وهبة القوي الهادر، ويشهق من الدهشة أمام جمال صوت مي فاروق القريب من أم كلثوم، كان النجاح كبيراً والمتعة لا تنسى جعلت الحاضرين يطلبون استعادة تلك التظاهرة من جديد، وهكذا في مطلع موسم هذا الخريف الذي أردناه متميزاً قوياً، تستعيد الهيئة العامة لدار الأسد للثقافة والفنون تلك الأيام الجميلة التي كانت فيها النساء تغني، "ما زالت المرأة تغني" هو العنوان الذي اختارته الدار لمهرجانها الجديد في إيماءة لتلك التظاهرة السابقة، وفي تأكيد على حضور المرأة القوي، لأن المرأة هي الأصل، ولأن صوتها الذي يهدهد الطفل في مهده يستطيع أن يستمر في الغناء رغم الحروب والكوارث التي تعصف بعالمنا اليوم. إلى جانب فريدة العلي وكريمة الصقلي ولبانة قنطار ومي فاروق، سيستمتع الجمهور بصوت درصاف الحمداني القادمة من تونس، وبأداء نعمى عمران التي ستكشف لنا عن أدوار قديمة منسية، وبصوت وعد البحري التي تألقت في مسلسل أسمهان، ولا تكتمل المتعة دون فرق موسيقية هي، فرقة السيدة فريدة العلي، وفرقة الدكتورة رتيبة الحفني، وفرقة قدري دلال، وفرقة طرب بقيادة المايسترو ماجد سراي الدين، هكذا يتشكل التراث الموسيقي لشعب ما، في تلك الاستعادة التي تصير جزءاً من احترام الهوية والحفاظ على الذاكرة، في تلك العودة إلى أيام الطرب الأصيل التي تتشرف الهيئة العامة لدار الأسد للثقافة والفنون أن تدعوكم إليها متمنية لكم أمسيات جميلة مع المرأة التي كانت وما زالت وستظل دائماً تغني».
درصاف الحمداني صوت لا يستهان به:
أولى حفلات مهرجان «ما زالت المرأة تغني» كانت يوم الأحد 19 أيلول 2010 على مسرح الأوبرا بدار الأسد للثقافة والفنون، أحيتها الفنانة التونسية المبدعة درصاف الحمداني ذات الصوت القوي الذي تفتقده الساحة الغنائية العربية السائدة. أدت درصاف بعبقرية وأداء جميل لا يوصف بعضاً من أغاني أم كلثوم وهي: «أمل حياتي» من كلمات أحمد شفيق كامل وألحان محمد عبد الوهاب، «دارت الأيام» من كلمات مأمون الشناوي وألحان عبد الوهاب أيضاً، ومن كلمات بيرم التونسي وألحان زكريا أحمد اختارت الحمداني من الكلثوميات ثلاث أغانٍ هي «غني لي شوي شوي»، «الورد جميل»، «برضاك يا خالقي»، كما أدت أغنية «ألف ليلة وليلة» من كلمات مرسي جميل عزيز وألحان بليغ حمدي، وأغنية «للصبر حدود» من كلمات عبد الوهاب محمد وألحان محمد الموجي.
هكذا جمعت درصاف الحمداني كل هؤلاء العباقرة في دار الأوبرا السورية، وبصوتها القادر على أداء أصعب الألحان استطاعت إبقاء الحضور صامتاً منصتاً لصوتها المدهش، باستثناء بعض الآهات وكلمة «يا الله» التي كانت تخرج من بعض الحناجر هنا وهناك، أمتعت الحمداني الحضور بأغانٍ لا يمكن أن تطويها أوراق النسيان، وستبقى خالدة طالما بقي بصيص من الجمال في الكون.
مع اكتشف سورية:
وفي نهاية الحفل تحدثت الفنانة التونسية درصاف الحمداني لـ «اكتشف سورية» عن مشاركتها في مهرجان «ما زالت المرأة تغني» قائلة: «شرف لي أنا كامرأة عربية، مطربة عربية، تونسية، أن أكون موجودة بين الجمهور السوري في هذا المهرجان الذي يحتفي بالمرأة، وهذه هي المشاركة الثانية لي بدمشق، حيث شاركت في العام الماضي بحفلة على مسرح الدراما في هذه الدار وكنت سعيدة جداً بنجاحها من جميع النواحي».
وتابعت درصاف الحمداني القول: «حفلة اليوم تأتي أهميتها كونها ضمن مهرجان، ومن المعروف بأن هكذا فعاليات تأتي بجمهور أكبر، وخاصة أنني أشارك في حفل الافتتاح وهذا يلقي مسؤولية كبيرة علي».
وأردفت: «جمال دار الأسد ومسارحها، ومحبتي للشعب السوري، يدفعني أن أظهر محبتي للشعب السوري دائماً».
وأضافت: «لن يختلف هذا الحفل عن سابقه كثيراً، خاصة من حيث البرنامج، فدائماً أحرص أن أقدم الأغاني الطربية الكلاسيكية وباقة من أغاني أم كلثوم وأسمهان وليلى مراد».
وأكلمت الحمداني حديثها قائلة: «أتمنى أن يكون ما قدمته في هذه الحفلة قد نال استحسان المتلقي ويكون قد استمتع بأدائي، وبالحفلة عموماً، وكما قلت لا أستطيع أن أغيب عن سورية كثيراً وستكون هناك حفلات مستمرة بين فينة وأخرى».
وأنهت حديثها بالقول: «شكراً لدار الأسد للثقافة والفنون وشكري الخاص إلى الدكتورة حنان التي أتاحت لي الفرصة بأن أكون بينكم».
يذكر أن المغنية درصاف الحمداني قد غنت التراث التونسي والفن العربي الأصيل في مناسبات عديدة في تونس وغيرها من البلدان العربية والغربية، وهي بالإضافة إلى ذلك باحثة موسيقية مهتمة بالعلوم الموسيقية والتراث، فبعد حصولها على بكالوريوس في الآداب العربية من تونس عام 1994، نالت شهادة الأستاذة في العلوم الموسيقية ومن ثم شهادة الدراسات المعمقة (ماجستير في العلوم الموسيقية) من جامعة السور بون في باريس عام 2000، وفي جعبتها الكثير من الحفلات والمشاركات في مهرجانات عربية وعالمية.
إدريس مراد - دمشق
اكتشف سورية
درصاف الحمداني تطرب الحضور على مسرح الأوبرا في دار الأسد للثقافة والفنون في افتتاح فعاليات مهرجان ما زالت المرأة تغني |
درصاف الحمداني تطرب الحضور على مسرح الأوبرا في دار الأسد للثقافة والفنون في افتتاح فعاليات مهرجان ما زالت المرأة تغني |
درصاف الحمداني تطرب الحضور على مسرح الأوبرا في دار الأسد للثقافة والفنون في افتتاح فعاليات مهرجان ما زالت المرأة تغني |