حملة التوعية بأهمية النظافة العامة تصل إلى حلب منطلقة من دمشق
23 حزيران 2010
الوزير الحجة: يجب علينا تنفيذ شعار النظافة من الإيمان
من دمشق إلى ريفها، وصولاً إلى اللاذقية والقنيطرة وطرطوس، لتحط رحالها أخيراً في حلب: هكذا سارت حملة النظافة التي بدأتها وزارة الإدارة المحلية خلال الفترة التي خلت، حيث شهد مساء يوم الإثنين 21 حزيران 2010 الانطلاق الرسمي للحملة في حلب تحت عنوان «بإيدي وإيدك بلدنا أحلى» بمشاركة كل من وزارة الإدارة المحلية ومحافظة حلب ومجلس المدينة، إضافة إلى جمعية «دار الفتاة اليتيمة» وعدد من الجهات الأخرى المتنوعة.
وقد تم تقديم عدد من اللوحات والفقرات الفنية ضمن الإطلاق الرسمي للحملة، حيث جرى تقديم أغنية «بلدي حبيبي» من قبل فتيات جمعية «دار الفتاة اليتيمة» اللواتي قدمن أيضاً لوحة «منحبك» ومشهداً تمثيلياً بعنوان «حلب أحلى». أما منظمة طلائع البعث فقد قدمت رسالة توعية عن طريق أحد الرواد الطليعيين إضافة إلى أغنية عن البيئة، في حين قدمت روضة أطفال حي الزبدية لوحة فنية بعنوان «قطرة المطر»، وقدم السيد مصطفى الآغا فقرة «حوار مع مسؤول» والتي استضاف فيها السيد محمد حزاني -مدير نظافة حلب- الذي قدم معلومات مهمة عن واقع النظافة في حلب. كما كانت هناك مشاركة للفوج السادس في كشاف سورية في تنظيم حفل الإطلاق الذي أقيم في ساحة سعد الله الجابري.
بعد فقرات الافتتاح، تم تكريم سبعة من عمال النظافة في المدينة وتوزيع شهادات تقدير ومبالغ مالية عليهم، ومن ثم قام عمال النظافة بمسيرة أمام المسؤولين المشاركين في حفل الإطلاق، ليختتم الاحتفال بإطلاق الحملة رسمياً عن طريق إطلاق البوالين في سماء الساحة.
حملة النظافة لا تكفي:
من جهته قال الدكتور تامر الحجة -وزير الإدارة المحلية- بأن هذه الحملة المقامة قد تضمنت عدداً كبيراً من الفعاليات والجهات الموجودة في المدينة حيث تأتي مشاركة هذه الجهات بهدف تعميق مفهوم النظافة لدى المواطنين، ويتابع بالقول: «لطالما كنا نتداول عبارة "النظافة من الإيمان" دون تنفيذها بالشكل الأنسب. يجب علينا أن نعمل على زرع مفهوم ثقافة النظافة لدى الأجيال القادمة لكي نعكس الصورة الحضارية للمجتمع والتي تعكس بدورها مدى تقدم المجتمع». ويضيف الدكتور الحجة بأن هذه الحملة تتكامل مع الإجراءات التي تقوم بها الدولة ضمن هذا المجال والتي تتضمن أيضاً مجموعة من الأمور والإجراءات الأخرى والتي منها على سبيل المثال رفع الوعي البيئي لدى الناس، وتعزيز مشاركة القطاع الخاص في هذه المواضيع لكي تتشارك العبء الذي تتحمله مجالس المدن في سورية.
أما المهندس علي أحمد منصورة -محافظ حلب- فيقول بأن أهمية الحملة تأتي من أنها تنطلق بمشاركة اجتماعية ذات مغزى مهم للغاية كون الجهة التي ساهمت في التخطيط لهذه الحملة هي إحدى الجمعيات الأهلية الموجودة في المدينة وهي جمعية «دار الفتاة اليتيمة»، حيث يضيف: «يدل هذا الأمر على أهمية التشاركية بين عناصر المجتمع وبين المؤسسات والجهات الرسمية الأمر الذي يفضي إلى بناء الوطن بالنتيجة. يجب علينا أيضاً تربية النشء الجديد وتعليم أطفالنا وشبابنا تحمل المسؤولية لأن الحملة لوحدها لا تستطيع خلال شهر واحد تغيير السلوك، إنما في الوقت نفسه ستساهم في توعية الناس بأهمية النظافة».
أما السيدة جيهان قباني -رئيسة مجلس إدارة «دار الفتاة اليتيمة»- فقد أشارت بأن الجمعية قررت المساعدة في إطلاق هذه الحملة إيماناً منها بأهمية المساهمة في الأنشطة المجتمعية التي تشهدها المدينة، حيث لم يعد دور الجمعية مقتصراً فقط على الدار ورعاية فتياتها أو محصوراً فقط بين جدرانها، بل أصبحت تسعى لبناء إنسان واعٍ قادر على بناء الوطن إضافة إلى محاولة غرس القيم والمبادئ في نفوس الجيل الفتي الشاب من أجل أن نصنع منه جيلاً يبني المجتمع، وتضيف: «جاءت مشاركتنا في حملة النظافة هذه لنعلم فتيات الدار لدينا دروساً في الحياة ولكي نكون قدوة لأطفالنا أيضاً. كما أننا نهدف إلى تعليم أطفالنا وأطفال المجتمع بشكل عام أن النظافة ليست فقط نظافة المنزل أو المدرسة أو الشارع، بل هي نظافة كامل الوطن حيث نعمل هنا من أجل تحقيق هذا الهدف عبر ما سنقوم به في هذه الحملة. سيتم العمل ميدانياً بالتعاون مع جميع الفعاليات مثل أفواج الكشافة ومنظمة طلائع البعث ومديرية التربية والمتطوعين وغيرهم لتحقيق هذا الهدف».
ويذكر أن الجمعية ستقدم خلال الحملة عشر مسرحيات مع عدد من الألعاب الترفيهية، إضافة إلى تقديم هدايا رمزية تذكارية عن الحملة وأهدافها. وتضيف بأنها تأمل أن تستمر الحملة على مدار العام وليس لفترة قصيرة، حيث ترى أن هذه الحملة ستحاول تحقيق الهدف المرجو منها في جعل الناس على وعي بمفهوم النظافة، والتقيد بموضوع رمي القمامة وجمع الأوساخ بأكياس محكمة الإغلاق وغيرها من الأمور: «نحن ننطلق من مبدأ "إيدي بإيدك بلدنا أحلى" حيث نشارك كلاً من مجلس المدينة وعمال النظافة العمل على تنظيف هذه المدينة ونحاول التواصل مع الجهات الإعلامية التي نرى لها دوراً كبيراً في توعية المجتمع بهذه الأمور».
وجمعة «دار الفتاة اليتيمة» (أو «دار الفتاة لرعاية اليتيمة» كما هو اسمها الرسمي المسجل في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل) هي جمعية تهتم برعاية الفتيات اليتيمات فاقدات أحد الأبوين أو كليهما، وتقع في منطقة «شارع النيل» ضمن بناء كبير، حيث تحوي الجمعية حالياً ما يزيد عن الأربعين طفلة وفتاة تتراوح أعمارهن بين 3 و16 عاماً.
انطلاق أولى فعاليات الحملة قبيل الانطلاق الرسمي:
وقد انطلقت فعاليات الحملة قبل انطلاق الحملة رسمياً، حيث قامت مديرية صحة حلب بالقيام بحملة لتنظيف الشارع الذي يقع ضمنه مقر المديرية صباح يوم الانطلاق الرسمي للحملة، حيث تم تنظيف الشارع وإزالة الملصقات الإعلانية من على الجدران من قبل كل من أطباء المديرية وممرضيها ومستخدميها وعمالها.
وقد تمت الحملة التي استمرت عدة ساعات تحت عنوان «النظافة = الصحة»، وعن ذلك يقول الدكتور عمار طلس -مدير صحة حلب- بأن الحملة مستمرة وستتضمن عدداً من المحاور والنشاطات الأخرى، حيث يتابع بالقول: «بالنسبة لنا، فقد صغنا شعاراً لمشاركتنا هو "النظافة تساوي الصحة"، حيث باشرنا صباح اليوم بتنظيف الشارع الممتد من المديرية حتى جسر مديرية المالية. وقد شارك في هذه الحملة العاملون في مديرية الصحة من أطباء وممرضين ومستخدمين وإداريين إضافة إلى التعاون مع أصحاب المحال التجارية وسكان المنطقة. إن هذه الحملة هي البداية فقط، حيث سنتابع الحملة ضمن منشآتنا ومستشفياتنا الحكومية على اعتبار أن للنظافة ارتباطاً كبيراً بالصحة». ويضيف الدكتور طلس بأن الهدف من الحملة هو إشعار المواطنين بأهمية حملة النظافة حيث أن موضوع الاهتمام والحفاظ على النظافة لا يخص عمال النظافة فحسب بل يشمل كل مواطن: «سنكون لاعبين أساسيين في هذه الحملة التي ستمتد لفترة شهر، وذلك للعلاقة الوثيقة ما بين النظافة العامة وصحة الإنسان، كما أننا سنحاول العمل مع باقي الجهات حيث سنتعاون مع كل القطاعات للوصول للهدف المنشود».
أما الدكتورة لينة علوظي -معاون مدير صحة حلب- فتقول بأن هذه الحملة تعتبر ظاهرة حضارية مهمة وكبيرة لتخفيف العبء الذي يتم على عمال النظافة، إضافة إلى التكاليف الإضافية التي يتحملها مجلس المدينة جراء هذا الموضوع. وتختم بالقول بأن النظافة تعني الصحة حيث غياب أحدهما يعني غياب الآخر.
ومن المشاركين في الحملة الدكتورة لقاء حلاق -رئيس شعبة الصحة الإنجابية بمديرية الصحة في حلب- والتي قالت بأن مشاركتها اليوم جاءت إيماناً منها بأن النظافة عنوان رقي الوطن ومصدر صحة أفراده حيث تتابع بالقول: «ارتأت مديرية صحة حلب أن تبادر للمشاركة بهذه الحملة الوطنية لتعبر من خلال كادرها الطبي أن النظافة هي مسؤولية الجميع، حيث قمنا بمشاركة عمال البلدية في تنظيف الشارع المار من أمام المديرية».
أما الدكتور عدنان غباش -رئيس المنطقة الصحية الأولى- فيقول بأن للحملة عدداً من الآثار الإيجابية المهمة سواء على صحة الفرد أو المجتمع مضيفاً، بأن الأديان السماوية تحض على هذا الموضوع وتكرمه، مختتماً كلامه بالأمل في أن يتجاوب المواطن مع هذه الحملة بالشكل المناسب.
آراء متفرقة في الحملة:
وقد أبدى العديد من المواطنين سعادتهم بانطلاق هذه الحملة ولكن مع بعض التحفظات حيث يقول السيد محمد النعسان -أحد المواطنين الذي تواجدوا وقت انطلاق الحملة- بأنه من المهم القيام بمثل هذه المبادرات شريطة أن تستمر على مدار العام وليس لفترة محددة، حيث يتابع قائلاً: «علمتُ أن الحملة ستستمر لفترة أسبوع أو شهر على أقصى تقدير. برأيي أن الحملة يجب أن تستمر طوال العام وليس لفترة قصيرة، خصوصاً وأن عملية زرع الوعي لدى الناس تجاه هذا الموضوع لا يتم خلال فترة قصيرة بل يجب أن يستمر لفترة طويلة لكي يعتاد الناس على هذه المفاهيم ولكي تترسخ فيهم وتصبح جزءاً من ممارساتهم وسلوكياتهم»، ويرى النعسان أن الحملات الخاصة بالتوعية التي تستمر لفترة طويلة مضافاً إليها قانون منظم ذي عقوبات رادعة يمكن أن تؤدي إلى نتائج مفيدة، مؤشراً إلى تجربة سابقة ويقول: «يمكننا أن نضرب مثالاً حول هذا الموضوع في استخدام حزام الأمان، حيث أدت الحملات التي ركزت على أهمية استخدام حزام الأمان مضافاً إليها الغرامات والعقوبات في حال عدم ارتدائه إلى حث الناس على ارتدائه ومن ثم الاعتياد عليه بعد ذلك، حيث سيتحول مع مرور الزمن إلى ممارسة وعادة لدى أغلب الناس يقومون بها دون الخوف من تعرضهم إلى مخالفة أو عقوبة. أتمنى أن ينطبق هذا الأمر على موضوع النظافة والتقيد بمواعيد رمي القمامة وعدم رمي الأوساخ على الأرض».
أما هشام الحسن -أحد المشاركين- فيقول بأن المفهوم الموازي لمفهوم النظافة هو مفهوم إعادة تدوير النفايات، حيث يعلق على هذه النقطة بالقول: «أرى أن حملة النظافة يجب أن تقترن مع مفهوم إعادة تدوير النفايات الصلبة، لذا تجب توعية الناس بأهمية فرز النفايات أو على أقل تقدير إعادة تدوير الورق الموجود لديهم بدلاً من رميه ببساطة في سلة المهملات، على اعتبار أن فكرة تدوير الورق لوحدها مثلاً هي فكرة صديقة للبيئة وحافظة للأشجار. كما أن عملية تدوير الزجاج أو المعادن عملية مهمة أيضاً». ولفت الشاب هشام النظر إلى فكرة الحاويات المخصصة لكل من الورق والزجاج والمعادن الموجودة في عدد من شوارع حلب، ويعلق على هذه الفكرة أكثر بالقول: «قامت إحدى الجمعيات بتركيب حاويات خاصة بموضوع إعادة تدوير بعض النفايات حيث لاقت ترحيباً لا بأس به بين المواطنين. أتمنى أن ينتشر هذا المفهوم أكثر بين المواطنين وأن يقترن مع حملة النظافة. أعلم بأن الموضوع صعب ولكن دائماً طريق الألف ميل يبدأ بخطوة».
يذكر بأن الحملة ستتابع نشاطاتها وستقام فعالياتها في أحياء حلب وفق الجدول التالي:
- الخميس 24 حزيران 2010: منطقة حي الخالدية جانب جامع الغفران.
- الأحد 27 حزيران 2010: حي السريان القديمة أمام مديرية الجمارك.
- الأربعاء 30 حزيران 2010: أوتوستراد حي السكري.
- الأحد 4 تموز 2010: ساحة حي الجابرية.
- الأربعاء7 تموز 2010: المنطقة الواقعة قرب قلعة حلب.
- الأحد 11 تموز 2010: ساحة الأحرار في منطقة حي الكلاسة.
- الأربعاء 14 تموز 2010: منطقة حي هنانو.
- الأحد 18 تموز 2010: المنطقة الواقعة أمام حديقة حي سيف الدولة.
- الأربعاء 21 تموز 2010: حي الحلوانية وحي قاضي عسكر.
الجدير بالذكر أن تلك النشاطات ستقوم بشكل مشترك بين كل من مجلس المدينة، وعدد من الجهات والمنظمات الأهلية، إضافة إلى المواطنين، والأفواج الكشفية، وغيرها من الجهات.
أحمد بيطار - حلب
اكتشف سورية
حضور رسمي وشعبي لانطلاق حملة النظافة في حلب |
الفرقة النحاسية تعزف النشيد العربي السوري |
مسير عمال نظافة حلب في ساحة سعد الله الجابري بحضور مسؤولي المحافظة |