فراس السواح يحاضر عن كتاب التاو الصيني في مكتبة الأسد

04 03

استمراراً لمحاضرات أربعاء تريم الثقافي التي قدمها خلال عاميّ 2008- 2009 , قدم مركز تريم للعمارة والتراث محاضرة جديدة في سلسلة محاضرات أربعاء تريم الثقافي لعام 2010 «والتي عقدت كما العادة الأربعاء الأول من كل شهر» تحت رعاية وزارة الثقافة، محاضرة بعنوان بين الحكمة والدين، قراءة في كتاب التاو الصيني مقارنة شخصية قدمها الباحث فراس السواح، وحضرها عدد كبير من الأدباء والمثقفين ورجال العلم في مكتبة الأسد في دمشق.

استعرض فراس السوّاح في هذه المحاضرة تجربته الفكرية والروحية التي ابتدأت منذ الطفولة بتلك الأسئلة التي يطرحها الأطفال عادة حول أصل العالم، ووجود الله، والغاية من الحياة، والروح والحياة الثانية، وما إلى ذلك من أسئلة تشكل على بساطة طرحها منظومة من الأسئلة شغلت البشرية عبر تاريخها، وتصدت كل أشكال الحكمة والفلسفة والأديان للإجابة عليها، ولكنها ما زالت مطروحة حتى الآن.

ولقد قادته هذه الأسئلة التي لم يجد عليها جواباً مرضياً في ثقافة مجتمعه إلى دراسة الفلسفة، فانكب منذ سنوات المراهقة على قراءة كل ما وقع تحت يده من كتب تبحث في تاريخ الفلسفة الغربية من سقراط إلى كنط وهيجل. وعندما خاب أمله من الفلسفة اتجه إلى دراسة تاريخ الدين. هذا التوجه نحو الدين، على ما يقول، قد جاء في انسجام مع تكوينه الفكري والنفسي

هذه الرحلة الطويلة في تاريخ الدين والتي استغرقت منه معظم العمر، كانت تهدف إلى حل معضلة الوجود الإنساني ووجود الخالق والمسائل الأخرى المتعلقة بها. رحلة قادته زمنياً إلى العصر الحجري القديم، وطافت به في المكان حول المعمورة، إلى أن حط به الترحال عند كتاب التاو تي تشينغ الذي وضعه حكيم صيني يدعى لاو-تسو في مطلع القرن الخامس قبل الميلاد. لا يزيد عدد صفحات هذا الكتاب عن صفحات ديوان شعر من القطع الصغير، ولكنه مارس تأثيراً واسعاً على الفكر الصيني والفكر الشرق أقصوي عموماً لا يقارن بأي إنجاز فكري آخر. لم يتّبع لاو-تسو الأسلوب الفلسفي التقليدي، وإنما صاغ أفكاره على شكل حِكَمٍ قصيرة ومختزلة، وبأسلوب على درجة عالية من التجريد، الأمر الذي جعل الباحثين شرقاً وغرباً وحتى يومنا هذا في جدل بخصوص تفسير وتأويل مقولاته. تُرجم كتاب التاو تي تشينغ إلى كل لغات العالم الحية، وقدمه فراس السوّاح إلى قراء العربية مع شروحات وافية على المتن في كتاب صدر له عام 1998 في دمشق. وقد صدر الكتاب عام 2009 في طبعة صينية مدعومة من وزارة الثقافة الصينية ضمن سلسلة التراث الصيني باللغات الأجنبية. وقدَّم لهذه الطبعة اثنان من الأكاديميين الصينيين.

أما لماذا كان لكتاب التاو ذلك الأثر في نفس المحاضر، فسؤال يجيب عليه من خلال مقارنة شاملة بين الفكر التاوي وأديان الوحي التي نشأت في الشرق الأوسط ابتداءً من الزرادشتية وانتهاءً بالإسلام. وهذه المقارنة تستغرق ما تبقى من المحاضرة، وتدور حول النقاط التالية:

1-طبيعة المبدأ الكلي
2-معرفة المبدأ الكلي
3-الخلق والتكوين
4-العلاقة بين الإنسان والمبدأ الكلي
5-الأخلاق
6-الآخرة والحياة الثانية


اكتشف سورية

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق

دانيا:

ياريت لو حكيت عن مضمون الكتاب

سوريا