التصوف والإنشاد الديني في أربعاء تريم الثقافي

05 كانون الأول 2010

في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق

قدم مركز تريم للعمارة والتراث محاضرة جديدة ضمن سلسلة محاضرات أربعاء تريم الثقافي والتي تعقد منذ ثلاث سنوات الاربعاء الأول من كل شهر تحت رعاية وزراة الثقافة في مكتبة الأسد وذلك في مساء الأربعاء 1 كانون الأول 2010.

وقد ألقى المحاضرة التي دارت حول: «التصوف والإنشاد الديني» الباحث محمد قجة والدكتور جمال الدين الهلالي -شيخ الزاوية الهلالية- في حلب رافقهما فرقة الإنشاد الديني في الزاوية الهلالية.

حضر الندوة عدد من المسؤولين والأكاديميين والمثقفين ورجال الدين والإعلاميين وجمهور كبير من المهتمين وفي مقدمتهم الدكتور أحمد الحسن -عضو القيادة القومية-، الدكتور محسن بلال -وزير الإعلام-، الدكتور رياض نعسان أغا -وزير الثقافة السابق-، الدكتور محمود عبد الواحد -ممثل وزير الثقافة-، الشيخ علاء الدين الزعتري -ممثل سماحة مفتي الجمهورية-، والنائب محمد الحبش، وسفير دولة أذربيجان ماهر علييف، والسيد عبد القادر قدورة، والدكتور سليم دعبول، والسيد هيثم جود.

بدأ الحفل بكلمة للمهندسة المعمارية ريم عبد الغني -رئيسة مركز تريم للعمارة والتراث- التي رحبت بالحشد الكبير وركزت على سبب اختيار موضوع المحاضرة حول التصوف والإنشاد الديني وارتباط هذا الموضوع بضيوف المحاضرة من مدينة حلب التي اشتهرت بالموسيقى والصوفية وكذلك مدينة تريم الصوفية الذي يحمل المركز اسمها، فقد حرص المركز على مدى ثلاث سنوات تناول الثقافة والتراث من مختلف جوانب في إطار قضية الهوية، وفي هذا الإطار يهتم اليوم بالصوفية كإرث حضاري مشترك ونقطة التقاء بين مختلف البلدان العربية والإسلامية في محاولة لفهم هذا التراث وتعريف الأجيال الجديدة ببعده الموضوعي، لا سيما وأن الصوفية ليست محصورة بدين معين وقد تطورت كحالة إنسانية فلسفية تعنى بالعلاقة بين الأرض والسماء.


الأستاذ الباحث محمد قجة يلقي محاضرته

وألقى فيما بعد الأستاذ محمد قجة محاضرته التي تكلم فيها عن نشأة الموسيقى وتطورها في مواكبة للفطرة الإنسانية وكيفية تطورها من خلال ارتباطها بالسحر والمعابد القديمة، واستخدامها في تلك المعابد على نطاق واسع لتأدية الطقوس الدينية المختلفة. وتأديتها دوراً هاماً في صهر الجماعات وضبطها وانتظامها في نمط متجانس.
ولكي تؤدي هذا الدور سُخّرت لها الثقافات والإمكانات خلال كل الحضارات منذ فجر التاريخ البشري.

وانتقل المحاضر من النشيد الذي أستقبل به الرسول «ص» في المدينة المنورة إلى تطور التأليف الموسيقي في بغداد والأندلس على يد الأصفهاني وإبراهيم الموصلي وابنه اسحاق وزرياب والكندي والمسعودي وابن سينا والأرموي واخوان الصفا، وفي حلب الفارابي لدى سيف الدولة. ومقدم بن معافر وابن قزمان وعبادة القزاز في الأندلس.

وقد ركز الأستاذ محمد قجة على معنى التصوف واستعرض أهم أعلامه مثل الحسن البصري والمحاسبي والجنيد والسري السقطي والكرخي والحلاج والتستري وابن عربي وابن سبعين والسهروردي وابن الفارض وعبد القادر الجيلاني وجلال الدين الرومي وعبد الغني النابلسي والمكزون السنجاري وحسن بن حمزة الشيرازي والكرماني. كما تناول العلاقة بين التصوف والموسيقى موضحاً أن السماع والموسيقى كانا سمة لبعض الطرق الصوفية (كالطريقة المولوية وزعيمها جلال الدين الرومي)، في الوقت الذي رفض فيه بعض المتصوفة ذلك بينما وقف سواهم بين الموقفين.

وعرض الأستاذ قجة بعض ما عرفه التاريخ الإسلامي من الطرق الصوفية كالقادرية والرفاعية والسهروردية والشاذلية والبدوية والدسوقية والمولوية والنقشبندية والبكتاشية واليونسية, والتي انقرض كثير منها بينما بقي بعضها حتى اليوم، وهي تختلف في نسبة استعمالها للموسيقى في أورادها وأذكارها.

وأكد الأستاذ قجة على أن الصدق أساس في الحضور والسماع للأناشيد الصوفية التي يبتغى منها زيادة التواصل مع الخالق سبحانه وتعالى، ثم استعرض الأستاذ قجة بالتعاون مع فرقة الإنشاد بنص نماذج الألحان المشتركة بين الأناشيد الدينية و الدنيوية.


الشيخ الدكتور جمال الدين الهلالي

وفي محاضرته قدم الدكتور جمال الدين الهلالي -شيخ الزاوية الهلالية- في حلب شرحاً عن أبرز الطرق الصوفية التي تستخدم السماع ومنها: الطريقة المولوية وأصولها التركية، والطريقة الشاذلية اليشرطية وأصولها من تونس، والطريقة الرفاعية التي تستخدم بعض الآلات الموسيقية والإيقاعية، والطريقة القادرية، نسبة إلى عبد القادر الجيلاني. وتتوارث الأسرة الهلالية مشيختها وصولاً إلى الشيخ الدكتور جمال الدين الهلالي.

وشرح المحاضر عن الزاوية الهلالية التي تؤدي بشكل مستمر لم ينقطع منذ مئات السنين ذكراً بعد صلاة العصر من كل يوم جمعة. وذكر أبرز الشيوخ الذين تخرجوا من الزاوية: كالشيخ محمد الوراق الذي جمع فصل اسق العطاش ورتبه وأعطاه شكله النهائي:

مولاي اجفاني جفاهن الكرى
والشوق لاعجه بقلبي خيما
مولاي لي عمل ولكن موجب
لعقوبتي فاحنن علي تكرماً

وتؤدي حلقة الذكر في الزاوية الهلالية سبعة فصول أساسية تطول أو تقصر حسب الزمن بين العصر والمغرب. ويرافقها فصل استثنائي كل أسبوع، وقارنها مع حلقات الذكر المولوية التي تستخدم آلات التخت الشرقي من ناي ودف وصنوج ومزهر باستثناء الآلات الوترية، وتدخل الموشحات والقدود.

وذكر المحاضر أن الزاوية الهلالية قد تركت إرثاً صوفياً وفنياً كبيراً جداً، ومن أجمل الألحان ذات الطابع الصوفي موشح أبو الوفا الرفاعي.

رافق شرح المحاضرين الأداء المؤثر لفرقة الإنشاد المكونة من أربعة أشخاص والتي استخدمت الدف وأنهت الفعالية بعرض جميل لراقص مولوية وتفاعل معها الحضور بشكل كبير.


اكتشف سورية

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

صور الخبر

التصوف والإنشاد الديني في أربعاء تريم الثقافي بمكتبة الأسد

حانب من الحضور بمحاضرة التصوف والإنشاد الديني في أربعاء تريم الثقافي

الأستاذ محمد قجة يلقي محاضرته مع سماحة الشيخ الدكتور جمال الدين الهلالي

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق