العثور على حمام روماني والعديد من اللقى الأثرية في جبلة

17 10

عُثر على حمام روماني، من أهمّ الحمامات على الساحل السوري، أثناء عمليات التنقيب التي تمّت في مدرسة عز الدين القسام القديمة بجانب قلعة جبلة.

وقد أشارت وكالة الأنباء سانا إلى أنّ الحمام يتميز بمعالمه الأثرية التي تشمل كافة السويات، ويتربع الحمام على مساحة تبلغ 725 متراً مربعاً.

وعن الفترة التاريخية التي يعود إليها الحمام الأثري، قال المهندس إبراهيم خير بك -مدير آثار ومتاحف جبلة-، «الحمام كان من السوية الهيلنستية، والعمارة من السوية الرومانية وتبلغ مساحة الموقع حوالي 6000 متر مربع، والمساحة المنقب عنها 2000 متر مربع». وأضاف حول أقسام الحمام: «يتألف البناء من عدة أقسام ومن أهمها القسم الجواني من الحمام الذي يشكل القاعة الرئيسية، وفى الجهة الشرقية يوجد حوض يأخذ شكلاً نصف دائري. وترتبط هذه القاعة في الجهة الشمالية مع قاعة أخرى بواسطة قنوات من اجل مرور الهواء الساخن. في الجهة الشرقية يوجد مكان حوض كبير يأخذ شكل مستطيل، وفي منتصف الجهة الشمالية يوجد حوض صغير مستطيل الشكل، وفي الجهة الغربية من القاعة الرئيسية توجد قاعة أخرى تأخذ شكل مستطيل. وكانت أرضيات هذه الغرف أو القاعات عبارة عن بلاطات من الرخام، عُثر على احدها وكانت قائمة على أعمدة مبنية من الأجر بأشكال دائرية ومربعة وهذه الأرضيات مرتبطة مع بعضها بواسطة قنوات من أجل مرور الهواء الساخن. وظهر موقدان في الجهة الشرقية، وموقد في الجهة الجنوبية، وموقد في الجهة الغربية لتسخين الماء من اجل تدفئة أرضيات هذا القسم من الحمام».

كما وأشار خير بك إلى أنّه تمّ الكشف في الجهة الشمالية والشمالية الغربية عن ست قاعات تشكل القسم الوسطاني أو البراني من الحمام، كانت إحدى هذه الغرف مرصوفة بالفسيفساء. كما ظهرت قناة تصريف مياه مبنية من الحجر في الجهة الجنوبية الغربية من الغرفة المرصوفة بالفسيفساء، عثر فيها على بعض القطع الأثرية مثل طاسة من الفخار مطلية بلون أحمر وبعض الكسر الزجاجية، ورأس مغزل من حجر الستياتيت، ومجموعة من الكسر الزجاجية والتي تعود لقوارير وأكواب وكسر فخارية تمثل أباريق وعلى سرج تعود للحمام والتي تم الكشف عنها خلال الموسم الماضي.

كما أظهر الكشف في الجهة الشرقية من كتلة الحمام الرئيسية جداراً محفوظا بمدماكين في بعض أجزائه ويمثل حدود شارع يعود للفترة الكلاسيكية، وظهرت في الجهة الجنوبية والشمالية أساسات غرف مبنية بحجارة غير مشذبة متوسطة وصغيرة الحجم يتخللها بعض الحجارة الكبيرة والتي تشكل غالبا بعض العتبات أو عضاضات تقوية للبناء، أُعيد استخدامها من مرحلة سابقة تعود للعصر الهيلنستي. وفى الجهة الجنوبية الغربية من هذه الكتلة المعمارية ظهرت قناة تصريف مياه تتجه شمال جنوب محفورة بالصخر، ومبنية بحجارة كبيرة الحجم ومغطاة ببلاطات حجرية كبيرة، وتمثل هذه القناة إحدى القنوات الرئيسية لمدينة جبلة خلال العصور الكلاسيكية. وتبين أنّها اُستخدمت خلال القرن 3 ق.م وحتّى القرن 6 م.

وأضاف مدير أثار ومتاحف جبلة بأنّ أعمال التنقيب أظهرت مجموعة من اللقى الأثرية الهامة، وهى عبارة عن كسر فخارية وطاستين من الفخار، ومجموعة كبيرة من الكسر الزجاجية التي تعود لقوارير، ومجموعة من النقود البرونزية تعود لفترات نهاية العصر الفينيقي، والهيلنستي، والروماني، والبيزنطي، وبعض الفترات الإسلامية. ومجموعة من المشابك العظمية، وعلى قلادة صغيرة من الذهب، وبعض الوزنات المصنوعة من الرصاص، والعديد من الثقالات المصنوعة من الفخار والمستخدمة في مشغل الحياكة، وبعض السرج الفخارية تعود للعصرين الهيلنستي والروماني، إضافةً إلى النقود البرونزية التي تعود للفترة نفسها. ويعود بعضها لنقود مدينة جبلة والتي كانت في العصر الهيلنستي أحد المراكز الرئيسية لصك النقود على الساحل السوري. كما عثر على قطعة نقدية تعود إلى القرن 4 م من صك نقود الإسكندرية.


اكتشف سورية

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق