الشعراني وزغلولة وكرم وحلبي بمعرض جماعي في غاليري أيام

06 07

منير شعراني ونصوح زغلولة من سورية، نديم كرم من لبنان، وسامية الحلبي من فلسطين، اجتمعت كلّ هذه الأسماء في معرض جماعي شمل مجموعة مميزة من أعمالهم في غاليري أيام.

رغم اختلاف حقول الفن التي تعمل بها هذه الأسماء إلا أنّ المعرض نجح في خلق روح من التنوع البصري والتشكيلي، مضيفاً نقطة مميزة في سجل هؤلاء الفنانين، وكان ملتقى توافد إليه المهتمون لمتابعة ما أنجزه هؤلاء الفنانين كلّ على حدا وكلّ ضمن موضوعه ومشروعه الخاص.

من جهتها أعمال المصور نصوح زغلولة وكعادته عالج فيها تفاصيل العمارة في أحياء دمشق، ملتقطاً بعين كاميرته أربع لوحات بصرية استندت إلى الضوء والظل في بنائها وإلى موضوع العمارة كركيزة أساسية فيها، فالتقط في صورة أحد أحياء دمشق الذي تتعدد فيه الجدران والمساكن والملفت هو عبارة (كن نفسك) المكتوبة على أحد الجدران في الجزء اليساري السفلي من اللوحة، وفي صورة أخرى تظهر امرأة بزيها الشعبي في عمق شارع بين ظلال الأعمدة الأثرية. هذه اللغة التي تمزج بين الإنسان بمكان والعمارة في مكان آخر هي باختصار ما جسدته لوحات زغلولة الأربعة الموجودة في المعرض.

أما الفنان اللبناني نديم كرم فقد قدّم عملان نحتيان تميزا بنزعة تجريدية، كما لوحته التي جسدت بعداً إنسانياً بقصدية تجريدية واضحة تبلور من خلالها الهم الإنساني، خصوصاً في الأجساد التي تتضح عليها معالم التعب الكلي.


نديم كرم

بدوره الخطاط السوري منير الشعراني قدم مجموعة لوحات استند فيها إلى القرآن الكريم والموروث الشعري العربي كعادته، ودائماً بألوان متقشفة ونقاطه التي وضعها على حروفه بالأحمر طوال تجربته الفنية، وفي حديثٍ له مع «اكتشف سورية» يقول الشعراني عن علاقة اللون والعبارة بالخط في لوحاته: «عملية تموضع الألوان وتوزيعها ونوعية الخط المستخدم يعطينا الإيحاء التعبيري، وفي الخط العربي قيم تعبيرية لا يدركها المتلقي لكنه يشعر بها، مثلاً يتفاعل الناس مع الخط الجاف بغير ما يتفاعلون مع الخط المرن أو اللين والمحتوي على انحناءات، وألواني متقشفة وقليلة فالألوان تحريض للذهن أكثر مما هي تحريض للنوازع وغالباً يكون كلّ من المساحة والخط والنقط بلون إذا حقق ذلك لي الشرط الفني.

منير الشعراني

تتميز لوحات الشعراني بالإطار الذي يضيفه دائماً إليها وعن هذا الإطار يقول في مجمل حديثه: «الخط يحمل معنى الإطار إن وجد، لكن يظهر في بعض اللوحات لأسباب جمالية وفي بعض الأعمال اكتشفت أني وضعت الإطار في ظرف معين كنت محاصراً فيه».

أما عن نظرته للحرف كقيمة تشكيلية ومجردة يقول: «الخط عموماً هو تجريد من الصورة، والخط العربي هو تجريد التجريد إذ بدأت الكتابة بالصورة ثم الرمز ثم الحرف أي التجريد».

الفنانة الفلسطينية المقيمة في أميركا سامية حلبي تتحدث لـ «اكتشف سورية» عن لوحاتها المشاركة في المعرض: «تستند هذه اللوحات إلى الطبيعة كموضوع حتّى أنّي أُحاول أن أعالج من خلالها موضوعي الربيع والصباح بلغة تشكيلية تجريدية تتميز بخصوصية نقلها للواقع بتفرد التجريد وتمايزه عن باقي المدارس التشكيلية».

وتتابع حلبي حديثها لـ «اكتشف سورية» متناولة الخط العربي الذي أدخلته إلى بعض لوحاتها: «معظم اللوحات وإن لم يكن الخط موجود فيها بشكل واضح وصريح إلا أنّها تحوي نكهة الخط العربي، فهو بالنسبة لي لغة تشكيلية خالصة وكاملة ومنجزة أيضاً، ويضيف كثير من المعاني إلى اللوحة التجريدية والخط يوحي لي بالكثير فهو مرة يوحي بطريق مستقيم ومرة يوحي بالحد الفاصل وأحياناً يوحي أنه ممر إلى أشياء غيره كل هذا أستطيع استخلاصه من الخط العربي بالتحديد».

وعن استناد لوحاتها إلى التجريد تقول: «التجريد كان في البداية لغة تشكيلية واقعية بسيطة، ما لبثت أن تطورت لتعمل على نقل الواقع بكثافة فنية، أضافت إلى الواقع المنقول إحساساً فنياً أعلى وأنا أرى من خلاله المستقبل الفني في مجال التشكيل لذا ألجأ إليه».

يذكر أن المعرض مستمر إلى 13-8- 2009 في أيام غاليري.


عمر الأسعد

اكتشف سورية

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق