حصاد 2008: أسابيع ثقافية عربية وأجنبية

احتفاءً بدمشق عاصمة الثقافة العربية

29/كانون الأول/2008


شاركت معظم الدول العربية في إقامة أسابيع ثقافية في سورية احتفاءًً بدمشق عاصمة الثقافة العربية 2008. وكان لمعظم هذه الفعاليات عروضها في مختلف المحافظات، وقد أتَتْ هذه الفعاليات برعاية وحضور وزراء الثقافة العرب مرافقة لوفودهم المشاركة وبحضور الدكتور رياض نعسان آغا -وزير الثقافة- الذي رحب بإخوته الوزراء وشاركهم في احتفالات افتتاح أيامهم الثقافية.



ففي حزيران، كان حفل افتتاح الأيام الثقافية الأردنية والذي تضمن عرضاً لفيلمٍ وثائقي عن آثار الأردن، وعرضاً للأزياء الشعبية الأردنية، وعزفاً منفرداً للعازف صخر حتر، إضافة إلى عرض للفرقة الوطنية للفنون الشعبية الأردنية. كما تضمن الأسبوعُ الثقافي الأردني افتتاحَ معرض الفن التشكيلي الأردني، والصور الضوئية التي أبرزت الجوانب الحضارية والتاريخية والأوابد الأثرية الأردنية، ومعرض الحرف التقليدية والتراث الشعبي الأردني، ومعرض الكتاب الأردني.



ومع نهاية حزيران، كانت الأيام الثقافية الجزائرية والتي تضمنت معرضاً للفنون التشكيلية والحرف اليدوية الجزائرية، وخلالها قدمت فرقتا «المجموعة الوطنية للموسيقى الأندلسية» و«الفردة» عروضاً تراثية موسيقية. وتضمن الأسبوع الجزائري معرضاً للكتاب الجزائري، وأمسية شعرية، إضافة إلى عروض ثلاثة أفلام سينمائية جزائرية، ومسرحية «بيت بيرناردا البا»، ومحاضرة حول تطور الأدب الجزائري، وحفلات لأوركسترا طرب وفرقة الباليه الوطني للفنون الشعبية الجزائرية.





وفي الأسبوع الأول من تموز، كانت دمشق على موعد مع أسبوع الثقافة الكويتي والذي كان زاخراً بفعالياته العديدة. فقد تضمن الأسبوع معرضاً للكتاب الكويتي، وآخر للفنون التشكيلية والنحت، وآخر للتراث الكويتي، وغيرهم للصور الآثار المكتشفة بالكويت، إضافة إلى مجموعة من الحفلات الموسيقية والغنائية للفرقة الوطنية الكويتية للموسيقى وعروض للفنون الشعبية الكويتية قدمتها فرقة حمد بن حسين للفنون الشعبية الكويتية، وكذلك محاضرة للدكتور سالم حدادة حول الشعر بالكويت.



وفي نهاية تموز، كان موعد انطلاق الأسبوع الثقافي المصري والذي تضمن أنشطةً متنوعة، فبعد حفل الافتتاح الذي ضم عروضاً فنية مصرية قدمتها فرقة «التنورة» للفنون الشعبية كانت الأمسيةُ الشعرية المصرية، وعرضٌ مسرحيٌ بعنوان «أنتيجون في رام الله.. أنتيجون في بيروت»، إضافةً إلى عرضٍ للفيلم التسجيلي المصري «زخارف قبطية» وفيلم «دم الغزال»، وفيلمي «حب البنات» و«القبطان»، والفيلمٍ الروائي الطويل «خريف آدم». كما قدم الباحثان السوري محمد قجة والمصري محمد صابر عرب ندوةً مشتركة. كما كان هناك عرض الفيلمين المصري «آخر الرجال المحترمين» و«أوقات فراغ» واختتم الأسبوع فعالياته بعرضٍ فني لفرقة التنورة.

وفي منتصف شهر آب، كانت الأيام الثقافية الفلسطينية والتي كانت عبارة عن عدد من الحفلات الموسيقية في محافظات سورية قدمها الفنان الفلسطيني أحمد الخطيب تضمنت عدداً من المعزوفات الموسيقية من ألحانه وبمرافقة الفنان ناصر سلامة على آلة الإيقاع والمعبرة عن التراث الفلسطيني، وحبه لأرضه، ومقاومته لقوات الاحتلال الصهيوني التي تحاول اقتلاعه من أرضه. هذا وقد كرّمت وزيرة الثقافة الفلسطينية، مطربة الأجيال ميادة حناوي بحضور ممثل السلطة الفلسطينية بدمشق ولفيف من الشعراء والأدباء والإعلاميين الفلسطينيين والسوريين، وقامت الوزيرة بإهداء ميادة سجادةً كنعانية تعبّر عن الفلكلور الفلسطيني.



وفي الأسبوع الأخير من آب، بدأت الأيام الثقافية العراقية والتي تضمنت عروضاً مسرحية وسينمائية، وأمسيات شعرية، ومحاضرات، ومعارض للفنون التشكيلية والتراث، بالإضافة إلى عروضٍ للأزياء الشعبية العراقية، وحفلاً فلكلورياً لفرقة «خماسي الخماش»، وعرضاً فنياً لفرقة «الفنون الشعبية العراقية»، وأوبريتاً عراقياً يٌُحييه كبار المطربين العراقيين.



وفي منتصف تشرين الأول، كانت الأيام الثقافية القطرية التي تضمنت معارض للفنون البصرية، والكتاب، والحرف، والمأكولات الشعبية، وعروضاً سينمائية ووثائقية، ومحاضرات، وأمسيات شعرية. هذا وألْقت سمو الشيخة حصة خليفة حمد آل ثاني محاضرةً بعنوان «حقوق الإنسان» في كلية الحقوق بجامعة دمشق، استعرضت سموُها خلالها مفاهيم حقوق الإنسان وتعريفاته والمواثيق الدولية الخاصة بحقوق الإنسان على تعددها. أما حفل الختام، فقد قدّمته الفرقة القطرية الموسيقية والغنائية تضمن مجموعة من الأغنيات التراثية الأصيلة وأغنيات من منطقة الخليج العربي أداها أربعة من المطربين القطريين الشباب.


وفي نهاية تشرين الأول، كانت الأيام الثقافية البحرينية، حيث كان حفل الافتتاح لفرقة التخت الشرقي البحريني الذي قدّمت فيه وصلاتٍ من الغناء والموسيقى التراثية البحرينية، إضافة إلى مجموعة من الأغنيات الحديثة التي تمّ إنتاجها في مملكة البحرين. كما تمّ افتتاح معرض الفن التشكيلي البحريني، ومعرض الكتاب. وقد شملت الأيام الثقافية أمسيةً شعرية للشعراء إيمان أسيري، وكريم راضي، وأحمد الستراوي، وألقت الدكتورة ضياء الكعبي محاضرة بعنوان «مسارات الأدب البحريني الحديث من العام 1970 إلى الألفية الثانية». واختتمت فعاليات الأيام الثقافية البحرينية بحفل أحيته فرقة الموسيقى الشعبية البحرينية.


وفي الأسبوع الأخير من تشرين الأول، كانت الأيام الثقافية المغربية حيث اُفتتح معرضٌ للكتب المغربية، وآخر للفن التشكيلي المغربي، وثالث للمدخرات التراثية والصناعات التقليدية، وأحيت فرقة العربي التمسماني سهرةً موسيقية من التراث المغربي والأندلس، ثم ندوة فكرية حول مظاهر التحديث في الثقافة المغربية، شارك بها الدكتورة رشيدة بن مسعود والدكتور نبيل منصر، وندوة فكرية ثانية بعنوان «الكتابة والمعرفة» شارك فيها الدكتور عبد السلام بن عبد العالي والدكتور خالد بلقاس. وأحيت مجموعة إدريس الملوحي ومجموعة «ابن عربي للموسيقى الصوفية» سهرة موسيقية في القاعة متعددة الاستعمالات بدار الأسد للثقافة والفنون، كما عُرضَ الفيلم المغربي «الراكد» للمخرجة ياسمين قصاري.

وفي بداية شهر تشرين الثاني، كانت الأيام الثقافية العُمانية، حيث ألقى الدكتور الشاعر العماني سعيد الظفري في افتتاح الأسبوع الثقافي قصيدةً شعرية حيّا فيها دمشق وأهل الشام، وقدمت فرقة المزيونة للفنون الشعبية حفلاً فنياً تراثياً يمثِّل التراث العماني العريق، إضافة إلى افتتاح معارض الفن التشكيلي، والصور الفوتوغرافية، والأزياء الشعبية العُمانية، ومعرضاً للفضيات وآخر للمخطوطات والكتب والإصدارات والحرف التقليدية. كما قدّمت الدكتورة فخرية بنت خلفان اليحيانية محاضرة بعنوان «استشراء في الحركة التشكيلية العُمانية»، إضافة إلى أمسية شعرية للدكتور سعيد الظفري ومحمد قراطاس، وألقى الدكتور محمد بن سعد المقدم محاضرة بعنوان «دور عُمان في نشر الثقافة العربية عبر العصور»، وقدم الأديب القاص مازن حبيب المعيني والقاصة حنان المنذرية أمسية قصصية، وأحيت حفل الختام فرقة المزيونة التراثية.

وفي منتصف تشرين الثاني، كانت المشاركة الملفتة لدولة الإمارات في الأيام الثقافية الإماراتية، فقد ضمّ الوفد الثقافي الإماراتي مجموعةً من نخب وأعلام الثقافة في دولة الإمارات. وازدانت الباحة الخارجية لدار الأسد للثقافة والفنون بخيمة عربية كبيرة، والتي حوت على مظاهر التراث الإماراتي، والأدوات المستخدمة داخلها وزينتها. وقد شمل الأسبوع الثقافي عدّة معارض للقرية التراثية، والفن التشكيلي، والمصكوكات الإسلامية، والمبادرات الثقافية، والإصدارات وجوائز البردة، إضافةً إلى عروض للأزياء الإماراتية من تصميم مريم الشيباني، والعديد من المحاضرات حول الحركة الأدبية بالإمارات قدمها الأديب إبراهيم مبارك، ومحاضرة حول المصكوكات الإسلامية في بلاد الشام للأستاذ عبد الله بن جاسم المطيري، ومن الشعراء المشاركين الشيخة خلود المعلا، وكريم معتوق، وإبراهيم محمد، وعلي الخوار، وأنور المشيري. إضافة إلى محاضرات مختلفة حول الحياة الاجتماعية في الإمارات، وأمسيات شعرية، وأفلاماً قصيرة، ومسرحية بعنوان «زمن هرور»، و«المسنهور». كما شارك فنانون من الإمارات بفقرات غنائية، وقدمت الفرقة القومية الإماراتية للفنون الشعبية عروضاً للوحات فلكلورية متعددة ولوحات تعبيرية مختلفة، فضلاً عن معرض للكتب والمجلات الدورية والنشر الإلكتروني بجانب عروض الفنون التشكيلية، والنحت، والتصوير، والخط العربي، وصور معالم أثرية وصناعات تقليدية. واختتمت فعاليات الأسبوع بحفل غنائي للفنان الإماراتي حسين الجسمي.

وفي لفتة نبيلة قامت وزارة الثقافة الإماراتية بتكريم رواد العمل الثقافي السوريين الذين سبق لهم العمل بالإمارات وساهموا في الحراك الثقافي الإماراتي وعادوا إلى سورية، وشمل التكريم أدباء وأسماء توفاهم الله سبق لهم العمل بالإمارات.

وفي نهاية شهر تشرين الثاني، اُفتتحت الأيام الثقافية التونسية حيث قدمت الفرقة الوطنية التونسية للفنون الشعبية لوحات راقصة من التراث التونسي، تخللتها قصائد شعرية لآمال موسى ومحمد علي اليوسفي والجليدي العويني، ثم اختتم الحفل بمجموعة من الأغنيات والمعزوفات والموشحات السورية والتونسية قدمتها فرقة العازفات بقيادة الفنانة أمينة الصرارفي. وتضمن الأسبوع الثقافي التونسي معرضاً للكتاب التونسي، وآخر للأزياء الشعبية والفلكلورية، وثالث لصور ضوئية للعمارة المغاربية. إضافة إلى عروض سينمائية لمجموعة من الأفلام التونسية، هي: «الموعد» إخراج سارة العبدي، و«آخر فيلم» لنوري بوزيد، و«قطار قطار» لتوفيق الباهي، و«كحلوشة» لنجيب القاضي، و«فيزا» لإبراهيم لطيف، و«التلفزة جاية» للمنصف ذويب. وقدمت الفرقة الوطنية التونسية للفنون الشعبية عروضها في مجموعة من الحفلات، وأمسيات شعرية للشعراء التوانسة: آمال موسى ومحمد علي اليوسفي والجليدي العويني. وعروض مسرحية مميزة حيث قدمت فرقة «فو» المسرحية عرضها «هوى وطني» في متحف القدم، كما كان للموسيقى حضورها، فقد كان أداء «فرقة العازفات» بقيادة أمينة الصرارفي، ملفتاً للاهتمام. وكان حفل ختام فعاليات الأيام الثقافية التونسية مميزاً، حيث أبدع النجم التونسي لطفي بوشناق في أدائه، والتي غنى فيها للعراق، واختتم حفله الرائع بأغنيتي «لاموني إللي غاروا مني» و«سمرة يا سمرة»، حيث رددهما الجمهور وقوفاً معه في حالة تأثر واضحة.

مع حفل اختتام الأيام الثقافية التونسية تكون قد انتهت الأيام الثقافية العربية المشاركة فرحة دمشق بعرسها الثقافي، هذا ومن الجدير ذكره أن عدداً من الدول الصديقة قد شاركت دمشق عرسها، وأقامت أيام ثقافية باسم بلادهم احتفاءً بدمشق عاصمة الثقافة العربية، حيث أقيمت أيام الثقافة الأندونيسية وأيام الشعر السويدي وأيام الثقافة الأرمينية وأيام الثقافة البلغارية وأيام الثقافة الإيرانية والعديد من النشاطات الثقافية الفنزويلية.




اكتشف سورية


مواضيع ذات صلة
- قصاب حسن: احتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية تميزت ببعدها التنموي
وصلنا لجمهور مختلف لأننا خرجنا باحتفاليتنا من الأماكن التقليدية إلى الهواء الطلق، وإلى الأماكن البديلة

- حصاد 2008: لولا دعمكم لبقيت هذه الأعمال حبراً على ورق
- حصاد 2008: نشاط تشكيلي منقطع النظير
- حصاد 2008: أهم فعاليات احتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية
- حصاد 2008: سلسلة من المعارض النوعية السياحية والآثارية شهدتها سورية لأول مرة
- حصاد 2008: أعلام رحلوا عنّا
ذكراهم باقية في نتاجهم وفي ضمائرنا التي ساهموا في تشكيلها


تعليقات القراء

المشاركة في التعليقات:

*اسمك:
الدولة:
بريدك الإلكتروني:
*تعليقك:

الحقول المشار إليها بـ (*) ضرورية

ضيف اكتشف سورية
أنطون مقدسي
أنطون مقدسي
حصاد عام 2008
حصاد عام 2008
دمشق القديمة
غاليري اكتشف سورية
غاليري اكتشف سورية
 

 


هذا الموقع برعاية
MTN Syria

بعض الحقوق محفوظة © اكتشف سورية 2008
Google وGoogle Maps وشعار Google هي علامات مسجلة لشركةGoogle
info@discover-syria.com

إعداد وتنفيذ الأوس للنشر
الأوس للنشر