سورية ومصر توأمان يربطهما تاريخ عريق يمتد لآلاف السنين 30/تموز/2008
بدأت مساء الثلاثاء في دار الأسد للثقافة والفنون بـدمشق فعاليات الأيام الثقافية المصرية التي تُقام احتفاءً بدمشق عاصمة الثقافة العربية لعام 2008، بدعوةٍ من وزارة الثقافة.
وألقى الدكتور رياض نعسان آغا وزير الثقافة كلمةً، أكد فيها أنّ سورية ومصر توأمان يربطهما تاريخٌ عريق يمتد لآلاف السنين، ويُشكل وجداناً واحداً للشعبين في سورية ومصر، لافتاً إلى دور الثقافة في توحيد شطري الأمة عبر التاريخ.
وأشار وزير الثقافة إلى أن مصر وسورية يصنعان ثقافة الأمة مع وجود روافد قوية تأتى من جميع أنحاء الوطن العربي، الأمر الذي يُقوّي الموقف العربي ثقافةً واقتصاداً ومنعةً، مشيراً إلى أنّ الثقافة هي الحاضن الأكبر لهوية الأمة.
وتابع وزير الثقافة: «لا أريد أن تكون الأيام الثقافية المصرية في سورية محددةً، بل أن تكون كلّ الأيام هي للثقافة المصرية، مشيراً إلى أنّ الثقافة هي العلاج والملاذ الذي ترتاح إليه الأمة، وان الكتب كانت في زمن تكتب في مصر وتطبع في القاهرة وتقرأ في دمشق».
ثم تحدث رئيس الوفد المصري الدكتور -رئيس الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية في مصر-، فشكر وزارة الثقافة على دعوتها وقال إن دمشق كانت دوماً وستبقى صانعةً للثقافة العربية، حافظةً لتراث أمتها، غيورةً على لغتها وتاريخها.
واستعرض عرب صفحاتٍ مضيئة من العلاقات المصرية السورية، مؤكداً أن سورية كانت دوماً بمثابة العُمق الاستراتيجي لمصر بقدر ما كانت مصر عمقاً استراتيجيا لسورية، لمواجهة المخاطر الكثيرة التي تتهدد الأمة العربية وهويتها، والتصدي لها بكل الوسائل، مشيراً إلى أنّ المصريين لا ينسون سليمان الحلبي، ومشاركة السوريين في الدفاع عن عروبة مصر أثناء العدوان الثلاثي وكل الحروب ضدّ الأمة، ما جعل الدماء المصرية والسورية واحدة على قربان حرية العرب.
وفي ختام الحفل قدّمت فرقة التنورة الشعبية حفلاً فنياً لمدة ساعة بدأ بجملةٍ موسيقيةٍ استعرضت خلالها الفرقة الآلات التراثية المستخدمة في العرض، وإمكانية كلّ آلةٍ وإمكانيات كلّ عازفٍ، ثم قدمت رقصة التنورة المستوحاة من الأجواء الصوفية الفلسفية المستندة لجلال الدين الرومي، وهي ما تعرف بالمولوية بانية عليها لمحاتٌ مصرية تتمثل بالدوران مع الألوان المزركشة المطعمة بعبارات إسلامية بالخط العربي.
حضر الحفل معاونا وزير الثقافة، وعددٌ من السفراء العرب والأجانب، وحشدٌ من أبناء الجالية المصرية في سورية والمواطنين السوريين.
وتستمر فعاليات الأيام الثقافية المصرية حتى الرابع من الشهر آب، وتتضمن أمسيات شعرية، وعروضاً مسرحية وسينمائية تتوزع على المراكز الثقافية في دمشق ومسرح الحمراء وسينما الكندي وقصر العظم.
|