احتفاءً بها عاصمة للثقافة العربية

الأيام الثقافية المغربية تنطلق في دمشق

23/تشرين الأول/2008


افتتحت في صالة الدراما بدار الأوبرا مساء أمس الأيام الثقافية المغربية التي تقام احتفاء باحتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية 2008 في الفترة من 22 إلى 26 الشهر الجاري.

وألقت السيدة ثريا جبران وزيرة الثقافة المغربية كلمة في حفل الافتتاح أكدت فيها عمق العلاقة التاريخية بين البلدين والشعبين الشقيقين عبر التاريخ وحتى الآن وقالت:

«إن دمشق التاريخ، دمشق الحضارة والثقافة والإبداع، دمشق الصمود والرمزية والعمق الروحي والجمالي والإنساني البهي ليست جديدة بالنسبة لنا، فالمغرب حاضر في دمشق مثلما كانت دمشق حاضرة في المغرب على الدوام في بعده التاريخي والمرجعي والنضالي. فقد درس عدد من الطلاب المغاربة في سورية وتشربوا روحها العربية فبرز بينهم مفكرون ومثقفون ومبدعون كبار من أمثال المفكر العربي الكبير محمد عابد الجابري والمفكر المرحوم أحمد السطائي والشاعر الكبير أحمد المجاطي وغيرهم؛ وقاتل أفراد القوات المسلحة المغربية إلى جانب أشقائهم السوريين في حرب تشرين المجيدة دفاعا عن الجولان وجبل الشيخ والقنيطرة فتمازجت الدماء الشهيدة واقتسموا الأمجاد والبطولات والذكريات الخالدة في دفاعهم عن الكرامة العربية ضد الغطرسة والعدوان».

وأضافت الوزيرة المغربية: «وكما حضرت سورية الشقيقة في تاريخ المغرب وفي حضارته وثقافته منذ الجذور الأموية الأندلسية القديمة، حضرت أيضا مع الحركات الأدبية والشعرية الحديثة ورموزها الأساسية المؤثرة، ونشأ دائماً ذلك الحوار العميق بين البلدين الشقيقين على أكثر من مستوى فني وإبداعي وفكري وجرى اللقاء بين بوابة المغرب وبوابة المشرق فنيا في القصيدة والرواية والمسرح والفن التشكيلي والسينما والموسيقى والغناء، وأصبح الفضاء الدمشقي بأسمائه مثل نهر بردى وجبل قاسيون رموزاً شعرية وفنية مغربية. ومن ثم رغبتنا المتجددة في أن تقوم خلال هذه الأيام بعض النماذج الغنائية والموسيقية المتنوعة والثرية بهذه العلاقة الجوهرية العريقة وكذلك بعض نماذج الفكر والنقد الأدبي والكتابة الشعرية فضلا عن إنتاجنا السينمائي والمسرحي الجديد».

وأعربت وزيرة الثقافة المغربية عن سعادتها بهذا الحوار الأخوي العميق وفي مستوى العلاقات الثنائية الوطيدة التي يرعاها قائدا البلدين جلالة الملك محمد السادس وأخوه السيد الرئيس بشار الأسد مضيفة: «لا أشك مطلقا في أن تعطي هذه الأيام الثقافية المغربية من الثمار ما يعزز الثقة بين الأشقاء ويدعم آفاق المستقبل. وكان الدكتور رياض نعسان آغا وزير الثقافة ألقى كلمة عبر فيها عن عمق الشعور بالسعادة في أن يلتم جناحا الأمة الشام والمغرب للتحليق في فضاء الثقافة الإنسانية بالهوية العربية.

وأشار وزير الثقافة في كلمته إلى قدم العلاقة بين المغرب والشام التي ولدت أجمل حضارة في القرون الوسطى هي الأندلس والحضارة الأندلسية العربية ومن شاء أن يرى عظمة ما حققت الأمة من حضارة فلينظر إلى الأندلس ليرى عناق الشام للمغرب وانتم تعلمون جميعا أن الفتوحات العربية الأولى انطلقت من الشام ووصلت إلى بحر الظلمات.

وأضاف الدكتور نعسان آغا: «هذه الحضارة شامية كانت أم مغربية اختصرنا القول فقلنا إنها عربية وحقنا إذا نظرنا إلى التاريخ أن ندرك هذا التواصل لأنها تنهل من ينبوع واحد وقديماً كان يقال عندما يأتي كتاب من المغرب إلى الشام "بضاعتنا ردت إلينا" وبقي الأخذ والرد في الثقافة العربية إلى أن تعمدت هذه العلاقة مرة أخرى مع الكتائب المغربية التي جاءت لتقاتل معنا. نحن لا ننسى حضور المغرب معنا أيام حرب تشرين التحريرية المجيدة حيث امتزجت الدماء لأن قضيتنا واحدة فالقدس ليست هماً شامياً فقط، القدس هم عربي وإسلامي وما تشعر به من فاجع هنا يشعر به أهلنا في المغرب».

وكان الوزيران افتتحا معرضاً للكتب الصادرة في المغرب الشقيق و آخر للفن التشكيلي وثالثاً للمدخرات التراثية والصناعات التقليدية ثم أحيت الحفل فرقة العربي التمسماني حيث قدمت سهرة موسيقية من التراث المغربي والأندلس.

وتتواصل فعاليات أيام الثقافة المغربية يوم الخميس لتقدم ندوة فكرية حول مظاهر التحديث في الثقافة المغربية عند الساعة 12 ظهرا في كلية الآداب بـجامعة دمشق تشارك بها الدكتورة رشيدة بن مسعود والدكتور نبيل منصر وندوة فكرية ثانية عند السابعة مساء في المركز الثقافي العربي بأبي رمانة بعنوان «الكتابة والمعرفة» يشارك فيها الدكتور عبد السلام بن عبد العالي والدكتور خالد بلقاس.

في حين تحيي مجموعة إدريس الملوحي ومجموعة ابن عربي للموسيقى الصوفية سهرة موسيقية في القاعة متعددة الاستعمالات بدار الأوبرا عند الساعة الثامنة مساء.

كما يعرض الفيلم المغربي «الراكد» للمخرجة ياسمين قصاري في القاعة متعددة الاستعمالات بدار الأوبرا عند السادسة مساء.

وفي حمص تحيي جوقة العربي التمسماني سهرة موسيقية من التراث المغربي الأندلسي عند الساعة الثامنة مساء.

حضر حفل الافتتاح معاون وزير الثقافة الدكتور علي القيم وعدد من أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين في دمشق والمديرون العامون بوزارة الثقافة وحشد كبير من أبناء الجالية المغربية والعرب والسوريين.




سانا


مواضيع ذات صلة
- الأيام الثقافية المغربية
ندوة: «بين الكتابة والمعرفة»

- سهرة من التراث الأندلسي في حلب
على مسرح مديرية الثقافة

- دمشق تحتضن الأيام الثقافية المغربية
الحرف النحاسية والخشبية وصناعة الحلي والمجوهرات


تعليقات القراء

المشاركة في التعليقات:

*اسمك:
الدولة:
بريدك الإلكتروني:
*تعليقك:

الحقول المشار إليها بـ (*) ضرورية

ضيف اكتشف سورية
أنطون مقدسي
أنطون مقدسي
حصاد عام 2008
حصاد عام 2008
دمشق القديمة
غاليري اكتشف سورية
غاليري اكتشف سورية
 

 


هذا الموقع برعاية
MTN Syria

بعض الحقوق محفوظة © اكتشف سورية 2008
Google وGoogle Maps وشعار Google هي علامات مسجلة لشركةGoogle
info@discover-syria.com

إعداد وتنفيذ الأوس للنشر
الأوس للنشر