ندوة: «بين الكتابة والمعرفة» 02/تشرين الثاني/2008
احتفاء بـدمشق عاصمة للثقافة العربية لعام 2008 كان المركز الثقافي العربي في أبو رمانة على موعد مع فعالية من فعاليات الأيام الثقافية المغربية بسورية، هذه الفعالية عبارة عن ندوة فكرية بعنوان «الكتابة و المعرفة» بمشاركة الدكتور عبد السلام بن عبد العالي و الدكتور خالد بلقاسم.
بدأت الندوة بكلمة من السيدة رئيسة المركز الثقافي في أبو رمانة رحبت فيها بالأشقاء المغاربة والسادة الحضور، ثم أشارت إلى الفكر العربي الذي أدى دوراً كبيراً في بناء الحضارة العربية و العالمية عبر العصور، وذكرت أكبر مثال على ذلك الأبجدية الأولى في العالم -أبجدية أوغاريت- فهي خير مثال على إبداع العقل البشري، بل هو تراث إنساني أبدي. وعلى هذا الأساس يمكن القول إن أوغاريت قدمت للبشرية رسالة حضارية ومن هنا نرى كيف أن الكتابة كانت سبيلاً للتعرف على الحياة.
ثم تحدث الدكتور خالد بلقاسم -دكتوراه دولة في الأدب الحديث، جامعة محمد الخامس- عن الكتابة والمعرفة كعنوان مفتوح على احتمالات وإمكانات مختلفة، ثم أشار الدكتور خالد إلى علاقة الكتابة بإعادة الكتابة، مؤكداً أنه لا يمكن للكتابة إلا أن تكون إعادة للكتابة وبالتالي هذا ينطوي على أسئلة وقضايا.
وميز الدكتور خالد في موضوع إعادة الكتابة مستويين اثنين: الأول يتحكم في الذاكرة أما الثاني فيتحول إلى رهان كتابي، ثم أعطى الدكتور خالد مثالاً عن أهم الباحثين المجسدين لفكرة إعادة الكتابة وهو الدكتور عبد الفتاح كيليطو وخصوصاً في كتابه (الحكاية والتأويل)، ثم ذكر الدكتور خالد عدداً من أعمال الدكتور عبد الفتاح كيليطو و منها «الأدب و الغرابة» و«لن تتكلم لغتي» و«الكتابة و التناسخ» و«لسان آدم» و«حصان نيتشه».
ثم تابعت الندوة نشاطها بمشاركة الدكتور عبد السلام بن عبد العالي (أستاذ تاريخ الفلسفة بجامعة محمد الخامس بالرباط) مشيراً إلى أن الكتابة بلغة أخرى تعتبر كتابة أخرى، كالترجمة و النسخ، و أوضح الدكتور عبد السلام ماهية العلاقة الناشئة بين الأصل و نسخه و ترجماته متسائلاً هل يتمكن القارئ العربي مثلاً من دراسة النصوص الإغريقية بلغتها الأصلية؟ هنا أظهر الدكتور عبد السلام أن المسألة ليست بهذه البساطة فالأصل لا يغني عن الترجمات و بالتالي هناك علاقة ألفة ووفاء بين الترجمة والأصل، كما أن الترجمات لا تغني عن الأصل فالأبناء مدينون لآبائهم و كذلك الترجمات للنص الأصلي.
ثم أوضح الدكتور عبد السلام بأن الأصل لديه حب و شوق للاستنساخ ورغبة في الخروج و الحياة والبقاء لأن النص يشيخ بلغته، وبالتالي يحتاج لأن يهاجر و يتلبس لغة أخرى كي لا يصاب الأصل بالخمول و الضمور.
وفي النهاية، نوه الدكتور عبد السلام إلى أن النصوص و الكتابات بفضل ترجماتها ترقى وتسمو فوق مستوى المؤلف، وعند هذه النقطة انتهت الندوة.
هنا يجدر الإشارة إلى بعض الحوارات و النقاشات التي دارت بين الحاضرين و الأساتذة فأعطت الندوة رونقاً ثقافياً أفاد الجميع.
|