الموقع قيد التحديث وسيتم تشغيل جميع الأقسام قريباً

قصاب حسن: احتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية تميزت ببعدها التنموي

وصلنا لجمهور مختلف لأننا خرجنا باحتفاليتنا من الأماكن التقليدية إلى الهواء الطلق، وإلى الأماكن البديلة

قالت الدكتورة حنان قصاب حسن -الأمينة العامة لاحتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية: «إنَّ عام 2008 سيبقى في ذاكرة الناس طويلاً لأنَّه كان عاماً استثنائياً بامتياز على المستوى الثقافي، وأنا واثقة أن من حضر نشاطات الاحتفالية لن ينساها أبداً».
وأضافت الدكتورة قصاب حسن: «عندما أعود بالذاكرة لما قلناه وكتبناه وفكرنا به في مطلع عام 2007، أجد أنَّ معظم النشاطات التي حلمنا بها والتي خططنا لها قد تمَّ تنفيذها، وأنَّ النشاطات التي لم نستطع القيام بها قليلة للغاية ولا شك أن َّالسبب في ذلك يعود لكثرة النشاطات التي قامت بها الاحتفالية والتي كانت في بعض الأحيان تفوق طاقة استيعاب الجمهور».
وتابعت: «بالمقابل هناك بعض المشاريع التي كنت أتمنى لو استطعنا تحقيقها ولو أن لدينا متسعاً من الوقت لنقوم بها لأهميتها وعلى سبيل المثال، كانت لدينا خطة لاستثمار كبير للملاجئ الموجودة تحت الحدائق ولإنشاء مكتبات عامة فيها ومشروع إقامة حفل موسيقي في معبد روماني موجود في مدينة الضمير» مشيرةً إلى التجربة الناجحة في إقامة مسرحية المهاجران في ملجأ القزازين التي نالت نجاحاً كبيراً واستمرت على مدى شهور ثلاثة.
وفي إشارة إلى ما يميز احتفالية دمشق عن احتفاليات العواصم الأخرى أوضحت قصاب حسن أنه باستعراض كل ما قامت به العواصم العربية الأخرى، يتبين أن هناك بعض العواصم التي قامت بالتركيز على الإصدارات، ومنها من أولى أهمية كبيرة للمؤتمرات والندوات، فكان القرار أن تتميز فعاليات احتفالية دمشق عن باقي الاحتفاليات بالبعد التنموي، ولذلك ربطت الثقافة بالتنمية المستدامة من خلال مشاريع التوثيق وحفظ الذاكرة وتأهيل البنى التحتية الثقافية واستخدام الأمكنة البديلة وتدريب الشباب.
وقالت قصاب حسن: «إنَّ احتفالية دمشق استطاعت أن تغطي هذه المحاور الثلاثة بشكلٍ واسع وما تميزت به دمشق كان في الفعاليات الثابتة المبتكرة التي بثت في حياة المدينة نشاطاً وحيوية، مثل الجولات السياحية الداخلية فيما سميناه شامنا فرجة، ونادي الذاكرة، ونادي القراءة للأطفال، وفعالية ألف تحفة وتحفة من الأرض السورية التي جذبت جمهوراً كثيفاً.
كما تميزنا بتطوير البُعد العالمي للاحتفالية ما جعل لدمشق عاصمة الثقافة العربية أصداءً واسعة في الخارج، وخلال الأسبوع العربي الذي أقيم في بروكسل مؤخراً، قيل مراراً أنَّ احتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية متميزة، وقد أشاد بها بشكلٍ خاص رئيس البرلمان الأوروبي الذي تسنى له حضور حفلٍ موسيقي في قصر العظم دعت إليه الاحتفالية.
وأشارت قصاب حسن أنه في اسطنبول التي تُحضر لاحتفاليتها كعاصمة للثقافة الأوروبية في عام 2010 اختاروا أن يدعوني، وأن يدعوا المسؤول عن مدينة ليل الفرنسية التي كانت عاصمة الثقافة الأوروبية لعام 2005، لأعرض عليهم برنامجنا الذي سمعوا أنَّه كان متميزاً، وقد تبين أن برنامجنا يساوي بل ويتفوق في بعض النواحي على برنامج مدينة ليل.
وقالت قصاب حسن رداً على سؤال حول إسهام الاحتفالية بتنشيط الحركة الثقافية في سورية: «إنَّه حسب شهادات الناس، كانت هناك حيرة في اختيار الأنشطة المتنوعة التي يمكن لأي شخص أن يحضرها أسبوعياً و لم يمر يوم واحد لم يكن فيه نشاط ثقافي وسيبدو ذلك واضحاً من الإحصائيات التي سننشرها قريباً، وإن عدد الفنانين السوريين الذين كانت لهم فرصة المشاركة في نشاطات الاحتفالية كبير جداً، كذلك فإن البُنى التي أوجدتها الأمانة العامة والتي نتمنى أن تستمر شيءٌ مهم كالمنح الإنتاجية في مجال السينما، والرسوم المتحركة، والمسرح، والرقص، ومسابقات الكتابة، ومكتبة الأطفال، وغير ذلك كل هذا خلق حيوية لم يكن لها مثيل من قبل».
وبينت قصاب حسن أنَّ خطة الاحتفالية استطاعت أن تصل قدر الإمكان إلى كلِّ شرائح المجتمع ووصلنا لجمهور مختلف لأننا خرجنا باحتفاليتنا من الأماكن التقليدية إلى الهواء الطلق، وإلى الأماكن البديلة، حيث أقيمت حفلات موسيقى على الطريق في الحدائق العامة خلال فصل الصيف وكان الحضور كثيفاً ومتنوعاً، وفي الجولات السياحية في شامنا فرجة كان لدينا أعداد كبيرة تحضر الجولات وتشارك فيها.

وتابعت الأمينة العامة للاحتفالية: «إن نوادي القراءة التي أقمناها للأطفال في المركز الثقافي في اليرموك، وفي دوما، وفي مستشفى الأطفال لمرضى السرطان، وفي القطار، و قراءات الشعر التي نفذناها في الحدائق والمقاهي والكليات وحتى في بهو المصرف المركزي كانت مفاجئة، ولا ننسى الحفلات التي أقمناها في قصر العظم، وفي قلعة دمشق، وفي ملعب الفيحاء والتي كان يحضرها آلاف المتفرجين»، مشيرةً إلى أنَّ الندوات والمؤتمرات وحدها لم تحظ بجمهورٍ واسع على أهميتها «ربما لأنها كانت تتوجه للمثقفين وحدهم».
وحول إمكانية استمرار بعض فعاليات الاحتفالية بعد انتهائها كفعالية أهديك شجرة، ونادي الأطفال، ونادي الذاكرة، وزراعة الورود، في كلِّ شهر قالت قصاب حسن: «إنَّ هذا السؤال برسم من يهتم باستكمال العمل ومتابعته، ونحن فتحنا أبواباً نتمنى أنَّ تظل مشرعة واسعة لكننا لا نستطيع أن نقرر بهذا الخصوص».
وحول الصعوبات التي واجهت تنفيذ خطة الاحتفالية قالت قصاب حسن: «لم تواجهنا صعوبات ولاقينا كل الدعم ومن كافة الجهات، والسرعة التي كانت تلبى فيها طلباتنا كانت مثالية، وكانت محافظة دمشق شريكاً أساسيا في عملنا ولولا فريق المحافظة ما استطعنا أن ننفذ حفلة ساحة الأمويين، أو قلعة دمشق، أو جولات السياحة في الشوارع، كذلك وزارتا الثقافة والإعلام، وشرطة المرور، وقوى الأمن الداخلي، ومن عمل في المنافذ الحدودية كلهم ساهموا في نجاح عملنا».
وحول ميزانية الاحتفالية أضافت: «إنَّ الدعم الرسمي كان الجزء الأكبر من الميزانية، إن لم نقل كل الميزانية وما تحقق من دعم غير رسمي كان قليلاً جداً، فمعرض السيراميك من مقتنيات متحف فكتوريا أند ألبرت تمت تغطية كلفته بالكامل من جهةٍ خاصة، إضافةً إلى أنَّ بعض الحفلات الموسيقية كانت لها رعاية مالية من جهاتٍ خاصة، وبعض الإذاعات الخاصة قدمت رعاية في التغطية الإعلامية، لكن ذلك لا يقارن بالميزانية الحكومية ومع ذلك يسعدني أن أقول أننا لم ننفق سوى نصف ما أعطي لنا والنصف الآخر سيخصص لمشروع متحف الفن الحديث».
وعن عدد إصدارات الاحتفالية في مختلف مجالات الفنون أشارت قصاب حسن إلى صدور حوالي 140 كتاباً وكاتالوغا، بما فيها الكتب التي صدرت عن دور نشر بدعم من الأمانة العامة وإلى مشاريع لم تتحقق مثل إصدار أجزاء جديدة من موسوعة ابن عساكر التي تمَّ الاتفاق على إصدارها مع مجمع اللغة العربية.
وقالت قصاب حسن: «بالمقابل أصدرنا الجزء الخامس من مذكرات محمد كرد علي الذي ينشر للمرة الأولى، وهناك إصدارات مسابقات الكتابة في مجال الرواية والقصة القصيرة والتي تكشف عن مواهب جديدة، ونحن نعمل الآن على إصدار كتابٍ توثيقي لاحتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية لعام 2008 يبقى سجلاً لما جرى في هذه السنة الاستثنائية».
وحول فكرة ترك رمز مادي وملموس يذكرنا بدمشق عاصمة الثقافة العربية قالت الأمينة العامة للاحتفالية: «إنَّ ما سيبقى من الاحتفالية ويذكر بها هو الكتاب الذي نعمل عليه الآن ويرصد كافة النشاطات بالنصوص والصور، وفيلم وثائقي عنها وكذلك فإنَّ بعض الأمكنة التي قمنا بتأهيلها ستشهد على جهد الأمانة العامة».
وأشارت قصاب حسن إلى أن الأمانة سعت قدر الإمكان إلى تحقيق توازن بين الفعاليات، وقد تحقق لدرجة ما.
وحول التغطية الإعلامية المرافقة للاحتفالية قالت الأمينة العامة: «في البداية كان هناك تعثر في العلاقة من الطرفين، فمن جهتنا لم نستطع أن نشكل مكتبنا الصحفي إلا في وقتٍ متأخر، وعندما تشكل انتظمت الأمور بشكلٍ جيد ومن جهة وسائل الإعلام كان هناك منذ انطلاقة الاحتفالية ترقب لرصد الأخطاء ما أثار جواً سلبياً في البداية، لكن بعد أن توضحت ملامح هذا البرنامج صارت التغطية إيجابية، ونحن نتحمل مسؤولية أننا لم نعلن برنامجنا كاملاً منذ البداية وهو ما شرحت سببه مراراً لأنني كنت أقصد ألا أعلن عن فعالية إلا بعد أن تُصبح أكيدة، كذلك فإن الصحفيين حملوا مسألة البعد العالمي للاحتفالية وطرحوها كخطيئة يجب أن نحاسب عليها أو كتقصيرٍ نُتهم به، في حين أن الهدف الأساسي للاحتفالية والذي تمت الموافقة عليه رسمياً كان ترويج صورة سورية في الخارج، وهو ما تحقق بشكلٍ كبير، وبعد ذلك صارت العلاقة جيدة وأظن أننا أتعبنا الصحفيين لكثرة النشاطات.
وختمت قصاب حسن بالقول: «إنَّ الأمانة التقت مراراً مع الجهة المنظمة لاحتفالية القدس في وزارة الثقافة الفلسطينية، ونقلنا لهم خبرتنا في هذه السنة، لكن الظروف الموضوعية مختلفة تماماً ولا يمكن المقارنة ونتمنى لهم النجاح في مهمة صعبة للغاية في ظلِّ ما يحصل اليوم».

رجاء العيسمي

سانا

صور الخبر

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق