مدير الآثار والمتاحف: تدمر لؤلؤة التراث العالمي ونخوض معركة ثقافية حضارية عالمية للحفاظ على آثارنا

10 حزيران 2015

.

وصف الدكتور مأمون عبد الكريم المدير العام للآثار والمتاحف في سورية مدينة تدمر الأثرية بلؤلؤة التراث العالمي التي تعيش اليوم مخاطر وتحديات كبيرة بسبب ما تعرضت له جراء اعتداءات تنظيم داعش الإرهابي.

وقال عبد الكريم خلال محاضرته التي ألقاها اليوم في القاعة الشامية بمك:بمتحف دمشق والتي جاءت تحت عنوان «مدينة تدمر الأثرية الواقع والتحديات»، ضمن نشاطات منتدى كنوز التراث السوري إن «هذا الواقع التي تعيشه المدينة الأثرية في تدمر جعلنا نعيش حالة من التحدي للحفاظ على هذا الإرث الحضاري السوري العالمي أمام الهجمات الإرهابية الشرسة ونخوض معركة ثقافية حضارية عالمية للحفاظ على آثارنا».

وأضاف عبد الكريم إنه «بفضل الجهود الجبارة لوحدات الجيش والقوات المسلحة مع المديرية العامة للآثار والمتاحف بالتعاون مع المجتمع المحلي في كل المحافظات تمكنا من نقل 99 % من قطع الأثار السورية لمناطق آمنة من بينها مئات التماثيل والقطع الأثرية من تدمر.

ونوه بالدور الذي تؤديه الحاضنة الشعبية في تدمر والتي يعول عليها الكثير في الحفاظ على المباني الأثرية في المدينة حتى لا يتكرر ما حدث لآثار العراق من تدمير لافتا إلى الجهود التي بذلها العاملون في مديرية الأثار في تدمر والذين دافعوا عن آثارها وعن قيمتها الأثرية.

وأكد المحاضر أن تخريب كنوز إنسانية لا تقدر بثمن والإضرار بمواقع مهمة ومفصلية بتاريخ سورية هو إضرار بروح الشعب وهويته وجريمة تمس كل السوريين وتشكل انتهاكا صارخا ينذر بخسارة قد تكون أبدية لبعض مكونات التراث الأثري السوري مبينا أهمية وعي وتكاتف السوريين في حماية هذه المكونات وأن يتوج ذلك بتحرك دولي يدعم الجهود المحلية لإنقاذ حضارة جديرة بالحياة والاحترام وقدمت الكثير لهذا العالم.

وقدم عبد الكريم في محاضرته عرضا تاريخيا واسعا وشاملا لمدينة تدمر منذ نشأتها في وسط البادية السورية وبين قيمتها كمدينة للقوافل حظيت بأهمية اقتصادية تجارية واسعة إضافة إلى أهميتها العسكرية والسياسية وظهور زنوبيا وعائلتها على مسرح الأحداث في القرن الثالث الميلادي مبينا القيمة الكبيرة لتدمر على مستوى العالم من خلال ما تمتلك من كنوز أثرية في عمارتها واتساعها أصبح جزءا من الفن العالمي خاصة فن النحت.

وأشار إلى أن تسمية تدمر تعود إلى القرن التاسع عشر قبل الميلاد ويعني الأعجوبة أو الجميلة وظهر اسم بالميرا في بداية القرن الأول الميلادي واشتق من كلمة النخلة التي عرفت بها مستعرضا ما كتبه الرحالة الأوروبيون الذين توافدوا لزيارة تدمر منذ أواسط منتصف القرن السابع عشر لاسيما الباحث الأرمني اباماليك لازاريف الذي اكتشف التعرفة الجمركية التدمرية سنة 1881 وتعد من أهم النصوص التي تسلط الضوء على القانون التدمري المالي وتعرف بأنواع البضائع التي كانت تمر بهذه المدينة وطبيعة المبادلات والقوانين الناظمة للتجارة الدولية العابرة منها.

وبين عبد الكريم أن أولى البعثات الوطنية التي عملت في مدينة تدمر بدأت نشاطاتها بالموقع بعد الاستقلال بإدارة الدكتور سليم عادل عبد الحق الذي يعد أب الأثار السورية ومن ثم توالت البعثات التي كشفت الكنوز الأثرية في تدمر متحدثا عن أهم الآثار فيها منها المسرح الذي يقع وسط المدينة جنوب الشارع الرئيسي وقطره 90 مترا ومعبد بل الذي اكتمل بناؤه في القرن الثاني الميلادي ومعبدي نبو وبعلشمين ومدافن تدمر ولوحاتها ومنحوتاتها وغيرها من الآثار التي جعلت هذه المدينة الآرامية العربية تمتلك تقاليد محلية عريقة مفصلية في تاريخ الشرق والغرب من جميع النواحي العسكرية والاقتصادية.

وأقيم على هامش المحاضرة معرض لكتب الآثار والتراث ضم أكثر من 40 عنوانا إضافة إلى الموسوعة العربية في الأثار.


اكتشف سورية

sana.sy

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

اسمك

الدولة

التعليق