حوار مع الدكتور مأمون عبد الكريم خلال افتتاح معرض «معركة سورية للدفاع عن ماضيها»

17 تشرين الثاني 2016

في المركز الوطني للفنون البصرية

الدكتور مأمون عبد الكريم المدير العام لـ المديرية العامة للآثار والمتاحف، تحدث إلى «اكتشف سورية» عن أهمية المعرض المقام حالياً في المركز الوطني للفنون البصرية: «إن «معركة سورية للدفاع عن ماضيها»؛ تعتبر معركة ثقافية، معركة تخص كل أبناء الشعب السوري بكل أطيافه، إن التراث بما يمثله من عامل جامع لكل السوريين يعتبر هويتنا المشتركة والذاكرة الجمعية لأبناء الوطن الواحد..

الحروب تنتهي والخسائر كبيرة.. ولكن خسارة التراث تعتبر خسارة فادحة لا تعوض، وفقدان هذا التراث سيشكل نقطة مفصلية في تاريخ سورية عبر الأجيال، وسيكون هناك نزيفاً وحزناً لدى الأجيال القادمة، فرغم كل مآسينا والدموع التي تُذرف بسبب الحرب الدائرة فإننا نعمل على حفظ تركة الأجداد ليسعَد بها القادم من الأبناء، لقد أنقذنا مئات الآلاف من القطع الأثرية من المتاحف السورية أي مايقارب 99% من مقتنيات المتاحف، وتمت تخبئتها في أماكن آمنة إلى أن يعود الأمن والاستقرار إلى سورية».

وعن أهمية معرض «معركة سورية في الدفاع عن ماضيها» قال الدكتور مأمون: «يجب تسليط الضوء على الجهود الوطنية المشتركة في العمل والتي ساهمت باستعادة 7000 قطعة أثرية مسروقة من قبل المافيات، واللحاق بها قبل الخروج من حدود البلاد، ولا بد بهذه المناسبة من ذكر التعاون القائم مع الدولة اللبنانية في استعادة الكثير من القطع المسروقة والتي كانت مهربة إلى لبنان؛ وبعض هذه القطع تم عرضه اليوم لإبراز أهمية هذا التعاون المثمر من جهة، وإظهار جمالية آثارنا من جهة ثانية، وللتعريف بالمحاولات المستميتة التي قمنا بها للدفاع عن تلك الآثار، كما نتحدث في معرضنا اليوم عن جهود المجتمع المحلي في الحفاظ على اللوحة الفسيفسائية المعروضة هنا والمكتشفة بقرية برهليا عام 2014، حيث وقف ابناء القرية لإنقاذ اللوحة والدفاع عن تراثهم وتاريخهم وقاموا بنقلها وتسليمها إلى المديرية العامة للآثار والمتاحف حيث عملنا على ترميمها وصونها من الضياع، في محاولة منا لإيصال رسالة ليس فقط لأبناء قرية برهليا بل لأبناء سورية كافةً مفادها أن هذا التراث شرفٌ يعنينا جميعاً ومصدر فخر وعز لنا.. إنها دعوة للجميع للدفاع عن هذا التراث رغم المأساة والمعاناة، لأننا مدركون أن ضياع التراث لا يمكن تعويضه بأي ثمن».


الدكتور مأمون عبد الكريم في حوار مع اكتشف سورية

وتابع: «القسم الآخر من هذا المعرض عبارة عن صور ضوئية تعبر عن قسوة الحرب وما خلفته من دمار للتراث الثقافي السوري كمدينة تدمر الأثرية وأماكن مختلفة من البلاد سببها الفكر الظلامي التكفيري، كذلك نُظهر هذه الصور أعمال الترميم القائمة والمستمرة إلى الآن على القطع التي أصابها التخريب أو التدمير وفق أحدث التقنيات العالمية التي تملكها المديرية في أقسامها المختصة ضمن فريق عمل يشمل 1500 موظف بكافة الإختصاصات بالإضافة إلى التعاون مع الجهات الوطنية والمنظمات الدولية كمنظمة "يونيسكو" للمحافظة واحترام القواعد العلمية فيما نقوم به».

وختم الدكتور مأمون بالقول: «كلنا أمل في عودة الأمن والسلام لكافة أرجاء الوطن، وبتضافر الجهود سنكون قادرين على التغلب على كل الصعوبات التي تواجهنا فيما يتعلق بقضايا الترميم، إن أصعب الظروف وأقساها كانت حماية المقتنيات الأثرية من الدمار والسرقة حتى لا تتكرر عندنا حادثة متحف بغداد وقد انتصرنا في هذه المعركة بقوة، وسوف ننتصر في معركة ترميم خراب ودمار التراث الثقافي السوري.. نعّول للإنتصار في هذه المعركة على تضافر جهود كل السوريين وأتمنى أن نجتمع جميعاً على مائدة الوطن فالتاريخ والذاكرة تجمعنا وتراثنا مصدر فخرنا».


زين .ص الزين

اكتشف سورية

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

صور الخبر

الدكتور مأمون عبد الكريم

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق