تغطية لمعرض «كنوز التراث السوري» بالقاعة الشامية بمتحف دمشق
06 أيار 2017
د.مأمون عبد الكريم: التراث هو العنوان الجامع لكل السوريين
برعاية وزارة الثقافة افتتحت المديرية العامة للآثار والمتاحف ظهيرة يوم الأربعاء، الـ3 من أيار، المعرض الأثري «كنوز التراث السوري، إنقاذ، حماية، توثيق» في القاعة الشامية بـ المتحف الوطني بدمشق، وتناول واقع الآثار في سورية في ظل ما تتعرض له خلال الحرب التي نتعرض لها، إلى جانب الإجراءات التي قامت بها مديرية الآثار من أعمال حماية وإنقاذ وتوثيق للقطع الأثرية في المتاحف السورية وإيصالها إلى أماكن آمنة.
«اكتشف سورية» التقى الدكتور مأمون عبد الكريم المدير العام للأثار والمتاحف، وعن مضمون الرسالة التي يحملها هذا المعرض قال: «تأتي إقامة هذا المعرض كرسالة توعية لأبناء الشعب السوري بعد ست سنوات من الحرب والدمار، وجردة حساب عن مجمل ما قمنا به من اجراءات وماذا فعلنا في مجال حماية الآثار في قطاع الإنقاذ والتوثيق، عرضنا فيه عشرات القطع التي تم انقاذها والتي تسلط الضوء على حقب زمنية مختلفة من تاريخ سورية، بالمقابل هناك مئات الآلاف من القطع التي قمنا بحمايتها وإيصالها إلى بر الأمان حيث عملنا على توثيقها من جديد لصون تراث السوريين، لأننا مدركون أن هذه الحرب المأساوية ستحط أوزارها في نهاية المطاف، وسيبقى التراث هو العنوان الجامع لكل السوريين».
وأضاف: «الغرض من إقامة المعرض بهذا الألق يهدف إلى إيصال رسالة للجميع أن عودة عروض المتاحف لكنوزها قريبة جداً، إلا أننا الآن بحاجة للدعم المجتمعي الرسمي منه والخاص، فنحن مؤتَمنين على حماية تراثنا من أجل الأجيال القادمة لأنه الذاكرة الجمعية التي توحدنا، فلا مكان هنا للتخاذل أو التقاعس».
وختم بالقول: «نحن مدركون لاختلاف وجهات النظر فيما بيننا وعلى اي صعيد ولكن يجب أن لا ندع هذا الاختلاف أن يفسد رسالتنا الأسمى في انقاذ التراث الثقافي السوري، وعليه فإن معرضنا اليوم بمثابة منبر نتحدث عبره عن الجمال إلى جانب المأساة وعن الشهداء الذين قضوا في سبيل حماية التراث، وعن الجهود التي نبذلها في مكافحة تهريب الآثار وسرقتها والإتجار غير المشروع بها، بالإضافة لما نقوم به من توثيق ثلاثي الأبعاد بأكتر التكنولوجيات تطوراً في العالم للقلاع والأبنية الأثرية بالتعاون مع الهيئات والمنظمات العالمية، من هنا جاء هذا المعرض ليحمل رسالة لكل السوريين عنوانها احترام تراثنا الثقافي السوري حتى يحترمنا الآخرون؛ اليوم ومستقبلاً».
السيد محمد نظير عوض مدير شؤون المتاحف في المديرية العامة للآثار والمتاحف: «يحمل هذا المعرض مجموعة من الرسائل ضمن إطار النشاط العام للمديرية العامة للآثار والمتاحف في هذه الآونة، فكانت البداية بحملة توعوية استهدفت الجمهور السوري على أهمية الحفاظ على التراث الثقافي السوري فهو خط الدفاع الأول، فمن واجب كل من يتمتع بالمواطنة السورية ان يدافع عن تراثه لما له من أهمية في تكوين جزء من هويته وتجذره العميق على هذه الأرض».
واضاف: «هناك محاولة لطمس هويتنا ومحوها واقتلاعنا من جذورنا ليجعلوا منا شعب شتات، من هنا اتخذت المديرية دورها بالوقوف بحزم ومسؤولية في وجه ما يحاك ضدنا على المستويين المحلي والدولي، لذلك يحمل معرض اليوم رسالة طمأنة للسوريين أن تراثهم مازال بخير ويقدم موجزاً مفصلاً عن عمل المديرية خصوصاً في ظل الأزمة التي تعصف بنا اليوم، كالتوثيق والأرشفة والترميم على يد خيرة الخبراء السوريين المهرة، فالتجربة السورية في الحفاظ وصيانة تراثها الثقافي خلال الأزمات اصبح مشهودٌ لها فيها على مستوى العالم».
وتابع بالقول: «أضف لما تقدم إن أعمال التنقيب في المناطق الآمنة لم تتوقف إلى اليوم وتمضي كما خُطط لها من قبل المديرية، كذلك لم تتوقف أعمال الترميم والصيانة للأوابد الأثرية، وخير مثال لدينا قلعة الحصن خاصة بعد تعرضها لأعمال تخريب ودمار على يد المجموعات المسلحة، بالإضافة لأعمال ترميم بمواقع عدة منها مدينة تدمر الأثرية، بصرى، معلولا».
وعن الآثار السورية المنهوبة قال: «لا بد من الإشارة هنا لمشكلة الإتجار غير المشروع بالآثار السورية وتهريبها خارج البلاد، حيث تسود اللصوصية وتنشط بسبب الفوضى خلال الحروب، وعليه قامت المديرية بمتابعة هذا المحور واستقصاءه وتأهيل كادر مدرب لاستعادة القطع المسروقة بالتنقيب غير المشروع، فقد قمنا بانشاء شبكة متخصصة لاسترداد القطع المتحفية الموّثقة والتي تمت سرقتها من بعض المتاحف من أي مكان في العالم، وذلك بموجب قانون عملت المديرية على اصداره من مجلس الأمن الدولي في هذا الشأن الذي يحرم الاتجار بالآثار السورية».
وفيما يخص ترميم الآثار وصيانتها قال: «نحن في المديرية العامة للآثار والمتاحف حريصون جداً على متابعة آخر التطورات والمستجدات للوسائل المستخدمة بالترميم والصيانة للمحافظة على هذا التراث الغني، واكتساب أفضل الخبرات والوسائل للقيام بهذه المهمة على أكمل وجه».
المهندس فراس دادوخ رئيس دائرة تطوير المتاحف قال: «المعرض عبارة عن رسالة شكر لكل الجهود التي بُذلت في سبيل الحفاظ على الموجودات الأثرية وصيانتها وإتاحة الفرصة لعرضها بصرياً بعد الدمار والخراب التي تعرضت له وفي المكان الذي يليق بها حيث وجدنا أنه لا يوجد أجمل من القاعة الشامية التابعة للمتحف الوطني في دمشق لإقامة هذا المعرض».
المهندسة المعمارية يارا وفائي قالت: «إن افتتاح معرض كنوز التراث السوري في القاعة الشامية بالمتحف الوطني يأتي للتذكير بثقافة المتاحف بعد إغلاقها لعدة سنوات مع بداية الأزمة السورية، وكذلك من أجل تسليط الضوء على الجهود الجبارة التي تقوم فيها المديرية العامة للآثار والمتاحف في حماية وتوثيق التراث الثقافي السوري خلال الأزمات، حيث تحولت كل المواد الأثرية إلى أرشيف رقمي يحميها من الإندثار».
الدكتورة أمل دكاك من كلية الآداب قسم علم اجتماع قالت: «هذا المعرض ينم عن حس وطني كبير لما يوليه من اهتمام بالتراث والآثار، لا سيما في هذه المرحلة الصعبة التي نمر بها، والتي يتوجب علينا فيها المحافظة على تراثنا وكنوزنا، فجاء هذا المعرض بمبادرة من المديرية العامة للآثار والمتاحف ورعاية وزارة الثقافة، والملفت كثافة الحضور المهتم بتراث سورية الغني الممتد بعمق التاريخ والجغرافية».
تجدر الإشارة إلى ان المعرض مستمر على مدى ثلاثة أشهر من تاريخ افتتاحه 3/5/2017 في القاعة الشامية بالمتحف الوطني بدمشق.
زين .ص الزين | تصوير: عبدالله رضا
اكتشف سورية
مواضيع ذات صلة:
صور الخبر
من معرض كنوز التراث السوري بالمتحف الوطني |
من معرض كنوز التراث السوري في المتحف الوطني بدمشق |
من معرض كنوز التراث السوري بالمتحف الوطني |