تكريم الناقد طارق الشريف في المركز الوطني للفنون البصرية.. وإصدار مجلد أنيق يحمل اسمه
23 أيار 2017
.
سعياً لتوثيق الحركة التشكيلية السورية المعاصرة استهل المركز الوطني للفنون البصرية في باكورة إصداراته بإطلاق مجلد أنيق من القطع الكبير يوثق الناقد التشكيلي الراحل طارق الشريف مساء الأحد 21 ايار في صالة المركز للمعارض.
ونقلاً عن وكالة «سانا» أكد مدير مركز الفنون البصرية الدكتور غياث الأخرس أن الشريف كان من النقاد المهمين والمراقبين الدؤوبين للفن التشكيلي السوري وأن ما ميزه عن أقرانه هو معرفته العميقة بالعمل الفني والمشروع الذي يقدمه الفنان ما أعطى كتاباته النقدية عمقاً وفهماً شاملاً للعمل المقدم إضافة إلى أنه كان مقرباً من الجميع في الفترة التي عاصرها الناقد الراحل.
وأشار الأخرس إلى ان هذا العمل التوثيقي يعد باكورة الأعمال في هذا المجال ليتبعها مشاريع مهمة توثق الحراك الثقافي السوري لما للتوثيق من أهمية علمية منهجية توضع في خدمة الأجيال القادمة إضافة للمشاريع الكثيرة التي يعمل عليها المركز في مجالات الموسيقا ومعارض الفن التشكيلي وورش العمل التخصصية والندوات التفاعلية، داعياُ الجميع ليكونوا شركاء في هذا المشروع المهم لأنه يصب في خدمة الوطن والحراك الثقافي الحضاري السوري.
الباحث والتشكيلي طلال معلا قال لـ«اكتشف سورية»: «اليوم ونحن نتذكر طارق الشريف في المركز الوطني للفنون البصرية هو بمثابة تكريم لمجهوده وعطائه كفرد وكمؤسسة في مجال النقد البصري، لذلك لا بد من التوجه بالشكر لكل من يساهم في تكريم الفنانين في كل المجالات الإبداعية لأنهم أسسوا إلى إنتماء الآخرين لوطنهم الأم سورية.. عندما نأتي على ذكر طارق الشريف فمن البديهي أن نذكر مجلة الحياة التشكيلية التي ارتقت فيها دراساته النظرية بالفن التشكيلي محلياً وعربياً وحتى عالمياً، ولعبت دوراً مهماً في تقديم المحترف التشكيلي السوري للدارسين والمتخصصين الأكاديميين أصحاب الشأن، ومن هنا فإن تكريم هؤلاء المبدعين وخاصة النقاد له أهمية خاصة؛ فلطالما كان فن النقد الغائب الحاضر في هكذا مناسبات، حيث لم تتبلور شخصية الناقد التشكيلي في مجتمعاتنا بعد، لذلك حاول طارق الشريف أن يكرس هذا الأمر من خلال استكتاب مجموعة كبيرة من الفنانين التشكيليين والكتّاب ممن استطاعوا تقديم مادة دسمة في مجلة الحياة التشكيلية التي كانت توّزع في كل أنحاء القطر وبعض عواصم البلدان المجاورة، وعليه نتمنى اليوم ونحن نكّرم طارق الشريف أن يأخذ النقد موقعه في الحياة التشكيلية السورية كما تعرض له «الشريف» في كتاباته بالفرز والمعالجة وطرح المشكلات بموضوعية وتجرد؛ كالحداثة وما بعدها أو التراث والمعاصرة وسوى ذلك من الأطروحات، أرجو اليوم ونحن نسترجع هذه الذكريات أن يتم التركيز على نقد الفن التشكيلي في سورية من خلال كتّاب متخصصين، وتفعيل الحوار مع جيل الشباب المهتم بهذه الفنون خاصة طلاب كلية الفنون الجميلة والمعاهد الفنية.. تحية من القلب لطارق الشريف ولكل من يُبقي على ذكراه».
زياد الشريف نجل الناقد الراحل قال: «تكريم طارق الشريف اليوم خطوة منتظرة منذ سنوات، وجاء الكتاب الذي أصدره المركز الوطني للفنون البصرية تتويجاً لهذه المناسبة حيث جمع بين طياته مقالات مختلفة لمجموعة من الفنانين والكتّاب ممن عاصروا الناقد "الشريف"، تم انتقاءها بدقة تحت إشراف الأستاذ غياث الأخرس، يمكن اعتبارها مرجعاً عن حياة الناقد في ظل ندرة الكتب والمراجع في مثل هكذا معلومات».
الناقد والتشكيلي غازي عانا قال لـ«اكتشف سورية»: «الشكر للمركز الوطني للفنون البصرية على تكريم الناقد طارق الشريف الذي يستحقه بكل جدارة، وبما أن «الشريف» معني بوزارة الثقافة بالمقام الأول في الشأن التشكيلي فيجب إيفاء هذه القامة حقها من التكريم والندوات التي تسلط الضوء على تجربته الطويلة في رئاسة تحرير مجلة الحياة التشكيلية التي تركت بصمتها في المشهد التشكيلي السوري والعربي وعكست واقع حال الفن التشكيلي عموماً على مدى ثلاثة عقود متلاحقة، إضافة لتسلمه إدارة مديرية الفنون الجميلة التي تعد بوابة عبور للفن التشكيلي وحلقة وصل ما بين وزارة الثقافة والهيئات المعنية صاحبة الشأن في الفنون التشكيلية، ولا ننسى العصر الذهبي للمعرض السنوي الذي كان له الفضل في إقامته على مدار ثلاثين عاماً والذي كان يُعد تظاهرة فنية يحلم جيل الفنانين الشباب المشاركة فيه لأهميته على الساحة التشكيلية في سورية».
التشكيلي نشأت الزعبي من الأصدقاء المقربين للناقد طارق الشريف قال لـ «اكتشف سورية»: «ما يميز طارق هو ثقافته الواسعة واطلاعه وانكبابه على البحث، لم يكن متحيزاً إلا للعمل الجيد الأمر الذي منحه قيمة في نقده، له الفضل في إصدار مجلة الحياة التشكيلية التابعة لوزارة الثقافة، حيث شارك في تحرير الكثير من أبوابها، وأصبحت مرجعاً في توثيق أعمال الفنانين ومصدراً لأخبارهم مما جعلها تحتل مكانة الصدارة في الشأن الثقافي بالعالم العربي، ولا بد من الإشارة إلى أنه كان عراب تجمع «جماعة العشرة» عام 1969 التي حملت هم الارتقاء بالمحترف التشكيلي السوري إلى مصاف العالمية.. لقد كان «الشريف» القلب النابض للحركة التشكيلية في سورية».
التشكيلية عناية البخاري قالت في حديثها مع «اكتشف سورية»: تعود بنا إلى أيام الزمن الجميل: لم تكن تحلو جلسات الاصدقاء بين الفنانين إلا بحضور طارق الشريف حيث يدور النقاش ويحتدم أحياناً في شتى المجالات الثقافية، وهذا ما نفتقده اليوم.. كان مشجعاً ومسانداً لكل الفنانين، متفانياً في عمله، ساهم نقده في تنشيط الحركة التشكيلية السورية بعيداً عن المزاجية والإنتقائية.. طارق نفتقدك كثيراً.
طارق الشريف :
من مواليد دمشق عام 1935 خريج قسم الفلسفة في جامعة دمشق عام 1959 ترأس مركز أدهم إسماعيل للفنون التشكيلية بدمشق بين عامي 1963و1978 وعمل مديراً للمركز الثقافي العربي في أبو رمانة عام 1978 وعين مديراً للفنون الجميلة في وزارة الثقافة عام 1979 كما ترأس تحرير مجلة الحياة التشكيلية لدى انطلاقتها عام 1980 وهو عضو مؤسس نادي التصوير الضوئي وله في هذا الصدد عدة معارض.
للراحل الشريف أكثر من مؤلف منها: عشرون فناناً من سورية، والفنان بول سيزان، والفنان نعيم إسماعيل، وقصة في لوحات، والفنان فاتح المدرس، والفن التشكيلي المعاصر في سورية..
توفي في 12 شباط سنة 2013.
زين .ص الزين
اكتشف سورية
تكريم الناقد التشكيلي الراحل طارق الشريف في المركز الوطني للفنون البصرية وإطلاق مجلد يحمل اسمه |
تكريم الناقد التشكيلي الراحل طارق الشريف في المركز الوطني للفنون البصرية وإطلاق مجلد يحمل اسمه |
تكريم الناقد التشكيلي الراحل طارق الشريف في المركز الوطني للفنون البصرية وإطلاق مجلد يحمل اسمه |