مرحباً.. طارق الشريف

07 آذار 2011

حفل تكريمي لرائد النقد التشكيلي السوري طارق الشريف

مرحبا طارق الشريف، والحال الطيب، فأنت اليوم مكرمٌ ممن أحبوك وعرفوك، وممن قرأ مسيرتك الطويلة المتميزة والغنية بالوفاء والعمل الدؤوب في مجال التشكيل السوري، وإن كانت هذه اللفتة كبيرة بمضمونها من إدارة مركز أدهم إسماعيل، فإنها جزء صغير مما يجب أن يكون من أجلك، هذا ما قاله الكثيرون عنك، يوم السبت 5 آذار 2011، في حفل تكريمي تحت عنوان «مرحبا ... طارق الشريف» في مركز أدهم إسماعيل، وذلك بمناسبة مرور خمسبن عاماً على تأسيس المركز، حيث نستذكر هنا أن هذه السنة سنة «تحدثي أيتها الذاكرة» التي أطلقتها مديرة مركز أدهم إسماعيل الفنانة التشكيلية ريم الخطيب، في سعيٍ لإحياء ذاكرة المركز ومن ساهم في نجاح تجربته الغنية بأسماء رواد التشكيل.


من حفل تكريم الناقد التشكيلي طارق الشريف

هذا وقد رافق حفل التكريم معرض جماعي لمجموعة من الفنانين التشكيليين السوريين منهم: نذير إسماعيل وعتاب حريب، محمد الوهيبي، يوسف البوشي، إسماعيل نصرة، ريم الخطيب، جهاد سعود، راتب الغوثاني، غزوان علاف، مناف حسن. إضافة لندوة عن مسيرة الناقد طارق الشريف وإنجازاته على صعيد التشكيل السوري، قدمها الدكتور راتب الغوثاني جاء فيها: «إن الواجب يحتم علينا الوفاء للعطاء، ونحن اليوم نجتمع لنفي حق هذا الناقد طارق الشريف، من الذكرى والتذكر والعرفان بالجميل، وشكراً لمن لم ينسَ، شكراً لمديرة هذا المركز التي حققت هذه الأمنية وشكراً للفنانين شكراً لكم جميعاً».

الدكتور طارق الغوثاني

ويتابع الدكتور راتب الغوثاني: «فنحن نعتبر طارق الشريف، رائد الحداثة في الكتابة والنقد التشكيلي السوري لعدة أسباب، فقد كتب طارق الشريف في الفن يوم كان الفن التشكيلي ظلاً باهتاً في الثقافة السورية، فكتب مسجلاً وموثقاً ومتابعاً للتحولات الفكرية والإبداعية عصراً بعصر، ولا يمكن لأي مشتغل بالفن إلا وفي مكتبته كتاب مما أنجزه هذا الأستاذ، وهو من حرر مجلة "الحياة التشكيلية" وأغناها وصنفها ورعاها لعقود طويلة لتصل كمرجعٍ حقيقي للفكر الإبداعي، وقد كتب بمنهجية الباحث الناكر للذات، فكتب كتباً بعلمية وتأريخية، تتآلف مع الطرق العصرية والحديثة للبحث العلمي وللتوثيق، كما كتب في جميع مجالات الفن والجمال، حيث كتب في فن الحفر وفي النحت والإعلان والحداثة والتاريخ وفي الفن الإسلامي وكتب في الجمال، كما حفظ إبداعات الفنانين برؤيته النقدية السامية، كما تابع الكثير من التظاهرات الإبداعية في العالم ونقلها إلينا مدونة ومقروءة ومرجعاً لكل باحث وفنان».


كما قدم الدكتور راتب الغوثاني إطلالات سريعة على نبض ما كتبه الناقد طارق الشريف ومنها في فن الحفر المعاصر في سورية فيقول: «لقد وثق الناقد طارق الشريف الأسماء الفاعلة في هذا الحقل ومنهم بعض المصورين ممن اشتغلوا بالحفر كالفنان محمود حماد، ممدوح قشلان، برهان كركوتلي، إضافة للفنان غسان سباعي وعز الدين شموط، رابطاً تجارب المعاصرين منهم بإسقاطات في فن الحفر العالمي، كما تناول الناقد طارق الشريف تجارب الكثير من الفنانين السوريين ومنهم تجربة الفنان وليد الآغا وغياث الأخرس،ريم فرح و يوسف عبدلكي، علي الخالد، نبيل رزوق، هند زلقة، زياد دلول، عبد السلام شقيرة، وليلى مريود ومروان قصاب باشي. حيث وقف هذا الناقد عند أسلوبية كل منهم ملخصاً ومحللاً وموثقاً».

وقد تميزت الندوة التي ألقاها الدكتور راتب الغوثاني بغناها محاولاً من خلالها تسليط الضوء على ما قدمه الناقد طارق الشريف ومما قاله أيضاً: «كما تناول الناقد طارق الشريف فنون الزخرفة محاولاً تحليل كلمة أرابيسك رابطاً مفاهيم هذا الفن وفلسفاته بالمفاهيم المعاصرة، فتوقف الناقد الشريف عند تجربة الفنان الراحل أدهم إسماعيل وعند خطه اللانهائي وعند تجربة محمود حماد وعبد القادر أرناؤوط واستخدامهم للزخرفة».

ومن جهة أخرى يناول الدكتور الغوثاني ماهية النقد فيقول: «النقد حسب طارق الشريف له منطلقاته وله هويته المرتبطة جوهرياً بقضايانا، فقد كتب طارق الشريف في عدد 21 و22 لعام 1985 و1986 في الحياة التشكيلية تحت عنوان النقد الفني وفيها يقول "النقد الفني ليس قوالب مستورة من الأحكام نقدمها للحكم على الأعمال الفنية وليس بنقل لمفاهيم فنية عالمية علينا الخضوع إليها"».

صورة قديمة للناقد طارق الشريف

وقد استشهد الدكتور الغوثاني بالكثير من مقالات وأدبيات الناقد طارق الشريف، من موضوعات عميقة ومهمة تناولت مفاهيم الفن التشكيلي السوري ورواده أمثال توفيق طارق، ميشيل كرشة، صبحي شعيب، إسماعيل حسني، سهيل الأحدب، صلاح ناشف، نعيم إسماعيل، لؤي كيالي، وليد عزت، فتحي محمد. معتبراً أن طارق الشريف قدم نفسه كمؤسسة للتأريخ والتدوين والمنهجية والتحليل العميق.

هذا وقد انتهى حفل التكريم بعدد من التوصيات وهي:
- أن تتحرك المؤسسات لإنجاز ملف كامل عن مسيرة الأستاذ طارق الشريف تمهيداً لمنحه وسام الاستحقاق.
- تسمية إحدى قاعات وزارة الثقافة باسم طارق الشريف تخليداً له ولعطاءاته وعرفاناً له بالجميل.
- توثيق ما كتبه طارق الشريف بمجلد كامل ليكون مرجعاً للتشكيل السوري.


التشكيلي اسماعيل نصرة

وفي الختام تم تقديم شهادة تقدير وامتنان للأستاذ طارق الشريف والذي حضر رغم تعبه الواضح والشديد.«اكتشف سورية» تابع حفل التكريم والتقى الفنان التشكيلي إسماعيل نصرة المشارك بأربعة أعمال تتمحور حول عالم المرأة وعن تكريم الأستاذ طارق الشريف قال لنا: «جاء هذا الاحتفال تقديراً لهذا الناقد الكبير، الذي عاصر وعايش رواد التشكيلي السوري فكتب عن إبداعاتهم عبر مقالاته النقدية بأسلوب أكاديمي وصريح، وهو في فترة كان مديراً لمركز أدهم إسماعيل بالإضافة لإدارته للفنون الجميلة، كما تميزت مجلة الحياة التشكيلية التي أسس لها بالزخم وتعدد المواضيع والمعارف التشكيلية، لذا جاء هذا الاحتفال تكريماً له ولتاريخه الطويل وما قدمه للتشكيل السوري».

ومن جانبه يقول النحات غزوان علاف المشارك بعملين من الخشب والبرونز يعرضان للمرة الأولى: «مشكورة إدارة مركز أدهم إسماعيل لهذه الفعاليات الممنهجة والمدروسة، ومن ضمنها تكريم الفنانين الكبار ومنهم الفنان والناقد طارق الشريف الذي ترك بصمة واضحة على الساحة التشكيلية السورية، حيث لم ينقطع عن عطائه رغم تقدم العمر، فقد كنا على تواصل دائم معه وخاصة أثناء التحضير للمعرض السنوي، وقد تميز بصراحته وآرائه المباشرة التي أغنت تجربتنا التشكيلية والنحتية».

التشكيلية عتاب حريب

تشارك التشكيلية عتاب حريب بعمل فني مستوحى من البحر بعوالمه ومدنه وألوانه الخاصة حيث قالت لنا في حديث معها: «بعد تخرجي من كلية الفنون الجميلة أصبحت من مرتادي المركز، فدرسّت فيه لمدة ثماني سنوات، حيث تعرفت على الأستاذ طارق الشريف. لقد قرأت الكثير من كتاباته التي تميزت بعمقها وأهميتها النقدية، كما كان مشجعاً حقيقياً للفنانين السورين، ونظم العديد من المعارض التشكيلية ، فهو موسوعة تشكيلية وذاكرة مهمة للتشكيلي السوري، وقدم الكثير لسورية، وما أتمناه من وزارة الثقافة أن تهتم بشكل حقيقي لوضع هذا الفنان والأستاذ الكبير، وخاصة من الناحية الطبية، كما أشكر مديرة المركز ريم الخطيب على هذه المبادرة الرائعة والوفية بحق هذا الأستاذ الكبير».

خريج مركز أدهم إسماعيل 2005 الفنان الشاب مناف حسن يشارك بثلاث أعمال، بتقنيات مختلفة من الحديد والبوليستر، وعن تكريم الأستاذ طارق الشريف يقول: «فكرة تكريم الرواد تنبع من قيمتهم الفكرية والتشكيلية، وقد تعرفنا من خلال هذه الندوة على جزء صغير من تاريخ الأستاذ طارق الشريف، وهي بادرة مهمة أتمنى أن تكون بداية لتكريم جميع رواد التشكيلي والتذكير بهم».

يذكر أن المعرض المرافق لندوة تكريم الأستاذ طارق الشريف مستمر لغاية 10 آذار 2011، في مقر المركز،ساحة الشهبندر.


مازن عباس - دمشق

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

من حفل تكريم الناقد التشكيلي طارق الشريف

من حفل تكريم الناقد التشكيلي طارق الشريف

عمل للنحات غزوان علاف

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق

الطاهر جميعي:

تحية الي كل الاخوة المشاركين في هذه الالتفاتة الكريمة.
ما لم يذكر في حق الصديق طارق هوانه هو من وضع التصوير الضوئي في مصاف الفنون الاخرى فاعطاه المكانة التي
يستحقها.

مرة اخري تحياتي الخالصة
الطاهر جميعي

المغرب

غيث العبدالله:

شكراً لمركز أدهم اسماعيل لهذه اللفتة الطيبة،والسؤال: هل جاءهذا التكريم الذي يستحقه الأستاذ طارق على هامش احتفال المركز بمناسبة50 عاماً على تأسيسه؟
ثم أين وزارة الثقافة من هذا التكريم ولماذا لا يكون على مستوى أوسع؟
طارق الشريف يستحق منا ذلك، وحقيقة افتقدنا غيابه عن الساحة النقدية التشكيلية، وهو الذي كان يوماً ملئ الدنيا وشغال الناس..الآن عرفت ...لقد تأثرت بما آلت إليه صحته...
نحن أمة تضع الأوسمة على التوابيت وتعلقها على صدر الريح.