الخيال والتخيل في العملية الإبداعية: دعوة لإعمال الخيال كعنصر فاعل في المستقبل

09 03

«الخيال والتخيل في العملية الإبداعية» عنوان المحاضرة التي ألقاها الدكتور والباحث راتب الغوثاني مساء الأحد المنصرم 7 آذار 2010 في مركز أدهم إسماعيل للفنون التشكيلية.

وتحدث الغوثاني في بداية المحاضرة، وفقاً لما نقلت وكالة الأنباء سانا، عن أهمية هذا الموضوع في مجال الإبداع الفني والعلمي، فما كان تخيلاً في الزمن الماضي أصبح واقعاً معاشاً اليوم. وقد أشار الغوثاني إلى أنّ الكاتب جون فيرن ألف قصة خيالية عن رحلته إلى القمر والعودة منه في القرن التاسع عشر، وتخيل ليوناردو دافنشي الطائرة وتصورها ووضع لها التصاميم. كما أنّ قصص «ألف ليلة وليلة» حوت البساط الطائر وكلّ هذه الأمور أضحت واقعاً اليوم نعيشه ونحسه.

وأكّد الغوثاني، بحسب سانا، أنّ خيال اليوم ما هو إلا واقع الغد، لذلك على الإنسان عموماً والفنان والمبدع خصوصاً أن يُطلق لخياله العنان ليذهب إلى مداه بحرية، فينشط بصيرته كما فعل المعري الذي كان ينصت لصوت الظلمة وكذلك طه حسين بسماعه لإيقاعات الألوان. وقال الغوثاني: «إنّ الابتكار لا يمكن أن يتكون دون الجرأة في التخيل، وهذا ما أثبته الشاب المخترع أدوني لاند مخترع الكاميرا الفوتوغرافية الملونة، الذي كان يعمل في مختبره ليخرج صورة فوتوغرافية ملونة رغم تشكيك مساعده الكهل في نتائج بحثه. وكان المساعد الكهل يقول: "إنّ هولمز أثبت منذ مئة عام أنّه لا إمكانية لاستكمال ألوان الطيف في صورة فوتوغرافية" فأجابه الشاب المبدع: "إنّ مخالفة هذه المقولة والعمل على نقيضها هو مفتاح الوصول إلى الهدف المرجو" وبعدها خرجت الصورة الفوتوغرافية الملونة، وصارت واقعاً بعدما كانت خيالاً وذلك بالإصرار والعمل والدأب».

ودعا الغوثاني إلى دفع الأطفال ليتأملوا كلّ شيء من حولهم، لا بصفاتها النهائية المرئية، بل بكونها أشياء يُمكن تصورها بواقع جديد ومطور، مشيراً إلى أنّ صفات المبدع تتجلى في تيقظ حواسه بالنسبة للطبيعة وعناصرها وكائناتها وقوانينها، وشجاعته وإقدامه وجرأته في مناقشة المناحي المختلفة في قوانين الطبيعة، ورؤية ما هو نهائي بصورة مغايرة وجديدة، وأن يتمتع بأحلام اليقظة، والحس الجمالي، وتفتح الحواس مع روح الفنان الممتلك لوسائل التعبير إلى جانب الشغف بالأشياء والأفكار.

وقد بيّن الغوثاني أنّه من طرق تعليم الأطفال التخيل والإبداع منحهم فرصة معالجة الأعمال التي تتطلب التصرف بشجاعة وابتكار بطريقتهم هم لا بطريقة الكبار، لأنّهم يتعاملون مع الأمور بخيالهم الجامح وبشجاعة فطرية يجب ألا نفقدهم إياها، بل ندعهم ليتعلموا بأنفسهم، فالخطأ الصغير والانحراف غير المنتظر ربما يقود إلى مبدأ جديد في الحياة. كما أنّ إتاحة الفرصة للطفل كي يتخذ قراره بجرأة وتصميم يطور ثقته بنفسه، ويكسبه الشجاعة التي تنقسم إلى نوعين: الأول شجاعة فطرية والثاني اندفاع الحواس للقاء المجهول وهذه بداية الإبداع.

ومن الجدير ذكره أنّ الدكتور راتب الغوثاني مفكر وناقد جمالي، وأستاذ علم الجمال في جامعة دمشق والمعهد العالي للفنون المسرحية. اُختير مؤخراً ليكون عميداً لكلية الفنون الجميلة في جامعة العلوم التطبيقية في عمان بعد أن كان رئيساً لقسم الغرافيك فيها. له عشرات الدراسات والمقالات الفنية، هو مشارك في الكثير من الندوات والمؤتمرات. ومن مؤلفاته: «جماليات الرؤية المعايشة الجمالية»، «تربية الحس الجمالي عند الطفل» والعديد من المؤلفات الأخرى.


اكتشف سورية

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق

هاجر:

رائععععععععععععععععععععععععععععععععععع جدا شكرا لكم

المغرب

mariem khoudairi:

ses extraordinire merci boucoup

maroc

mariem:

extraordinire

maroc