سعياً لتوثيق الحركة التشكيلية السورية المعاصرة استهل المركز الوطني للفنون البصرية في باكورة إصداراته بإطلاق مجلد أنيق من القطع الكبير يوثق الناقد التشكيلي الراحل طارق الشريف مساء الأحد 21 ايار في صالة المركز للمعارض.
ونقلاً عن وكالة «سانا» أكد مدير مركز الفنون البصرية الدكتور غياث الأخرس أن الشريف كان من النقاد المهمين والمراقبين الدؤوبين للفن التشكيلي السوري وأن ما ميزه عن أقرانه هو معرفته العميقة بالعمل الفني والمشروع الذي يقدمه الفنان ما أعطى كتاباته النقدية عمقاً وفهماً شاملاً للعمل المقدم إضافة إلى أنه كان مقرباً من الجميع في الفترة التي عاصرها الناقد الراحل.
وأشار الأخرس إلى ان هذا العمل التوثيقي يعد باكورة الأعمال في هذا المجال ليتبعها مشاريع مهمة توثق الحراك الثقافي السوري لما للتوثيق من أهمية علمية منهجية توضع في خدمة الأجيال القادمة إضافة للمشاريع الكثيرة التي يعمل عليها المركز في مجالات الموسيقا ومعارض الفن التشكيلي وورش العمل التخصصية والندوات التفاعلية، داعياُ الجميع ليكونوا شركاء في هذا المشروع المهم لأنه يصب في خدمة الوطن والحراك الثقافي الحضاري السوري.
زياد الشريف نجل الناقد الراحل قال: «تكريم طارق الشريف اليوم خطوة منتظرة منذ سنوات، وجاء الكتاب الذي أصدره المركز الوطني للفنون البصرية تتويجاً لهذه المناسبة حيث جمع بين طياته مقالات مختلفة لمجموعة من الفنانين والكتّاب ممن عاصروا الناقد "الشريف"، تم انتقاءها بدقة تحت إشراف الأستاذ غياث الأخرس، يمكن اعتبارها مرجعاً عن حياة الناقد في ظل ندرة الكتب والمراجع في مثل هكذا معلومات».
الناقد والتشكيلي غازي عانا قال لـ«اكتشف سورية»: «الشكر للمركز الوطني للفنون البصرية على تكريم الناقد طارق الشريف الذي يستحقه بكل جدارة، وبما أن «الشريف» معني بوزارة الثقافة بالمقام الأول في الشأن التشكيلي فيجب إيفاء هذه القامة حقها من التكريم والندوات التي تسلط الضوء على تجربته الطويلة في رئاسة تحرير مجلة الحياة التشكيلية التي تركت بصمتها في المشهد التشكيلي السوري والعربي وعكست واقع حال الفن التشكيلي عموماً على مدى ثلاثة عقود متلاحقة، إضافة لتسلمه إدارة مديرية الفنون الجميلة التي تعد بوابة عبور للفن التشكيلي وحلقة وصل ما بين وزارة الثقافة والهيئات المعنية صاحبة الشأن في الفنون التشكيلية، ولا ننسى العصر الذهبي للمعرض السنوي الذي كان له الفضل في إقامته على مدار ثلاثين عاماً والذي كان يُعد تظاهرة فنية يحلم جيل الفنانين الشباب المشاركة فيه لأهميته على الساحة التشكيلية في سورية».
التشكيلية عناية البخاري قالت في حديثها مع «اكتشف سورية»: تعود بنا إلى أيام الزمن الجميل: لم تكن تحلو جلسات الاصدقاء بين الفنانين إلا بحضور طارق الشريف حيث يدور النقاش ويحتدم أحياناً في شتى المجالات الثقافية، وهذا ما نفتقده اليوم.. كان مشجعاً ومسانداً لكل الفنانين، متفانياً في عمله، ساهم نقده في تنشيط الحركة التشكيلية السورية بعيداً عن المزاجية والإنتقائية.. طارق نفتقدك كثيراً.
طارق الشريف :
من مواليد دمشق عام 1935 خريج قسم الفلسفة في جامعة دمشق عام 1959 ترأس مركز أدهم إسماعيل للفنون التشكيلية بدمشق بين عامي 1963و1978 وعمل مديراً للمركز الثقافي العربي في أبو رمانة عام 1978 وعين مديراً للفنون الجميلة في وزارة الثقافة عام 1979 كما ترأس تحرير مجلة الحياة التشكيلية لدى انطلاقتها عام 1980 وهو عضو مؤسس نادي التصوير الضوئي وله في هذا الصدد عدة معارض.
للراحل الشريف أكثر من مؤلف منها: عشرون فناناً من سورية، والفنان بول سيزان، والفنان نعيم إسماعيل، وقصة في لوحات، والفنان فاتح المدرس، والفن التشكيلي المعاصر في سورية..
توفي في 12 شباط سنة 2013.
زين .ص الزين
اكتشف سورية