الرئيس الأسد يطلق احتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية

19 01

ثقافتنا معقد الأمل في هزيمة مشاريع التفتيت والتقسيم

أطلق السيد الرئيس بشار الأسد الافتتاح الرسمي لاحتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية 2008، وألقى كلمة أكد في مستهلها أن دمشق ليست مجرد مدينة تقع في قلب بلاد الشام بل لها معنى كبير وكلي حاضر في الوجدان العربي بوصفها مدينة الثراء الروحي ومنبعه ومبدعته.

وقال: أنى اتجهت في عاصمة الدنيا دمشق تعطرك برائحة الزمان الإنساني المنتشرة في كل مكان، فالدروب التي سار عليها بولص الرسول مورقة بالمحبة، وعلى القادمين إلى أرض الشام أن يخففوا الوطء فأديمها من أجساد شهداء خالدين مازالت أرواحهم تحوم في سماء أمتنا قناديل تضيء الدروب نحو الإبداع والتقدم والكرامة.

أضاف الرئيس الأسد: هنا أضرحة كبار الفلاسفة والكتاب والشعراء والفنانين من الفارابي إلى نزار قباني مضيفا:ً إن دمشق عاصمةً للثقافة العربية يعني أن تكون عاصمة للكرامة العربية، تمنحنا الإحساس القوي بالعزة القومية والإنسانية، إحساساً لا ينضب بالكرامة الوطنية. ولهذا فدمشق عاصمة ثقافة المقاومة بوصفها سمة أصيلة من سمات ثقافتنا العربية هي ثقافة الحرية والمقاومة والإبداع.

وأوضح الرئيس الأسد أن الثقافة العربية تقيم علاقة حب وانفتاح مع ثقافة الآخر ودمشق أنموذج في ذلك تفتح قلبها لمن يأتيها حاملا قلبه وتغلق أبوابها أمام من يأتيها حاملاً سيفه، وقال: نحن أبناء ثقافة واحدة في رحابها نعيش متساوين في الانتماء إليها عائشين فيها هويتنا الأعمق لأنها نمط وجودنا وقيمنا وأفكارنا وعقائدنا وإبداعنا الروحي.

وأضاف الرئيس الأسد: إن الثقافة العربية هي العروة الوثقى والرابطة التي توحد آمالنا وآلامنا، رسوخها وعمق جذورها هو عاصم الأمة من الانهيار أمام طوفان الأفكار الهدامة، والسد المنيع أمام ثقافة الهيمنة والقتل والتدمير، وهي معقد الأمل والثقة في هزيمة مشاريع التفتيت والتقسيم التي تستهدف شخصية الأمة قبل أن تستهدف حدودها مبينا أنه أنى اتجهت إلى مشرق الوطن العربي أو إلى مغربه ستجد أسلوب حياة مشتركة، تجد اللغة المشتركة والشعور بالانتماء الذي يظهر كل يوم في الغضب من كل ما ينال من هذا الوطن.


وألقى عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية كلمة أكد فيها أن دمشق سوف تحمل على عاتقها هذا العام باعتبارها عاصمة للثقافة العربية، مسؤولية قيادة العمل المشترك نحو بلورة حوار فاعل منتج بين الحضارات في زمن تتعرض فيه الثقافة العربية والإسلامية لتحد غير مسبوق في حدته وفيما يحتويه من تشويهات ومغالطات.

وأضاف موسى: إننا نتطلع إلى عاصمة ثقافتنا، إلى دمشق لننطلق تحت علمها في عامنا هذا نحو الآفاق الرحبة التي سيحملها إلينا المفكرون والمبدعون العرب فنبني أسس الحياة الكريمة الحرة التي تستحقها شعوبنا.

الدكتور المنجي بوسنينة المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ألقى كلمة بدأها بتحية دمشق والشعب السوري، وقال: السلام على الشعب السوري الأصيل، السلام على قاسيون والغوطة والجولان، السلام على الأهل فيها وعلى الجامع الأموي ورحابه والأصوات المنبعثة منه بالتسابيح والتلاوات العطرات. وأضاف: أحيي دمشق الحضارة والثقافة والإبداع في كل عصر وفي كل دولة، دمشق التي أنجبت السلسلة الذهبية من أعلام الأدباء والكتاب والشعراء من بدوي الجبل إلى سليمان العيسى ونزار قباني وشاكر مصطفى وهاني الراهب وشكيب الجابري وغيرهم..

وتمنى في ختام كلمته النجاح والتوفيق لدمشق في مناسبتها الهامة تلك، مؤكداً أنها ليست عاصمة الثقافة العربية فحسب، بل إنها قلعة الصمود والإباء والعنوان الأبرز للعروبة الأصيلة الواعية الشامخة.

ثم ألقت الدكتورة حنان قصاب حسن الأمين العام لاحتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية كلمة وجدانية شرحت فيها أهمية دمشق التاريخية. حيث جمعت هذه المدينة ثقافات العالم القديم وفتحت ساحاتها للقوافل ونشرت معارفها وأدواتها وحرفها حين أرسلت تجارها إلى بقاع الأرض. وأضافت: من دمشق الأموية انطلقت حضارة الأندلس تشع على الغرب شعراً وموسيقا وعلماً وفلسفة، في شارعها المستقيم عرف بولص طريق الهداية وفي زواياها انتشى ابن عربي بإشراقاته الصوفية.

وفي ختام كلمتها أكد قصاب حسن أن أبواب دمشق مفتوحة لضيوفها في هذه المناسبة، حيث ستقدم على مسارحها أفضل الفرق العالمية عروضها، وفي ندواتها سيتحدث أهم المفكرين في العالم. ولن ينقضي البرنامج الثقافي الموضوع مع انقضاء العام، بل سيحقق أهداف التنمية المستدامة عبر برامج التدريب والتأهيل المخصصة للشباب وفعاليات التوثيق وحفظ الذاكرة.

هذا وقد تضمن حفل الافتتاح الرسمي للاحتفالية الذي قدمته الفنانة منى واصف، فقرات فنية بدأت بأغنية بعنوان «الإنسان والحجر » أداء عاصم سكر ورشا رزق بمشاركة الكورال. ثم قدم الممثلون جمال سليمان وعباس النوري وكاريس بشار وأمل عرفة وسلافة معمار قراءات وأشعاراً عن دمشق ترافقت مع عرض لملامح مدينة دمشق على شاشة كبيرة في صدر صالة دار الأوبرا.

كما تم تقديم عرض بصري ثلاثي الأبعاد، ثم دخل كورال الأطفال من أبواب الصالة الرئيسية لدار الأوبرا وتجمعوا أمام المنصة الرئيسية لأداء نشيد (أطفال نلعب).

ثم قدمت الفرقة السيمفونية الوطنية السورية مجموعة من المؤلفات الموسيقية العربية والعالمية هي على التوالي: وليم تل ثم فيفالدي على القانون و تانغو على البزق ثم توزيع أوركسترا لأغنية «حياتي إنت» ثم العمل الأوبرالى كارمينا بورانا لكارل أورف.

‏واختتمت بنشيد بلاد العرب أوطاني وذلك بالاشتراك بين الأوركسترا وفرقة الكورال. ‏

وتلا حفل افتتاح الاحتفالية الرسمي عرض لإطلاق الألعاب النارية من على جبل قاسيون لينير ليل دمشق بألوان زاهية. وكانت احتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية 2008 أطلقت شعبياً في ساحة الأمويين بحضور حشود من المواطنين والضيوف حيث قدمت فقرات فنية ورقصات شعبية على وقع أغنيات تراثية من بلاد الشام وألعاب بهلوانية. ‏

كما جرى إطلاق المناطيد على مدى ساعة ونصف الساعة فوق ساحة الاحتفال فيما شهدت دمشق عروضاً للألعاب النارية ترافقت مع وقائع الحفل من ساحة الأمويين ومن على جبل قاسيون. ‏

وسيحفل برنامج الاحتفالية بالعديد من النشاطات المهمة على الصعيد الثقافي والفني ومنها العمل المسرحي صح النوم للمطربة اللبنانية فيروز وأوبرا كارمن ومهرجانات للسينما والمسرح والمعارض الفنية إضافة إلى العديد من الإصدارات الأدبية والتراثية والندوات المتخصصة.


الأمانة العامة لاحتفالية دمشق 2008

Share/Bookmark

صور الخبر

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق