رسالة من غسان مسعود بوصفه: «فنان، مثقف، مستقل».

06 نيسان 2011

دعوة إلى الحوار الهادئ، واستئناف حياتنا اليومية بما فيها من متعٍ صغيرة.

بعد أن آثر الابتعاد عما دار من سجالٍ مؤخراً في أوساط الفنانين السوريين، ومطالبة الجمهور لهم بموقفٍ واضح إزاء ما يجري من أحداثٍ في سورية اختار غسان مسعود منبر شام إف إم ليقول أمام ميكرفون هيام حموي، ما لم يقله الآخرون ويلفت النظر إلى مجموعةٍ من النقاط التي تصبّ في صلب ما يحدث في البلاد بوصفه: «فنان، مثقف، مستقل».

بدأ غسان مسعود حديثه بتقديم العزاء لكل أسر الشهداء الذين سقطوا مؤخراً على أرض الوطن: «في هذه الأزمة التي تعرض المواطن السوري بسببها إلى اعتداءٍ عنيف على نمط حياته اليومية، الأمر الذي يعتبر مقدساً في دول العالم المتقدم».

وبعيداً عن الحديث في نظريات المؤامرة قال مسعود: «إن أي مواطنٍ سوري تطلب منه الأمر بعض الوقت لكي يستفيق من الصدمة، ويبدأ باستيعاب ما يجري، ليبرز السؤال الأهم في هذه الفترة، من لديه المصلحة في إحراق البلد؟ هذا السؤال النابع عن العقل الواعي، والذي لا يبدو بعيداً أيضاً عن العاطفة، فثمة فرق شاسع بين ما يجري، والرغبة الحقيقية في الإصلاح أو التغيير».

وأشار غسان مسعود إلى أن الأزمة التي تمر بها سورية تضع الإعلام السوري والقائمين عليه أمام حقيقةٍ مفادها أننا نخوض معركة شرسة: «الإعلام هو سلاحها الأبرز أي سلاحٍ آخر، هذا السلاح الذي استخدمه الآخرون بكثافة ليكون جزءً من الحرب النفسية الضاغطة على السوريين، الأمر الذي حرمهم النوم لأيامٍ طويلة بسبب كثرة الشائعات، وإذا بقي إعلامنا على حاله بعد هذه الأزمة فهذا يعني أننا سنواجه كارثةً حقيقية».

كما لفت إلى ضرورة تنمية علاقاتنا مع أبنائنا في المغترب، وناشد سفاراتنا السورية في كل دول العالم أن تقوم بجهدٍ حقيقي في مجال التواصل بشكلٍ أفضل مع المغتربين السوريين، لأنهم: «رصيدٌ فعلي لسورية في الأزمات، وإذا نجحنا في طريقة ربط المغترب بالوطن يمكن أن نكوّن صورةً أفضل لوطننا، خاصّةً أن الكثير من البلدان الفقيرة في العالم تستفيد من حالة الاغتراب التي يعيشها أبناؤها في الخارج».

وفي خضم الأزمة التي تعيشها البلاد توجهت أنظار مسعود إلى العاملين السوريين في لبنان الذين وقع عليهم ظلم كبير منذ اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، وعبرّ عن ذلك بقوله: «لا أقبل على الإطلاق أن تقع دماء سورية على أي أرض دون أن يحاسب المتسببون بذلك، ودون أن يسعى المسؤولون السوريون لضمان حقوقهم، خاصةً أن هؤلاء العمّال يسعون وراء لقمة عيشهم، وفي ذات الوقت متمسكون بانتمائهم الوطني بطريقةٍ تدعو للإعجاب»، في إشارةٍ إلى ما تعرض له العمال السوريون في لبنان مؤخراً من اعتداءات بسبب خروجهم في مظاهراتٍ مؤيدة لسورية والسيد الرئيس أمام مقر السفارة السورية ببيروت: «حيث تركوا عملهم وتوجهوا إلى السفارة لنصرة وطنهم ورئيسهم، ودفعوا من دمائهم لقاء ذلك الموقف المشرف، ومنهم من تعرّض للاختطاف»، داعياً الجهات المختصة إلى ضرورة الاهتمام بهم، والتكفل بنفقات علاجهم.

وحول موقفه مما حدث ويحدث في العالم العربي من ثورات، قال غسان مسعود:«قد يستغرب الناس موقفي من هذه الثورات، فأنا لا يمكنني أن أتعامل مع ما يحصل في المنطقة العربية بحسن نيّة - لجهة أن هذه الثورات أفلاطونية في طريقتها، وتوجهاتها- فمن حيث المبدأ حينما تتحرك الشعوب يجب أن ننحني أمام إرادتها، وفي البلدان الديمقراطية يقال إن الشعوب حينما تختار تكون مسئولة عن خيارها، ولكن إذا كانت هذه الشعوب يتم تحريكها عبر الإنترنت، فهذا يعني أن محركها مبني للمجهول، مما يقود الملايين المنساقة وراء هذه الثورات إلى المجهول»، ويستدرك مسعود قائلاً:«هذا إن لم تفرز هذه الشعوب قيادات لها من الوعي والتجربة ما يخوّلها أن تعرف إلى أين ستقود شعوبها؟، فالشعوب من غير بوصلة لا يمكن لها أن تعرف إلى أين ستتجه؟»، وأضاف:«ربما بدأ يتكشف شيئاً فشيئاً أن تلك الثورات ليست عفوية، وأن ما حدث في تونس ومصر، وما يجري في اليمن وليبيا، والعديد من البلدان العربية، ينتمي إلى العمل الاستخباراتي القذر، الذي تنساق وراءه الشعوب تحت عناوين برّاقة كالتغيير الديمقراطي، والذهاب باتجاه المجتمع المدني، وكل تلك العناوين نقدّسها ونحترمها، ولكنّها ليست إلا مجرد مسميات شكلية تقود الشعوب نحو المجهول من حيث المضمون».

وعما قصده بالبوصلة التي يمكن أن تحدد اتجاه الشعوب أوضح مسعود:«أعني بذلك الأحزاب بما لها من أجندات على المستوى السياسي، أما على المستوى الاجتماعي فهناك رجال الدين على سبيل المثال الذي برز دورهم على نحوٍ كبير في الأزمة التي تمر بها سورية، بما يتمتعون به من مصداقيةٍ أخلاقية كبيرة، ثم يأتي دور المثقف والفنان».

ولكن غسان مسعود له رأيه الخاص فيما يتعلق بدور الفنان في المجتمع، وعبّر عنه بالقول: «في الفن يجب أن ننتبه إلى مسألة بغاية الأهمية تم الخلط فيها كثيراً خلال الأيام الماضية، فالفنان يأخذ شرعيته من الناس، وعندما يتبنون خياراً ما يتوجب على الفنان اللحاق بهم، وهذا يصحح فكرةً خاطئة تقول بأن الفنان هو أحد قادة الرأي، في حين أنه ينبغي أن يمشي وراء الناس الذين حددوا خياراتهم بناءً على تأثير النخب والأحزاب السياسية بما لها من أجندات، وخلفيات».

ويبقى الشعار الأبرز بالنسبة لغسان مسعود كـ«فنان، مثقف، مستقل»: «الوطن، والوحدة الوطنية، التي تسقط أمامها كل الشعارات البرّاقة في الكون، خاصة حينما يمكن أن تهدد نسيج العيش المشترك للسوريين، فلا ينبغي لأي مواطن سوري أن ينتصر للإصلاح بالعنف»، مؤكداً ترحيبه بالـ«الإصلاح الهادئ، والمدني».


محمد الأزن - دمشق

اكتشف سورية

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

اسمك

الدولة

التعليق

NADA ZAIM:

Je vous admire !!et je vous admire encore plus après avoir lu votre commentaire.....k
vous n'êtes pas seulement un grand acteur mais vous êtes encore une personne rationnelle.
chaque fois que mes enfants voient le film de salah al dine ,j'éprouve un sentiment de fierté premièrement pour la grande personnalité héroïne de notre salah al dine et deuxièmement pour votre personnalité en tant que' acteur qui a réussie à concrétiser parfaitement le rôle de notre héros salah aldine
mes enfants vous adorent
chapeau ghassan

CANADA