أنا السوري تقيم مسيراً إنسانياً في ريف إدلب

28 آذار 2011

بمشاركة ما يقارب من 200 شاباً وشابة جاؤوا من عدد من المحافظات السورية، أقامت الجمعية السورية للاستكشاف والتوثيق – أنا السوري مسير «خط النار» وذلك يوم الجمعة حيث شهد المسير أيضا مشاركة 15 مشتركاً من عدد من الدول الأجنبية الذين أحبوا الاطلاع على الريف السوري والمناطق الأثرية السورية.

وقد جرى المسير في منطقة ريف محافظة إدلب وتحديداً بين مدينتي «البارة» و«سرجيلا» الأثريتين ضمن طبيعة سهلية شبه بركانية واسعة ومنبسطة خصبة خضراء ولمسافة 10 كم. وقد خصص من جزء من الريع الوارد من هذا المسير لمساعدة مبادرة «ررح الإنسانية».


من مسير فريق أنا سوري في ريف محافظة إدلب

ووفقاً لكلام مسؤول النشاطات في الجمعية السورية الشاب «خالد نويلاتي» فإن أهداف المسير هذه المرة كان التعرف على ما يدعى «المدن الميتة» حيث يتحدث عن هذه المدن أكثر بالقول: «قررنا هذه المرة زيارة منطقة الأثار البيزنطية الشهيرة في سورية والتي تعرف باسم «المدن الميتة» والبعض ما زال يدعوها باسم المدن المنسية رغم خطأ ذاك المصطلح، والتي تملك عمارة سورية مميزة خصوصاً وأنها تعبر عن فن العمارة الكلاسيكية اليونانية والرومانية ما يجعلها مزاراً سياحياً مميزاً في المنطقة».

ويضيف بأن ما يميز معالم تلك المنطقة أنها تملك مجموعة من المعطيات الأثرية المهمة التي يقول عنها: «أطلقنا على هذا المسير اسم مسير خط النار لوصف المنطقة التي كانت تقع على حدود الإمبراطوريتين البيزنطية والفارسية في مرحلة ما قبل الفتح الإسلامي. هذه المنطقة قد جرى هجرها من قبل سكانها بسبب الحروب التي كانت تحصل بين الإمبراطوريتين العظميتين آنذاك ما جعل هذه المدن مدنا ميتة لا حياة فيها. وتملك هذه المدن أسلوب زخرفة داخلية لا مثيل له في العالم مثل السجادات الرائعة من الفسيفساء التي تعكس مرحلة من مراحل تطور فن الفسيفساء من الأسلوب الكلاسيكي بجماله الجسدي واعتماده على الأساطير الوثنية وإلى الأسلوب الديني والمسيحي ببساطته واهتمامه بالجمال الروحي واعتماده على الرموز الروحية والزخرفة النباتية والحيوانية ما شكل مرحلة في الانتقال إلى فن الفسيفساء الإسلامي».

وقد بدأ المسير من بحيرة «بليون» في تمام الساعة السابعة صباحاً حيث انقسم المشاركون إلى أربع فرق سارت كل واحدة منها بخط سير مختلف للتعرف على المنطقة بأكبر قدر ممكن، حيث وصل الجميع إلى نقطة التجمع الأولى «صخرة الأسد الأثرية» ثم سار المشاركون بشكل فريق واحد خلال مناطق: مردحون الأثري الصخري، خربة بتريسا الأثرية وصولاً إلى قرية بعودة الأثرية , ليتم نقل جميع المشاركين بالحافلات إلى مدينة سرجيلا البيزنطية. يقول الشاب خالد: «لابد لنا أن نشكر جميع المشاركين الذين جاؤوا من عدد من المحافظات السورية للمشاركة معنا في هذا المسير وبالأخص مشاركي محافظة حلب. كان هدف هذا المسير هو توفير مبلغ لصالح مجموعة روح الخيرية لأجل تقديمه لأحد المرضى المحتاجين حيث تمكنا من تحصيل مبلغ 40 ألف ليرة من المشتركين والتبرع من صندوق الجمعية بمبلغ 20 ألف لصالح مشاريع هذه المجموعة المتميزة. أود أن أقول بأن هذه هي التجربة الأولى التي نقوم بها في التبرع بريع الجمعية لإحدى المجموعات التي تعمل في المجال الإنساني حيث اخترنا مجموعة روح لأننا على معرفة ودراية بها وبنشاطاتها منذ فترة، وبالتالي أحببنا التواصل معها ودعمها خصوصاً وأنها معروفة في حلب إنما هي ليست كذلك في مدينة دمشق ما دعانا إلى العمل معهم للترويج لها بين المشاركين القادمين من عدد من المناطق السورية المختلفة».


من مسير فريق أنا سوري في ريف محافظة إدلب

ويضيف بأن التجربة بالإجمال كانت نجاحة للغاية إنما شابها بعض الأخطاء الصغيرة التي يقول عنها أكثر: «بما أن هذه التجربة تتم لمرة الأولى معنا، فقد حدثت بعض الأخطاء التي نود تداركها في المستقبل؛ منها أن المشاركين الذين جاؤوا من مدينة دمشق كانوا على دراية كبيرة بنوع النشاط وصعوبته وخط المسير وكل المعلومات اللازمة الأخرى، في حين لم يكن مشاركو حلب ممتلكين لهذه المعلومات وبالتالي سنعمل على تلافي هذه الموضوع مستقبلاً. أما الخطأ الأخير فهو عملية الحساب السريعة للريع حيث طلب منا في المطعم أن نقدم الريع للمجموعة، إنما كنا نتمنى لو كان بإمكاننا العودة إلى دمشق والقيام بالحسابات هناك وتحديد المبلغ بشكل أدق وأفضل. ما سبق لا يمنع أن التجربة كانت مميزة وبأننا سنعمل على تكرارها في المستقبل القريب مع مجموعة روح. قد نقوم بتجارب أخرى مع جمعيات ثانية ولكن نريد العمل هذه الفترة مع مجموعة روح لأننا أحسسنا أن هذه المجموعة بحاجة إلى الدعم ولكوننا نعرف أفرادها على الصعيد الشخصي».

ويختم بالقول بأن الجمعية تخطط حالياً لمسير جديد سيكون في محافظة دمشق حيث ستعمل على رفع أكبر علم سوري فيها بمناسبة عيد الجلاء ضمن تقليداً اعتادت على القيام به منذ تأسيسها وحتى اليوم. وسيكون المسير في الخامس عشر من شهر نيسان القادم.

يذكر بأن الجمعية السورية للاستكشاف والتوثيق تأسست في عام 2008، بترخيص صادر عن وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل حيث تقوم سنوياً بمسيرات بمعدل مسير كل شهر، إضافة إلى مبيتين شتويين الأول في أول السنة والثاني في آخرها والمخيم الصيفي كما شارك المئات في النشاطات التي قامت بها الجمعية منذ تأسيسها وحتى يومنا هذا.


أحمد بيطار - حلب

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

من مسير فريق أنا سوري في ريف محافظة إدلب

من مسير فريق أنا سوري في ريف محافظة إدلب

من مسير فريق أنا سوري في ريف محافظة إدلب

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق