أنا السوري تقيم مخيمها الصيفي قرب قلعة جعبر

07 أيلول 2011

في أول نشاط لها منذ فترة

في رحاب الطبيعة السورية الجميلة، أقامت «الجمعية السورية للاستكشاف والتوثيق – أنا السوري» مخميها السنوي وذلك على ضفاف بحيرة سد الفرات قرب قلعة جعبر خلال الأيام الأولى من شهر أيلول الحالي 2011. ويأتي هذا النشاط وفق رغبة الجمعية في استعادة رونق نشاطاتها والعودة بعد توقف دام عدة أشهر.

شارك في المخيم الذي دام أربعة أيام 13 متطوعاً منهم تسعة شبان وأربع فتيات من محافظتي حلب ودمشق.

وفي تصريح لـ «اكتشف سورية» يقول خالد نويلاتي مسؤول النشاطات في الجمعية عن هذا المخيم: «اخترنا هذا النشاط لعدد من الأسباب منها زيارة منطقة الفرات وتحديداً بحيرة سد الفرات العظيم والتعرف عليها عن كثب، والمبادرة لكسر الجمود الذي عانت منه نشاطات الجمعية خلال الأشهر الستة الماضية وتشجيع باقي المتطوعين لاستعادة الثقة بقدرة الجمعية على معاودة عملها في الطبيعة، واستكمال خطة عمل الجمعية بشأن التشجيع على السياحة الداخلية».


من أجواء المخيم الصيفي للجمعية السورية للاستكشاف والتوثيق - أنا السوري قرب قلعة جعبر

ويضيف السيد نويلاتي: «تجمعنا في مقر الجمعية مساء أول أيام العيد حيث قمنا بتجهيز معداتنا وحقائبنا. غاردنا بعدها إلى محطة الحافلات في حرستا انطلاقاً إلى مدينة الطبقة (الثورة). وفي صباح ثاني أيام العيد وصلنا إلى مدينة الطبقة حيث التقينا بأحد الأصدقاء المقربين وهو المشرف على قلعة جعبر الصديق عبدالله السمير. استرحنا لديه لمدة ساعة ونصف تقريباً ومن ثم ركبنا أحد القوارب مع عتادنا، وتم نقلنا إلى أحد الشواطئ المليئة بأشجار الكينا والصنوبر المطلة على البحيرة. من هناك، بدأنا العمل على إنشاء مخيمنا الصغير حيث انقسمنا إلى عدة فرق صغيرة لكل منها عمل معين. وخلال ساعتين، انتهينا من المخيم وبدأنا ننسجم مع أجواء المكان. وبعد وجبة الغداء (سمك فراتي مشوي)، ذهب قسم منا إلى السباحة والاستحمام في حين انهمك القسم الآخر بالتحطيب لتأمين الحطب لسهرة النار والحراسة الليلية على اعتبار أننا علمنا أن المنطقة مليئة بالحيوانات البرية التي قد تزعجنا ليلاً».

إحدى المشاركات في المخيم

صباح اليوم الثاني، غادر معظم مشاركي المخيم في جولة استكشافية تجاه محمية الفرات والسد للتعرف عليهما وأخذ بعض المعلومات التوثيقية عنها، في نفس الوقت الذي كان فيه باقي الفريق يقوم بتحضير وجبة الغداء. وحال عودة باقي المجموعة جرى في المساء القيام بمسير ليلي على ضفة الفرات لمدة أربع ساعات لأجل التعرف على الحياة الليلية في تلك المنطقة. يضيف الشاب خالد: «تضمن اليوم الثالث مسيراً نهارياً إلى قلعة جعبر. وقد تفاجأ الجميع بوجود وفد من السياح الأجانب عند القلعة بهدف زيارتها والتعرف عليها. كان لهذا المشهد أثر كبير في نفوس جميع المشاركين، وللعلم فإن هذا الوفد السياحي لم يكن الوحيد في تلك المنطقة فعند عودتنا وفي منطقة الطبقة رأينا سائحتين من اليابان وحدهما في طريق عودتهما إلى دمشق بعد جولة سياحة قامتا بها إلى منطقة الفرات».

في اليوم الرابع قامت المجموعة بجولة نهرية في بحيرة الأسد بواسطة القارب ومن ثم زيارة جزيرة النمل - كما يسميها أهل المنطقة – حيث كان الهدف من الزيارة التمتع بمنظر غروب الشمس من على أطلال برجها الأثري التابع لقلعة جعبر.

من أجواء المخيم الصيفي للجمعية السورية للاستكشاف والتوثيق - أنا السوري قرب قلعة جعبر

أما اليوم الأخير من هذا المخيم فقد شهد التجمع والتجهز للمغادرة حيث بدأ العمل على تفكيك المخيم وتوضيب العتاد منذ الصباح الباكر، يضيف خالد: «عانينا من بعض المشاكل بخصوص الحجز في حافلة العودة إلى دمشق. إلا أن الجانب الإيجابي كان يكمن في عدم وجود أي مشاكل أمنية تذكر على الإطلاق. في النهاية تركنا خلفنا ذكريات لا تنسى أبداً وخصوصاً في تلك المنطقة المميزة حيث كانت زيارتنا إلى نهر الفرات زيارة رائعة أكملت الصورة البهية لوطننا الغالي سورية تلك البلاد التي صدق من قال عنها بأنها فسيفساء في تنوعها الطبيعي والتاريخي والجغرافي».

من أجواء المخيم

وقال خالد بأن المنطقة من الناحية الجغرافية كانت رائعة للغاية حيث أجمع كل من زارها بأنها جنة من الجنان حيث تحتوي المنطقة على عدد كبير جداً من الحيوانات البرية مثل الغزلان والضباع والأرانب البرية وتتميز بحماية الدولة لها والعناية بها، وأضاف: «تمثل قلعة جعبر معلماً أثرياً في غاية من الأهمية من حيث التاريخ، فهي قلعة عربية شيدت قبل الفتح الإسلامي بحوالي خمسين عاماً. ومن المهم الحديث أيضاً عن جزيرة النمل، تلك التلة الجبلية الموجودة قبل إنشاء البحيرة، وبعد أن تم غمرها بمياه السد بقيت قمتها عائمة في وسط البحيرة بشكل مميز، وتقدر مساحتها تقريباً بما يعادل مساحة جزيرة أرواد في طرطوس، وتحتوي الجزيرة على برج مراقبة أثري تابع لقلعة جعبر بحاجة إلى ترميم بأسرع وقت ممكن فهو مهدد بالانهيار في أي وقت».

ويختم خالد نويلاتي حديثه بالقول أن الجمعية ــ ومع إطلاقها هذا النشاط ــ عادت إلى نشاطاتها المعتادة: «نتمنى من جميع المسؤولين والفعاليات الثقافية والإعلامية والاقتصادية وكل المتطوعين في الجمعية دعمنا في النشاطات اللاحقة فنحن قمنا بخطوة جريئة لإعادة الحياة لهذه الجمعية ونأمل في استمرار دعمكم لنا في المستقبل لخدمة هذا المشروع الشبابي الرائد الوطني بشكل صرف».

أما المسير القادم للجمعية فسيكون في الثالث والعشرين من شهر أيلول الحالي في منطقة وادي النضارة من منطقة مرمريتا وصولاً إلى منطقة كفرون سعادة.

من أجواء المخيم الصيفي للجمعية السورية للاستكشاف والتوثيق - أنا السوري قرب قلعة جعبر

يذكر بأن الجمعية السورية للاستكشاف والتوثيق تأسست رسمياً في 7 كانون الثاني من عام 2008، بترخيص رقم 133 صادر عن وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، وقد تمت الموافقة أيضاً على أن تكون نشاطات الجمعية شاملة لكافة الأراضي السورية، ويتألف مجلس الجمعية من كل من الدكتور باسل حكيم كرئيس لمجلس الإدارة، نائب الرئيس المهندس رضوان نويلاتي، أمين سر الجمعية وقائد نشاطاتها خالد نويلاتي. كما أن الجمعية تقوم سنوياً بمسيرات بمعدل مسير كل شهر، إضافة إلى مبيتين شتويين الأول في أول السنة والثاني في آخرها، بالإضافة إلى المخيم الصيفي. من أشهر مكتشفات الجمعية العام الماضي 2009 مغارة سؤادا في محافظة السويداء والتي تعتبر من أكبر المغر الموجودة في سورية.


أحمد بيطار - حلب

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

من أجواء المخيم الصيفي للجمعية السورية للاستكشاف والتوثيق - أنا السوري قرب قلعة جعبر

من أجواء المخيم الصيفي للجمعية السورية للاستكشاف والتوثيق - أنا السوري قرب قلعة جعبر

من أجواء المخيم الصيفي للجمعية السورية للاستكشاف والتوثيق - أنا السوري قرب قلعة جعبر

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق

خالد نويلاتي:

ألف شكر لإدارة موقع أكتشف سوريا وللصحفي أحمد بيطار على مواكبته لنشاطات الجمعية بشكل دائم
مسيرنا القادم لدعم السياحة الداخلية في بلدنا الغالي سوريا بتاريخ 23 / أيلول / 2011
للاستعلام 0112752900

سوريا