الجمعية السورية للاستكشاف تقوم بمسير بمنطقة وادي النضارة

02 تشرين الأول 2011

بعد عدة أشهر من التوقف الاضطراري، استعادت «الجمعية السورية للاستكشاف والتوثيق – أنا السوري» نشاطاتها مع المسير الذي قامت بها في الثالث والعشرين من شهر أيلول الحالي في محافظة حمص وتحديداً منطقة «وادي النضارة». وقد شارك في النشاط – الخامس للجمعية هذا العام – خمسون مشتركاً جاؤوا من ثلاثة محافظات سورية هي كل من دمشق وحلب واللاذقية.


من أجواء مسير وادي النضارة

وقد شمل المسيرة مناطق «مرمريتا» و«كفرون سعادة» حيث كان الهدف منه زيارة منطقة «وادي النضارة» والتعرف على طبيعتها الحراجية المميزة والتجول في قراها، إضافةً إلى استكمال عملية كسر الجمود الذي عانت منه نشاطات الجمعية خلال الأشهر الستة الماضية ،وتشجيع باقي المتطوعين لاستعادة ثقة الجميع بقدرة الجمعية على معاودة عملها ضمن الطبيعة تحت أي ظرف كان. أما الهدف الثالث فقد كان استكمال خطة عمل الجمعية بشأن التشجيع على السياحة الداخلية وخصوصاً للمناطق الغير مدرجة ضمن دائرة الإعلام والخدمات السياحية.

من أجواء مسير الجمعية السورية للاستكشاف
بمنطقة وادي النضارة

ولمعرفة المزيد عن هذا المسير، يقول لنا خالد نويلاتي قائد نشاطات الجمعية وأحد المسؤولين عن تنظيم وإعداد هذا المسير: «انطلقنا من المقولة التي تقول بأن "الشجاعة بأن تقوم بما هو حق حتى لو كنت خائف .... أما الحق فهو كل ما تقوم به بشجاعة" حيث قررنا أن نتابع نشاطات الجمعية بعد فترة توقف اضطرارية بسبب الظروف التي عانت منها البلاد. ربما كان أهم هدف استطعنا تحقيقه هو استعادة ثقة المشاركين في عودة النشاطات للجمعية بشكل جدي كما أعتاد عليها كل من شارك سابقاً تحت اسم الجمعية، حيث تعمل الجمعية السورية للاستكشاف والتوثيق في العادة على تنفيذ نشاطات في عمق الطبيعة والقيام باستكشاف هذه المناطق بكل معنى الكلمة. وأود هنا أن أقول بأنه رغم كل قساوة النشاط بطبيعته، إلا أن كل المشاركين كانوا يشعرون بالسعادة البالغة مع الإصرار على متابعة النشاط حتى النهاية».

بداية النشاط كانت - كما يقول الشاب «خالد» مع انطلاق الحافلة في تمام الساعة الثالثة صباحاً من يوم الجمعة باتجاه محافظة حمص وتحديداً مدينة «مرمريتا»، وهناك تم الالتقاء مع المجموعات القادمة من محافظتي حلب واللاذقية. بعدها جرى توزيع العتاد على جميع المشاركين وشرح المسير وطبيعة الأرض. في الساعة الثامنة صباحا، انطلق المشاركون سيرا على الأقدام حيث كان الهدف الأول الوصول إلى قرية «حب نمرة» والتي تبعد عن «مرمريتا» مسافة 1,5 كم حيث يضيف الشاب «خالد»: «كان الهدف من الوصول إلى تلك القرية التعرف على القلعة الأثرية المتواجدة فيها، إلا أننا لم نستطع الوصول إليها، إنما حالما وصلنا إلى تلك القرية انتقل مسيرنا من الإسفلت إلى داخل البساتين المزروعة بالزيتون وهناك تناولنا وجبة الإفطار. بعدها اتجهنا إلى الهدف الثاني في مسيرنا وهو قرية الأشرفية القابعة على تلة خضراء حيث استقبلنا الأهالي هنا في منطقة تدعى «أرض البيدر» وهي مكان تجميع محصول القمح وقريبة من أحد المزارات الدينية. ولقد التقينا مختار القرية وتعرف علينا وعلى نشاطنا حيث كان في غاية السرور عندما علم بأننا قصدنا القرية للتعرف عليها خصوصا مع ندرة زيارة الغرباء للقرية في العادة».

من أجواء مسير الجمعية السورية للاستكشاف
بمنطقة وادي النضارة

ويضيف بأنه وأثناء تواجد الفريق في القرية، هطلت عليهم الأمطار الخفيفة ما دفعهم إلى الإسراع في المسير محاولة الوصول إلى الهدف الثالث وهو قرية «نبع كركر» والتي قال عنها بأنها كانت من أصعب المراحل على اعتبار أن المجموعة دخلت ضمن أحراش شوكية كثيرة حيث اضطر فريق الطوارئ على أثرها التدخل ومحاولة شق الطريق بين الشجيرات حيث يضيف الشاب «خالد» بأن فريق الطوارئ قام بعمل كبير لمساعدة باقي أفراد المجموعة دون إحداث أي إصابات أو جروح.

ويضيف بأن منطقة «قرية كركر» تعتبر واحدة من المناطق الجميلة في الوادي حيث بدأت المجموعة تسير في طريق يحوي أشجار وأعشاب برية نادرة مع اختفاء كل الأصوات إلا صوت الطبيعة الصامت. هذا الصمت والجمال دفع بكل أفراد المجموعة إلى متابعة المسير بصمت حتى وصولهم إلى منطقة كفرون بدرة والتي كانت نقطة النهاية.

من أجواء مسير الجمعية السورية للاستكشاف
بمنطقة وادي النضارة

«كانت القرى التي صادفناها في مسيرنا قرى ريفية هادئة، وأهلها ذوي كرم ضيافة كبير مع الابتسامات المرسومة على الشفاه حيث استقبلونا برحابة صدر ووجه بشوش. بعد وصولنا إلى خط النهاية، قام المشتركون بالتجمع وركوب الحافلة والتوجه إلى نبع «شير العوجا» لتناول وجبة الغداء التي قام الكادر التنظيمي بتحضيريها في المقصف الذي يطل على نهر يبلغ عرضه بين 4 و 5 امتار ورغم أننا في نهاية فصل الصيف إلا أن النهر كان غزيراً».

ويتابع بأن جمال المنطقة كان يفوق الوصف حيث تعتبر المنطقة من المناطق الغنية بالحياة البرية مع وجود أشجا الغار والقطلب فيها إضافة إلى النباتات المتنوعة مثل الخرشوف البري. أما عن الحيوانات فيقول بأن المجموعة لاحظت وجود طيور جارحة تحلق في السماء مع وجود بقايا فضلات الخنزير البري على الأرض وأشواك حيوان "النيس" مع الكثير من السلاحف.

أما عن السلبيات التي شهدتها المجموعة فكانت تتمثل في الزحف العمراني الكبير الذي هاجم الأحراش وقضى عليها مضيفا بأنه في مقارنة في الزيارة التي قام بها الفريق في عام 1993 فإنه لاحظ العدد الكبير من المباني التي التهمت المناطق البرية والمساحات الخضراء.


أحمد بيطار- حلب

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

من أجواء مسير الجمعية السورية للاستكشاف بمنطقة وادي النضارة

من أجواء مسير الجمعية السورية للاستكشاف بمنطقة وادي النضارة

من أجواء مسير الجمعية السورية للاستكشاف بمنطقة وادي النضارة

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق