التشكيلي سمير قريطبي في صالة الأسد بحلب

12 شباط 2011

اختار «سمير قرطيبي» أن يجعل المدن الأثرية مواضيع لوحاته فكرس نفسه نصيراً للآثار وبقايا المدن المنسية، هذا الأمر تجلى في المعرض الذي أقامه في مدينة حلب في صالة الأسد للفنون الجميلة خلال الفترة من السابع وحتى الرابع عشر من شهر شباط2011. ما يقارب الثلاثين لوحة كانت موجودة لتقدم أماكن ومعابد ومواقع أثرية في سورية.

وفي تصريح لـ «اكتشف سورية» يقول قريطبي عن مسيرته الفنية: «أنا في الأصل من محافظة إدلب وأقيم فيها. بداية تجربتي الفنية كانت في رسم البورتريه والطبيعة الصامتة حيث كنت أؤمن منذ ذاك الزمن بالمدرسة الواقعية من جهة، ومن جهة أخرى إيماني بفكرة بأن على كل فنان أنا يكون له مدرسة خاصة ورسالة خاصة لإيصالها إلى العالم، و رسالتي هي إيصال المواقع الأثرية الموجودة في سورية إلى العالم. نحن نعلم أن سورية تملك ما يقارب 30% من آثار العالم، في حين تملك محافظة إدلب لوحدها 40% من الآثار السورية موزعة بمنحيين. المنحى الأول هو التلال الأثرية والتي تملك منها 530 تلاً أثرياً منها إيبلا التي تم العثور فيها على 14 ألف رقيم. أما المنحى الثاني فيدعى الكتلة الكلسية والتي فيها 800/موقع أشهرها سرجيلا، وكنيسة اللوزة وغيرها. جميع الآثار تقريباً ترجع إلى القرون الثاني والثالث الميلادي وصولاً إلى الخامس. كما أن لكل موقع من هذه المواقع الأثرية أسلوب خاص من المدافن والكنائس وبناء البيوت والتي كانت في تلك الفترة مؤلفة من طابقين أو ثلاثة مبنية من الحجر».


من أعمال سمير قريطبي

ويضيف «قريطبي»: «أنا مناصر للمدن المنسية، وما دفعني للتخصص برسمها هو حبي لها. أنا أدعوها المدن الحاضرة في الذاكرة. سبب تسميتها بالمدن المنسية هو محاولة الغرب إطفاء تاريخنا. تحوي هذه المدن حضارة كبيرة ومنها انطلقت أقدم أبجدية بشرية. نحن لسنا منسيين، ونحن أهل الحضارة والتاريخ. أتمنى أن تكون أعمالي هذه سفيرة إلى خارج سورية تقدم ما لدينا من حضارة موثقة بالألوان الزيتية. حاولت من خلال أعمالي طبيعة الأرض والمدينة الخضراء، وعدلت اللون ليصبح مشتقا من الألوان الترابية لكي يجعل من اللوحة قديمة وكأنها تعود إلى تلك الفترة بحيث لا تشبه الصورة الفوتوغرافية».

وعن الفرق بين اللوحات التي يرسمها عن الطبيعة الصامتة والتقاط الصور الضوئية يقول: «هناك الكثير من الفرق بين الصور الضوئية واللوحات الزيتية. الصورة الضوئية تلتقط في لحظات، أما اللوحات فتستغرق فترة طويلة لكي تنتهي. كما أننا نرى الكثير من اللوحات التي تبيع بمبالغ كبيرة في حين لا تباع الصور الضوئية بمثل هذه المبالغ. أما العامل الأهم فهو أن العمل الزيتي يميل إلى الخلود أكثر، كما أن الفنان يضع من داخله في اللوحات. على سبيل المثال، أنا أرسم مدافن تدمر بألوان خرجت من داخلي تجعل المشاهد يبحر في اللوحة، وهذا ما يميزها عن الصور الضوئية».

ويتابع بأن قدم 30 لوحة من أصل100 لوحة رسمها عن الأماكن الأثرية في سورية : «على اعتبار أنني أقيم المعرض في مدينة حلب، فقد قمت باختيار اللوحات على أن تكون لوحات آثار مدينة إدلب تشكل النصف، في حين تشكل آثار باقي المدن السورية النصف الآخر. كما أن المعرض يحوي ملامح أثرية لمدينة انطاكية سبب رسمي لها هو التقارب السوري التركي ومناسبة وضع حجر الأساس لسد الصداقة مع تركيا».


من أعمال
سمير قرطيبي

أما عن رأيه في الحركة التشكيلية في سورية بشكل عام وحلب وإدلب بشكل خاص يقول: «أنا مطلع على الحركة الفنية التشكيلية في سورية بشكل كبير. نلاحظ فيها تواجد مدارس متعددة للفن التشكيلي تتدرج من التجريدي إلى التعبيري إلى غيرها من المدارس».

يذكر أن سمير قريطبي هو من مواليد مدينة إدلب عام 1954، عمل على توثيق المواقع الأثرية في محافظة إدلب وسورية. شارك في العديد من المعارض بدءاً من العام 1971. و يلقب بموثق آثار إدلب.


أحمد بيطار- حلب

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

من معرض سمير قرطيبي

من معرض سمير قرطيبي

من معرض سمير قرطيبي

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق