جوقة قوس قزح في المركز الثقافي الروسي

26 05

بريمو: الموسيقى منتج إبداعي حضاري معد للجميع

«دأبنا هو أن يفهمنا الآخر ويحبنا، يرانا في حلة يستحسنها، ودأبهم أن نفهمهم ونحبهم، فيلبسون حلة نستحسنها. الموسيقى أوسع نافذة تطل منها الشعوب بعضها على بعض، تتجاوز اللغة وكل الانتماءات لتبلغ حد انتماء الجميع إلى مرجعية اللحن ومصفوفاته، وتتسع تلك النافذة حتى تبدو بلا إطار».
إنها كلمات جاءت مقدمة افتتاحية للحفل الموسيقي الذي أحيته جوقة قوس قزح بقيادة الفنان حسام الدين بريمو بالتعاون مع المركز الثقافي الروسي في الخامس والعشرين من أيار 2008 وذلك في مسرح المركز الثقافي الروسي بدمشق.
جاء الحفل تحت عنوان «نافذة بلا إطار» مؤلفاً من ثمانية عشر لحناً ما بين اللحن العربي والغربي مناصفة، أما الألحان الغربية فهي الدانوب الزرق من النمسا، وأرض الأم من اليابان، والرعيان من الصين، والحائكة الفنية من روسيا، ولنرقص في ضوء القمر من أرمينيا، ودانا دانا من هنغاريا، والسيدة بطة من البرازيل، ومزحة إيطالية من إيطاليا، في حين غلب على اللحن العربي الموشحات وما بينها وهي طلعت يامحلا نورها لإدوارد طوريكيان، وطالعة من بيت أبوها لوسيم إبراهيم، وفوغ دمشقي - المتتالية الروحية لحسام الدين بريمو، ويا ساكنين قبالنا، ويا ورد عالبير لشفيع بدر الدين، وموزاييك إيقاعي لجمال السقا.
أما لِم هي نافذة بلا إطار فيقول بريمو «عمل فنانو القرنين التاسع عشر والعشرين على إعداد موسيقا شعوبهم بالشكل الذي يغدو فيه فنهم قريباً من نفس الإنسان أياً كان انتماؤه الفني، ومن تجاربهم وتجاربنا اخترنا برنامج الحفل الذي نقدمه اليوم في المركز الثقافي الروسي، على أن إطار هذه النافذة يتسع إلى درجة أننا لا نستطيع أن نراه، بمعنى آخر وبعيداً عن الصيغة الفلسفية يأتي عنواننا هذا من منطلق أن موسيقى شعوبٍ تطل على شعوب أخرى من دون إطار، وبناء عليه يمكن لأي شعب أن يستوعب موسيقى شعب آخر إذا أعطاه أذنه فالموسيقى منتج إبداعي حضاري معد للجميع والمسألة هي في درجة تقبلنا لهذا المنتج، وما المطلوب إلا وضع هذه الموسيقى في إطارات تسمح للشعوب المختلفة بتقبلها وإمكانية سماعها».
يتابع بريمو «ما قدمناه اليوم من مقطوعات عربية وغربية يقع على جانبي النافذة بغية تأكيد فكرة تذوق الموسيقى لجمهورنا بأنه من السهل تذوق موسيقى الشعوب الأخرى إذا أُعدت جيداً، ومن جهة ثانية محاولة إيصال موسيقانا إلى شعوب العالم المختلفة.
«شخصياً أنا مؤمن بفكرة الانفتاح وقد تحدثت مسبقاً عن فكرة النخلة واليوم عن النافذة وغداً عن قوس قزح الذي هو كائن لوني غير موجود ولكنه مؤلف من ألوان متعددة، أطيافها متداخلة ويشكل جسراً بين مكان وآخر، وكذلك هي الموسيقى ليست لون أمة أو جمالاً خاصاً بها محجوباً عن شعب آخر، وليس هناك من شعب يتقن الموسيقى وآخر لا يتقنها، فالموسيقى فن منتشر نستطيع تذوقه أينما كنا وهذه النظرة تشكل أهم أهدافي».
يقول بريمو فيما يتعلق بالقطع الموسيقية «اخترت أربعة من آسيا وأربعة من أوروبا وواحدة من أمريكا اللاتينية بغية خلق تنويع قاري، وفي المقطوعات العربية هناك تباين من حيث الشكل والتوزيع (توزيع بسيط، ومتوسط، ومعقد) بهدف تعددية أشكال التعبير وقد قمت بالتعاون مع الفرقة الموسيقي بإعادة توزيع المقطوعات من جديد بنمط مختلف يمكّنها من تحقيق أكثر من مستوى سماعي».
إن قوس قزح واحدة من الجوقات الفنية الخمس التي يعمل عليها الفنان حسام الدين بريمو ولكنها أكثرهم حظوة لديه حيث يشركها في أهم حفلاته ودعواته الموسيقية، وفيها يقول بريمو «جوقة قوس قزح تمتلك إمكانيات فنية كبيرة ومتقدمة على الفرق الخمس وقد قالت كلمتها واليوم لها حضورها المحلي والإقليمي، لكنها أقل الفرق الخمسة عملاً، وعملياً مقابل أربع حفلات لجوقة ألوان هناك حفل واحد لجوقة قوس قزح، وبالتالي ليس هناك إكثار لحفلات هذه الفرقة ولكن حضورها اللافت والمثير للانتباه يعطي إيحاءً بذلك».
يذكر أن حفل جوقة قوس قزح في المركز الثقافي الروسي هو الثاني للفرقة بعد حفلها في محافظة حماة عام 2008.


رياض أحمد

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق