جوقتا ألوان وقوس قزح تغنيان شكراً لفادي خنشت

02 تموز 2011

غصّت صالة كنيسة كيرلس للروم الكاثوليك بدمشق بالحاضرين الذين قدموا ليشاركوا فرقة لونا للغناء الجماعي تكريمها للموسيقي الشاب الراحل فادي خنشت الذي قام بتوزيع وتنفيذ الموسيقى المرافقة لكل من الجوقات التابعة للونا وهي جوقات ألوان، قوس قزح، ورد، سنا، وندى.

وابتدأ الحفل بالنشيد العربي السوري بتوزيع خاص للراحل اتكأ فيه على الرؤية الموسيقية للراحل صلحي الوادي مع تنويع على الآلات التي تناسب أصوات جوقة ألوان للأطفال التي قدمت بعدها أغنيات «أمي يا ملاكي» من ألحان الأخوين رحباني و«يلزمنا وردة» وهي من التراث الشعبي الإيطالي وأغنية «أطفال العالم» من ألحان سهيل عرفة و«متل الورد بالهوا» و«نشيد الفرح» لبيتهوفن فضلاً عن أغنية «نحنا وأنتو والموسيقى».

وتميز أداء هذه الجوقة بالانسجام الجميل بين الأصوات الطفولية المؤنثة والمذكرة ومراعاة الأصوات الحادة والرخيمة فضلاً عن القدرة على الالتزام بروح الكلمات سواء كانت باللغة العربية أو الإيطالية أو الإنكليزية.

بينما غنّت جوقة قوس قزح أغنية «الرعيان» باللغة الصينية وهي من التراث الشعبي المنغولي وأغنية «أشعر بالحب» باللغة الإندونيسية ورقصة «دانا دانا» باللغة الهنغارية وأغنية «الأرض أم» من التراث الياباني و«ماهيكا» من التراث البرازيلي.

ورغم اللغات المتعددة للغناء إلا أن هذه الجوقة استطاعت إبراز جماليات التوزيع الموسيقي عبر الهارموني المتقن والتنويع على أصوات السوبرانو والآلتو والتينور والباص فضلاً عن القدرة على إيصال هدف الأغنية بسلاسة إلى الجمهور.

كما غنّت الجوقتان معاً بعدد من المغنين يتجاوز الخمسة والثمانين بين أطفال وشباب أغنية «سنرجع يوماً» من ألحان الأخوين رحباني.

وعن أجواء هذا التكريم قالت لينا خنشت شقيقة الراحل في حديث خاص لسانا إن الحضور الكثيف يبين أن الناس يعرفون قيمة أخي الموسيقية التي يستحقها وإن الموسيقى التي قام فادي بتوزيعها ستبقيه حياً بيننا لاسيما أن حياتنا مليئة بالموسيقى في حزنها وفرحها وأملها وألمها.

أما الفنان حسام الدين بريمو مدير جوقات لونا فأوضح أن هذا الكم من الحاضرين يؤكد أولاً أن سورية بخير وأن ما تمر فيه ما هو إلا غيمة صيف عابرة وثانياً أن النضج الفني للراحل خنشت استطاع أن يؤثر بالكثيرين إذ إنه قدم ثلاثين توزيعاً لجوقات لونا وكل منها له خصوصيته إذ كان يختار الملائم لكل أغنية ولكل نوعية من الأصوات.

وأضاف بريمو إن خنشت لم يكن يرضى بالسائد والمكرر لذلك جاء توزيعه متفوقاً على تصورنا ومدهشاً إذ اعتمد على موهبته ومواكبته للجديد في المهنة والبحث في تفاصيل الهدف من الأغنية إضافة لروحه المتقدة والمرحة والحب الكبير الذي بالإكان استشفافه في جميع أعماله.

من جهته بين الموسيقي حبيب سليمان أن فادي خنشت ترعرع موسيقياً ضمن جوقة الفرح ودرس آلة البيانو بمعهد صلحي الوادي وانتقل بعدها إلى المعهد العالي ودرس على آلة الكونترباص لكنه أبدع بموضوع التوزيع الموسيقي وكان على مستوى عالٍ وكان له استوديو خاص يوزع فيه معظم أغاني جوقة الفرح وجوقات لونا.

وأضاف سليمان إن فادي كان يعطي القطعة الموسيقية حقها ويختار الآلات الموسيقية الأنسب التي تتلاءم مع كل جملة موسيقية وكل أغنية إضافة إلى الروحانية العالية التي يتمتع بها توزيعه الموسيقي إذ يقدم الكثير من روحه لكل مقطوعة.

يذكر أن الفنان فادي خنشت توفي في الخامس عشر من آذار الماضي بعد أن وزع موسيقى عشرات الأغاني كما أن جوقة لونا للغناء الجماعي تتضمن خمس جوقات وأوركسترا تعمل مجتمعةً ومنفردة لإنعاش الغناء الجماعي وإظهار جمالياته والمساهمة في إعادته إلى المشهد الثقافي العربي لما يختزنه من قيم جمالية خاصة به وقيم اجتماعية بناءة وراقية.


الوكالة العربية السورية للأنباء - سانا

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق