إبداعات مجموعة من ذوي الاحتياجات الخاصة تعرض في المركز الثقافي الروسي

31 كانون الثاني 2010

هل خطر في بال شادي حسيب عندما رسم لوحة «المحصول» للفنان العالمي فان كوخ أن هذا الأخير ربما قطع أذنه في تلك الحادثة الشهيرة كي يزيد مساحة إبداعه بعد أن فقد عضواً من أعضاء جسده؟

شادي حسيب وستة غيره من ذوي الاحتياجات الخاصة يقيمون معرضهم هذه الأيام في المركز الثقافي الروسي بدمشق.

وفي حديثه إلى «اكتشف سورية»، يقول شادي: «اشتركتُ بست لوحات في هذا المعرض كان معظمها يمثل الطبيعة، من خلال اعتمادي على تقنية الألوان المائية والألوان الزيتية، ورسمتُ مجموعة من اللوحات أهمها لوحة مأخوذة عن لوحة المحصول للفنان العالمي فان كوخ وفيها يظهر فلاح يستريح على كومة من القش».

وجواباً على سؤالنا الافتتاحي عن حادثة قطع فان كوخ لأذنه، بدا شادي وكأنه خالي الذهن في البداية، لكنه استدرك الإجابةَ ضاحكاً: «هناك شيئان يجمعانا مع فان كوخ: الأول هو الفن، والثاني أنه بعد هذه الحادثة ربما صار يعد من ذوي الاحتياجات الخاصة أيضاً».


شادي حسيب أمام لوحة المحصول التي أعاد رسمها

من جهته، يقول الأستاذ مروان كساب -المشرف على المعرض-: «نحن مجموعة من الأشخاص ولسنا جمعية أو منظمة، لكننا نتلقى الدعم المالي من الجمعيات الخيرية وبشكل خاص من بطريركية أنطاكية وسائر المشرق. راودتني فكرة العمل مع ذوي الاحتياجات الخاصة منذ أن أنهيتُ دراستي للفنون الجميلة في كندا، وأنا عازف وموسيقي أيضاً، وقد أردتُ أن أسخِّر خبرتي من أجل هذه الشريحة من الأشخاص لمساعدتهم على إنجاز شيء يحبونه على أمل دمجهم بشكل أكبر في محيطهم الاجتماعي، وبالفعل استطعتُ خلال الفترة السابقة أن ألمس نجاح هذا المشروع».

أما عن الأشخاص الذين يعلمهم كساب وكيفية استقبالهم ودمجهم في المجموعة، فيقول: «ليس هناك معيار محدد من حيث العمر، فلدينا أشخاص من عمر 5 سنوات وحتى عمر 70 سنة نقوم بتدريسهم مادتي الرسم أو الموسيقى. ونحن لا نحدد نوع الإعاقة، فمنهم الصم والبكم ومنهم من يعاني شيخوخة مبكرة أو إعاقات فيزيائية أخرى. هذا لا يهمنا، ما يهمنا أنهم يريدون تعلم شيء يستفيدون منه ويكون حافزاً لهم في عملية الاندماج مع الوسط المحيط بشكل أكثر فاعلية».


الأستاذ مروان كساب ومجموعة ذوي الاحتياجات الخاصة

وبما يتعلق بالمناهج التي يدرسها للطلاب، يضيف كساب: «ليس لدي منهج محدد، فأنا أتعامل مع كل شخص حسب الإعاقة التي يعاني منها وحسب الميول الفنية التي يرغب بها. فهناك من يأتي ليتعلم الرسم، لكنه بالأساس رسام وأتمَّ دورات في مراكز خاصة ويريد فقط أن يزيد من خبراته. لذا لا أستطيع أن أحدد منهجاً للتدريس، إلا في حالة واحدة وهي عندما تأتي مجموعة من الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، فهؤلاء نستطيع أن نبدأ معهم من المبادئ الأولية للمادة التي يريدون دراستها سواء أكانت الرسم أو الموسيقى». ويشير كساب إلى أن المعرض يحوي 50 عملاً لستة أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة، تعددَتْ فيه معالجاتهم لمواضيع عدة كالطبيعة الصامتة والطبيعة والبورتريه، باستخدام عدة تقنيات منها الألوان الزيتية وألوان الإكريليك والغواش، وهناك من عالج موضوعاته بالنحت وبعض الأعمال اليدوية.

ومن ناحية المشاريع المستقبلية للمجموعة، يقول: «لدينا الآن دورة لعدد من المبتدئين بعدها سيكون لدينا معرض في قاعة كنيسة الصليب تحت رعاية بطريركية أنطاكية وسائر المشرق».


نور حسن أحمد تتحدث عن مشاركتها

وقد تحدثتُ إلى نور حسن أحمد -وهي إحدى المشاركات- وحدثتْني عن مشاركتها قائلة: «حاولتُ من خلال خمسة أعمال قدمتُها أن أعالج المرأة كموضوع أستند عليه في لوحاتي، واعتمدت على الحالات الإنسانية التي تعيشها ربما بشكل يومي من فرح وغضب وحزن وانكسار، معتمدةً الألوان الزيتية في إنجاز أعمالي».

أما تميم قبلان فيقول: «قدَّمتُ بعض الأعمال بتقنية الحرق على الخشب. تمتاز هذه الأعمال بكونها ليست فقط ذات صيغة جمالية إنما يمكن استخدامها لأغراض عملية أيضاً، مثل صناديق الخشب، بالإضافة إلى لوحات لدمشق القديمة نفذتُها أيضاً بنفس التقنية باستخدام الحرق على الخشب الطبيعي».


.


عمر الأسعد

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

من لوحات معرض ذوي الاحتياجات الخاصة في المركز الثقافي الروسي

من لوحات معرض ذوي الاحتياجات الخاصة في المركز الثقافي الروسي

من لوحات معرض ذوي الاحتياجات الخاصة في المركز الثقافي الروسي

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق