الدراما السوريّة بين سقف العالم وباب الحارة: محاضرة في المعهد الدنمركي بدمشق

2010/12/02

ألقَت الباحثة دوناتيلا ديلاراتا محاضرة بعنوان «الدراما السوريّة بين سقف العالم وباب الحارة» في المعهد الدنمركي بدمشق، يوم الأربعاء 10شباط 2010.

في البداية، أوضح الباحث هانس نيلسن -مدير المعهد الدنمركي بدمشق- أنّ موضوع الدراما بات يشكّل ظاهرةً مؤثرة في المجتمع العربي المؤلف من 300 مليون نسمة، ومن هنا تأتي أهمية دراسته أسوةً بما يحصل في أوروبا وأمريكا. وأضاف قائلاً: «لقد أقمنا مسابقةً في آذار الماضي لتحديد شخص يستطيع دراسة هذه الظاهرة، وتقدم إليها أكثر من 50 متسابقاً من مختلف أنحاء العالم، ووقع الخيار في النهاية على الإيطالية ديلاراتا لكفاءتها العالية، واطلاعها الكبير على موضوع الدراما السوريّة والعربية عموماً».

لقد بيّنت ديلاراتا، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء سانا، أوجه الاختلاف بين المسلسلات السوريّة ونظيرتها الأجنبية، من حيث أنّ الأخيرة تتمحور حول مواضيع خفيفة هدفها الأول التسلية والترويح عن النفس، في حين أنّ الدراما السوريّة بحاجة إلى متابعة أكبر.


مصطفى الخاني


وقالت ديلاراتا:«إنّ المسلسلات الأجنبية معدّة بحيث يتمكن الفرد الأجنبي من متابعتها وهو يحضر الطعام مثلاً، في حين أنّ الدراما السوريّة بحاجة إلى تركيزٍ أكبر أثناء المتابعة، وخاصةً أنّها تتمحور حول مواضيع اجتماعية شائكة مرتبطة ببعضها، أو تلجأ إلى التاريخ أحياناً، وما تحويه من تفاصيل مهمّة تُوجب متابعة جميع الأحداث التي يدور حولها العمل الدرامي». كما أوردت ديلاراتا اختلاف آخر بين الدرامتين يقوم على أساس وقت العرض الذي يتكثّف في الدراما السوريّة ضمن شهر رمضان، في حين أنّه يمتدّ على شهور السنة كاملة بالنسبة للمسلسلات الأجنبية.

ثم عرضَت ديلاراتا لتاريخ الدراما التلفزيونية السوريّة منذ ستينيات القرن المنصرم وحتّى الوقت الحاضر، وتطرّقت إلى بعض الفروقات بين الدراما التلفزيونية السوريّة ونظيراتها المصريّة والأردنيّة واللبنانيّة، وفيما بعد الخليجيّة، وذلك وفق السياقات التاريخية التي أنتجتها، وأثرت على مسيرتها. وقسمت ديلاراتا الدراما السورية إلى نوعين، أسمت الأول الدراما المحلية التي تتضمن مسلسلات يصبُّ جوهرها في «النوستالجيا» أو ما يُسمى الحنين إلى الحياة الشرقية القديمة كما في «باب الحارة» أو التركيز على الحياة المعاصرة كمسلسل «ليس سراباً»، فيما أسبغت على النوع الثاني صفة العالمية والذي يتوجه في موضوعاته التي يطرحها إلى الغرب، كما في مسلسل «سقف العالم» الذي يتحدث عن مواضيع الإرهاب، أو «هدوء نسبي» الذي يتناول حياة الصحفيين في غزو العراق.

الجدير بالذكر أنّ دوناتيلا ديلاراتا قد درَست الإعلام في جامعة روما، واهتمَّت منذ ثلاث سنوات بدراسة الدراما السوريّة، بعد أن كان لها تجربة واسعة في الكتابة عن المحطات الفضائية العربية في منطقة الشرق الأوسط، وقد كتبَت ثلاثة كتب في هذا الموضوع بالإيطالية، فضلاً عن العديد من المشاركة في دراسات عن الفضائيات العربية.

اكتشف سورية

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق