باحثة إيطالية تعكف على دراسة الشعبية الكبيرة لباب الحارة
27 أيار 2010
دوناتيلا ديلارتا: سورية تعيش صناعة درامية ذات جذور عريقة
تعكف الباحثة الإيطالية دوناتيلا ديلارتا -التي تعمل لصالح جامعة كوبنهاجن- على دراسة الشعبية الكبيرة لمسلسل «باب الحارة»، في سابقة نادرة في الدراما العربية، حيث تعايش الباحثة أجواء التصوير في القرية الشامية بدمشق ليكون المسلسل أنموذجاً لأطروحة الدكتوراه التي تقوم بها.
هذا وقد نقل موقع «إم بي سي نت» عن الباحثة الإيطالية أنّها أرجعت سبب اهتمامها بالمسلسل، كونه تحوّل إلى ظاهرة عربية لها تأثيرات مجتمعية، متمنية في الوقت نفسه أن تتقن اللهجة الشامية لشخصيات المسلسل وخاصة لـ «أبو حاتم». كما وبينت الباحثة ديلارتا، في مقابلة مع موقع «إم بي سي نت»، أثناء تواجدها في مكان تصوير الجزء الخامس من المسلسل أنّ دراستها «باب الحارة» تنطلق من وجهة نظر غربية حول تأثيرات الدراما في سلوك المجتمعات. وأنّ أكثر ما أغراها بمتابعة البحث العلمي حول هذا المسلسل، هو قراءتها الكثيرَ من المقالات في الصحف الإيطالية حول المسلسل، قبل قدومها إلى سورية، وكثرة اهتمام جماهير العالم العربي به، مبينةً أنّ معظم استفساراتها تدور حول فك لغز اهتمام العرب بالمسلسل، وما مدى تأثير الدراما الشامية جراء ذلك على الجمهور؟
كما ودعت الباحثة الإيطالية الأجانب القادمين إلى سورية لمتابعة مسلسل باب الحارة، وتعلّم اللغة العربية العامية، وبشكل خاص اللهجة الدمشقية القديمة، على غرار ما نشاهده في باب الحارة. وقد توصلت في بحثها حتّى الآن إلى بعض الإجابات، ومنها أنّ أكثر المتابعين لمسلسل باب الحارة يتواجدون في دول الخليج والمغرب العربي، عدا سورية. وربطت الباحثة بين نجاح المسلسل وانتشار ثقافة العولمة في البلدان العربية وطغيانها على الثقافة الشرقية الأصيلة، ودخول التكنولوجيا والإعلام الغربي إلى البيوت، التي فرقت العلاقات الاجتماعية الحميمة التي كانت سائدة عند الشعوب العربية. وأوضحت أنّ باب الحارة جاء ليقف عائقاً ضد ثقافة العولمة، وليعيد ذاكرة الجمهور العربي إلى قيمهم الأصيلة كالكرامة، والحميمية، والتكاتف، واحترام الجيران، إضافة إلى الحنين إلى الماضي وبساطته.
كما وذكرت الباحثة أنّها تعيش حالياً في الشام القديمة، وأنّ ما يُطرح في «باب الحارة» عملياً يتطابق تماماً مع ما نشاهده على أرض الواقع. وأوضحت أنّها موجودة في سورية قرابة سنتين، حيث تابعت جميع أجزاء باب الحارة من خلال أشرطة الفيديو، وأنّها تتابع حاليا جميع مشاهد الجزء الخامس في موقع التصوير، وتتفاعل مع كلّ شخصيات العمل، وخاصة وفيق الزعيم الذي يجسد دور «أبو حاتم»، وقصي خولي الذي يجسد دور «أبو دياب»، مشيرةً إلى أنّها تستفيد على الصعيد الشخصي منهم بتعلم اللهجة الشامية.
وختمت ديلاريتا حديثها للموقع، قائلةً: «إنِّ سورية تعيش صناعة درامية ذات جذور عريقة، أفرزت ممثلين ومخرجين وكتّابا قدموا الكثير من الموضوعات المتعلقة بصراع الحضارات، وتصادمها، والتطرق إلى الدين، إضافةً إلى مواضيع اجتماعية جريئة على غرار "زمن العار" و"الانتظار"».
اكتشف سورية
Smemads:
برافو
Argentina