جمعا بين الإبداع والعذوبة: الشاعران السوريان حسن بعيتي وعمر الفرا بالدوحة

05 02

ضمن الأسبوع الثقافي السوري في احتفالية الدوحة عاصمة الثقافة العربية 2010

من ضمن نشاطات وفعاليات الأسبوع الثقافي السوري في احتفالية الدوحة عاصمة الثقافة العربية 2010، شهد مسرح قطر الوطني مساء الخميس 4 شباط أمسيةً شعرية شارك فيها الشاعر السوري الحائز على لقب أمير الشعراء حسن بعيتي والشاعر الكبير عمر الفرا، قرأ كلٌّ منهما عدداً من القصائد بحضور الشيخ مبارك بن ناصر آل خليفة -وكيل وزارة الثقافة القطرية- والدكتور رياض عصمت -سفير سورية في قطر-، وعدد غفير من الجمهور الذي قاطع الشعراء عدة مرات للتصفيق الحار.

بدأ الشاعر حسن بعيتي هذا الأمسية الشعرية بتحية شعرية من حمص إلى الدوحة، وأعرب عن شكره للاحتفالية ولهذه الدعوة الكريمة التي أتاحت له إلقاء الشعر مع الشاعر الكبير عمر الفرا.

وبعد إلقاء عدد من قصائده، منها «الليل»، و«ماذا أسميها»، و«لم أكن»، و«الآن منتصف الطريق»، و«أقصر وقت للانتظار»، بالإضافة إلى مجموعة من الخواطر الصغيرة أسماها «قطرات»، بعد إلقائها، أفرد بعيتي قصيدةً خاصة لمدينة الدوحة عاصمة الثقافة العربية قال فيها:

من ربى الشام من كريم ثراها
من دمشق الهوى وميل الخزامى

من عيون تفيض كل اشتياق
وقلوب تكاد تفنى غراما

من ذرى قاسيون من كل سفح
قد أتينا نسابق الأحلاما

فوصلنا إليك قبل المطايا
ورأينا سيل الندى والزحاما


الشاعر حسن بعيتي يلقي قصائده

ربما تشبهين في الرسم قلبا
فلهذا أذن وسمعت الأناما

كلما ضاعف المسير اشتياقي
صحت يا دوحة الجمال سلاما

ما لقلبي ولم أسر بعض يوم
ذاب وجداً كأنني سرت عاما

كم طريق قصرته بالأغاني
وحديث حملته الأنساما

شاعر كلما نظمت حروفي
انتثرت أنجماً وطارت يماما

دوحة العطر ليس كل اشتياقي
أنني أكتب الحروف نظاما

ليس في وسعها الذي في فؤادي
فاعذري أحرفي وخلي الملاما

أنت إن سرت والزمان استباقا
كان خلفاً وكنت أنت الأماما

ويد الشام في يديك فماذا
يمنع الفجر أن يزيح الظلاما

كلما مال للأشقاء قلب
سرتما بالوفاق حتى استقاما

دوحة العطر أي أرض نزلنا
فحفظنا.. عيوننا أن تناما

وأثبنا بما غدونا سكارى
إذ سقينا جمالها لا المداما

جئتك اليوم حاملاً كأس حزني
فاملئي الكأس رقةً وابتسامة

وانظري كلما تألق برق
ذاك قلبي الذي يمر غماما

فمن الثبر قد قطعت بحاراً
ومن الشورق قد وصلت حطاما

وغداً ربما أسائل قلبي
كان حقاً وصالها أو مناما

أنت والشام والعروبة حسبي
مبدأُ للهوى وحسبي ختاما

دوحة العطر قد أتيت سفيراً
فاعذريني إذا نسيت الكلاما

لم أحمل رسائلَ في فؤادي
عندما جئت بل حملت الشآما


الشاعر عمر الفرا يلقي قصائده

أما الشاعر الكبير عمر الفرا، الذي له شعبية عريضة أينما حلّ، فقد كان كالعادة ذا إلقاءٍ بنكهة خاصة تتميز بالفكاهة لتجعل المتلقي يتفاعل مع قصائده أيما تفاعل، ويعتبر اليوم من أهم شعراء العرب المعاصرين. لقد ألقى الفرا في هذه الأمسية عدداً من قصائده، منها «رجال الله»، و«عرار»، وقصائد أخرى، حيث ختم بقصيدة «مراسيم الوداع» قال فيها:

تجري أمور .. لا تصدق
والله العظيم لا تصدق
والله

والحديث له بواقي
رجل
مريض،
نرجسي،
عاشق دمع المآقي
يلتذ في نوح الثكالى
يلتذ في وجع الفراق
وصديقه كلب
تدرب في بطولات السباق
يتسابقان ويلهوان

وبعدها
شوق العناق

في الضفة الأخرى
دماءٌ
وصلت حد التراقي

أعطى أوامره بقصفٍ
لم يبق بالأحياء باقٍ

ويقال عنه مهذب
وعظيم عالمنا وراقي

ويقال رُبيَّ في القصور
فرحبا بابن الزقاقِ

وكما ادعى
يأتيه وحيٌ
من سموات طباق
يأمره في سفك الدماء
نزيفها ملأ السواقي

اعتاد قصَّ رقابنا
واعتدنا تقديم النفاق

لا شي يأسر لُبَّنا
كحديثه عذب المذاق

فإذا تكرم باللقاء
نطير من فرح التلاقي

ذهباً نبيض بقنه
ونجيء موطننا نقاقي


تحية الحضور بتصفيق للشاعرين

إن شاء نذبح بعضنا
أو شاء نحلف بالطلاق

ولما تهيأ للرحيل
وجمع أموال الصداق

كانت مراسيم الوداع
حذاءَ منتظر العراقي

الجدير ذكره أن الصحافة القطرية قد أفردت لهذه الأمسية صفحاتٍ من إصداراتها اليوم التالي. حيث قالت صحيفة «الشرق» القطرية: «أعذب الكلمات والقصائد في أمسية شعرية خالدة»، وختمَت: «أُسدل الستار عن أمسية شعرية جميلة جمعَت بين الإبداع والعذوبة، وكأنها ستظل خالدة في ذهن كلِّ من حضرها من جمهور احتفالية الدوحة عاصمة الثقافة العربية».


أ. سلامة
تصوير: عبدالله رضا
الدوحة

اكتشف سورية

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

صور الخبر

جانب من الحضور وعلى رأسهم الشيخ مبارك بن ناصر آل خليفة وكيل وزارة الثقافة القطرية والدكتور رياض عصمت سفير سورية بقطر

الشاعران حسن بعيتي وعمر الفرا والسيد عبد الحميد اليوسف مدير الندوة على خشبة مسرح قطر الوطني

الشاعر حسن بعيتي يلقي قصائده

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق

عيسى قارف:

....

الجزائر