فرقة سلاطين الطرب في حفلها الثاني: تألق ونجاح وطرب في برنامج وأداء جديدَين

07 02

في الأسبوع الثقافي السوري ضمن احتفالية الدوحة عاصمة الثقافة العربية 2010

مرة ثانية قدَّمت فرقة سلاطين الطرب عرضها على مسرح قطر الوطني مساء السبت 6 شباط 2010، ضمن فعاليات الأسبوع الثقافي السوري في احتفالية الدوحة عاصمة الثقافة العربية 2010، وبحضور سعادة الشيخ مبارك بن ناصر آل خليفة -أمين عام وزارة الثقافة والفنون والتراث- وحشد غفير من الجمهور من السوريين والقطريين وغيرهم. وكما كان صدى الحفلة الأولى منذ يومين، فقد كان التألق والنجاح حليف هذه الفرقة التي كرَّست نفسها لإحياء التراث الحلبي خصوصاً، والعربي عموماً، بأسلوب جمع بين الحرفية والموهبة، سواء في الإيقاعات الصعبة والمعقدة للموشحات والقدود الأصيلة، أو في الأداء الرائع لهذه الموشحات والقدود والأغاني التراثية التي يحبها الجمهور السوري جداً ونقل حبه وتعلَّقه إلى الجمهور العربي.

لقد كان تراث حلب وجمهورها حاضرين في المسرح، فالجمهور ملأ للمرة الثانية كامل أماكن الجلوس وحتى الوقوف، وكان واضحاً مدى العطش عند أهلنا في قطر للتواصل مع تراثهم الذي أحبوه، وأصبح جزءاً من بصمتهم. فمع كل موال أو تقسيمة عود، كانت الآهات تملأ المكان؛ وعلى كل إيقاع، كان الرد لا بد أن يكون إما رقصاً أو هتافاً من جميع جمهور الصالة.
‏

لقد وعدنا محمد بركات -أحد مطربي الفرقة- في حديث معه قبل الحفل أننا سنشاهد ونسمع اليوم ما لم نسمعه أو نشاهده في الحفلة السابقة، وأن الحفلة تخبئ لنا مفاجآت جميلة. فقد أتت هذه السهرة مغايرة تماماً في البرنامج والأداء. بسبب تغيير موعد الحفل من الثامنة إلى السادسة، فإن الحضور لم يملأ الصالة بالكامل في الجزء الأول من الحفل، إلا أن الصالة قد امتلأت بالكامل في الجزء الثاني من الحفل، وبدأنا نسمع من المدرجات طلبات بإعادة الفقرات، وإعادة الحفل من أوله.

بعد مقدمة موسيقية، بدأت الفرقة بإنشاد يا «صادحٌ صدحَ»، وتناوب في أدائها المطربون الأربعة، حيث كان أداء كلٌّ منهم مختلفاً في الطبقة والمقام عن الآخر ليشكِّلوا لوحة موسيقية رائعة فيها كل ألوان الصوت التراثي. بعدها كان موشح «يا سائلي»، ثم موشح «ارجعي يا ألف ليلة»، بإسلوب رحباني موسيقياً وأداءً في البداية إلى أن بدؤوا بمقطع «يا ليل الصب متى غده»، ليعود أسلوب القد الحلبي الأصيل في الأداء. بعد ذلك، قدم المطرب عامر خيري موال «في قلب مهموم»، ثم نشيد «يارب»، تلته الأغاني «عاليانا اليانا»، و«هلا هلا يا جملو»، و«يا مسعد الصبحية»، و«بدومك دومك».
‏
أما المطرب عامر خيري، وبعد تقاسيم رائعة على القانون، فقد غنَّى موال «يا من بحبك جاريت بحور»، ثم أغنية «آه يا حلو يا مسليني»، و«زلفا يا أبو الزلف»، وأنهاها بالدلعونا. وتلاه المطرب حسام لناني الذي أبدع في أداء «قل للمليحة بالخمار الأسود»، ثم أغنية «ابعتلي جواب»، ليليه المطرب محمد بركات في آخر وصلة غنائية، بدأ بالشدو بعد تقاسيم مميزة ورائعة على العود أداها سعيد دالي، فأنشد موال «بروحي فتاة بالعفاف تجملت»، ثم أغنية «خمرة الحب اسقنيها»، ثم موال «يا يما»، وختم وصلته بأغنية «على العقيدة اجتمعنا» التي أجاد وفرَّد فيها حتى كاد أن يغرد.

تلا هذا الجزءَ الموسيقي الغنائي الرائع لوحةُ «الميلوية» التي تميزت هذه الليلة بأداء مدهش للطفل محمد ألماس مرتدياً رداءً ملوناً متحركاً فوق ردائه التقليدي، كان يحركه ويقلبه، وينزل من خشبة المسرح ليسير أمام الجمهور ثم يعاود الصعود إلى المسرح في حركات متقنة لم يُفلِت منه أيٌّ من إيقاعات الميلوية المعقدة، فيتابع دورانه مع الفرقة التي أنهت في حين كان التصفيق الحار يضج بالصالة، بينما تمنَّى أغلبية الحضور إعادة الفقرات من أولها.

أ. سلامة
تصوير عبدالله رضا
الدوحة

اكتشف سورية

سعادة الشيخ مبارك بن ناصر آل خليفة أمين عام وزارة الثقافة والفنون والتراث في قطر على رأس الحضور	فرقة سلاطين الطرب في عرضها الثاني	فرقة سلاطين الطرب

بقية الصور..