الأسبوع التاسع لموسيقى على الطريق

2009/04/10

دريد لحام يكتب اسم سورية بموسيقى جيشنا الباسل

هكذا يعمل الموسيقي السوري، يحاول أن يصل بموسيقاه إلى كل قلب، ويعمل كساعي البريد الذي يوزع رسالة حملها من خلال تعاليمه ومعرفته لكي تكون الموسيقى السورية في مكانها الصحيح ويسمع الناس منها ما هو جدير بالإنصات.

ومن هذا المنطلق تابع مشروع موسيقى على الطريق فعاليته بنجاح في أسبوعه التاسع مساء الجمعة الساعة الخامسة والنصف مساء، حيث عزفت أوركسترا طلاب المعهد العالي للموسيقى في حديقة دمشق (شرقي التجارة) وأوركسترا الجيش العربي السوري في حديقة المنشية، وتجمع وشاح الوتري في حديقة تشرين وخماسي دمشق النحاسي في حديقة الجاحظ.

أوركسترا الجيش العربي السوري تنشد التراث والوطن:
احتشد حوالي ألف شخص في حديقة المنشية حول أوركسترا جيشنا الباسل، الجيش الذي وقف ضد كل طامع بأرضنا، جيش يوسف العظمة هذا الضابط الذي رفض أن يدخل غورو دمشق دون مقاومة يذكرها التاريخ.

في بداية الحفلة، شكل قسم آلات القربة مسيرة بأسلوب إيقاعي منظم من فوق جسر السيد الرئيس حيث كان يعزف أجمل الألحان من التراث والأناشيد الوطنية حتى وصل الحديقة لينضم إلى باقي الآلات النفخية والإيقاعية .

وقد عزفت الفرقة بكامل أعضائها بعض المارشات العسكرية وهي: مارش الرفيق القديم (لتيكيه)، ومارش من أوبرا عايدة (لفيردي)، ومارش بردى (لسيد غباش)، ونشيد صف العسكر وهو أيضاً بنفس الطريقة .

تفاعل الناس بشكل منقطع النظير مع هذه المعزوفات وصفقوا مراراً لأوركسترا الجيش العربي السوري .

والمارش هو تأليف موسيقي إيقاعي إلى حد كبير، يتم عزفه أساساً لمصاحبة المسيرات، والمقصود من المارش رفع الروح المعنوية للقوات العسكرية وإضفاء جو احتفالي على الأحداث الرياضية، كما أنه يعطي الاحتفالات الرسمية جواً من الوقار، وإذا كان العثمانيون هم أول من أسس فرقة موسيقية للجيش، فنابليون بونابرت هو أول من استعان بموسيقا المارش وذلك حتى يسير الجيش بشكل أكثر سرعة.

أما أوبرا عايدة، فسلمت - بعد اكتشافها في وادي النيل - إلى الموسيقي الإيطالي فيردي، وذلك عام 1870 من أجل إعادة تأليفها بطلب من الخديوي لتعزف في أوبرا القاهرة بمناسبة افتتاح قناة السويس.

كما عزفت الفرقة أغنية محمد عبد الوهاب المعروفة «يا زهرة في خيالي» بالإضافة لمجموعة من الأغاني الشعبية الروسية ومجموعة من الأغاني الشعبية العربية.

ومما تميز به هذا الحفل أيضاً وجود الفنان الكبير دريد لحام، حيث افترش الأرض بين الأطفال ليسمع الفرقة، لتظهر من جديد الشعبية الواسعة للفنان المحبوب وانتظار الناس له ليروه في أعمال جديدة كأفلامه ومسرحياته التي دخلت بيوت كل شعوب المنطقة، وحيث لا زال الناس إلى الآن يرددون بعض جمله الشهيرة .

وبلغت الحماسة ذروتها، عندما طلبت إحدى المذيعات الحاضرات من الفنان دريد لحام مشاركة الفرقة بأغنية، ووسط تصفيق عارم غنى الأغنية المشهورة «بكتب أسمك يا بلادي».

وفي نهاية الحفلة، وبجهد جهيد بسبب ازدحام الحضور حوله، استطاع «اكتشف سورية» أن يحصل من الفنان الكبير دريد لحام هذا الحديث القصير.

ماذا تقول عن هذا الكرنفال؟
أشكر جمعية صدى للثقافة الموسيقية ومشروعها «موسيقى على الطريق»، فلولا هذه الجمعية ما كنت بينكم الآن، ولولا مشروع موسيقى على الطريق، هذا المشروع الحضاري، لما كنا نسمع معاً اليوم فرقة جيشنا الباسل.

ما رأيك بالموسيقى التي يقدمها هذا المشروع؟
الموسيقى الجادة عموماً تشكل لدي هاجساً إنسانياً كبيراً، وأنا عندما أحزن، ينبغي أن أسمع الموسيقى أو أعزف على البيانو، فهذا يخرجني من حزني ويضعني في مكان آخر.

لماذا اخترت أوركسترا الجيش لتحضرها ؟
إنها أوركسترا جيشنا العريق، حماة الوطن، فكيف لا نحضرها، أتذكر هذه الفرقة عندما كنا صغاراً وهي تعزف في الشوارع ونحن نمشي وراءها من حارة إلى أخرى.

كما كان لـ «اكتشف سورية» هذه الوقفة مع رئيس إدارة جمعية صدى للثقافة الموسيقية الأستاذ بشار العظمة حيث تحدث لنا عن اختيار جمعية صدى للفنان دريد لحام ليحضر فعاليات موسيقى على الطريق قائلاً: «في الواقع، لقد جاء حضوره بالصدفة، حيث أن الفنان دريد لحام قد سمع عن موسيقى على الطريق، وأراد أن يحضر هذه الفعالية، وينبغي أن تتوسع حلقة المشاركة والحضور من قبل كل المهتمين بالثقافة والشأن العام، وطبعاً الأستاذ دريد لحام ذو شعبية واسعة، ليس عند الكبار الذين كانوا يحضرون مسرحياته وأفلامه القديمة فحسب، بل عند شريحة الشباب والأطفال اليوم، ونحن يهمنا أن نجذب أكبر شريحة من الناس لتسمع الموسيقى».

وعن اختيار أوركسترا الجيش ليشارك دريد لحام فيها قال: «الجيش العربي السوري يمثل الوطن، وبعض الأغاني الوطنية التي تؤديها هذه الأوركسترا سبق وغناها الأستاذ دريد، فضلاً عن عشقه الذي أدلى به لهذه الموسيقى».

وعن تحقيق هدف هذا المشروع تابع الأستاذ بشار العظمة: «على ما أعتقد فإننا نقترب مما نربو إليه شيئاً فشيئاً، ودليل على ذلك، هذا الجمهور الكبير وتفاعله مع كل الفرق التي تعزف».

إدريس مراد

اكتشف سورية

قائد أوركسترا الجيش العربي السوري	لمحة على الجمهور ويظهر فيها الفنان دريد لحام	الفنان دريد لحام يشارك في موسيقى على الطريق بأغنية «بكْتب اسمك يا بلادي»

بقية الصور..