قراءة في الديوان الدمشقي

11 12

قصائد تتغزل بدمشق وتسلط الضوء على معالمها

«قراءة في الديوان الدمشقي» هو عنوان المحاضرة التي أقيمت في المركز الثقافي في أبو رمانة، ألقاها الشاعر والأستاذ محمود أسد، له أربع مجموعات شعرية منها نزيف الأرصفة المتعبة وكَتبَ شعراً للأطفال وقصصاً، وله دراساتٌ أدبية نُشرت في الدوريات العربية والدولية كمجلة الكويت والمنتدى الإماراتية والمعرفة السورية وحاز على عدَّةِ جوائز.
بدأ الأستاذ محمود محاضرته بإلقاء قصيدة شعرية عن دمشق فقال:
دمشقُ سفيرةَ عشقِ النجوم لكلِّ العواصمَ‏
بيادر حبًّ تغرد للعاشقين..
بيانُ الفصاحة..
عقد القصائد..
تهديك عطراً..
ثمَّ أشارَ الدكتور محمود إلى أنَّه هناك العديد من الكُتب التي لا تخطر على البال، ومنها كتاب الديوان الدمشقي والذي جمعه الأستاذ محمد المصري، وهو عبارة عن مجموعة من القصائد الشعرية التي تحدثت عن دمشق منذ العصر الجاهلي وحتى عام 1991م، وعدد صفحات هذا الكتاب 591 صفحة.
الأستاذ محمود درسَ هذا الديوان وأخرجَ منه أربع مقالات، ونظراً لكون دمشق عاصمة الثقافة العربية عام 2008 عاد وفرّع منه 17 مقالة نُشرت في الدوريات المختلفة.
يرى الأستاذ محمود أنَّ الشعراء في هذا الديوان برعوا في تصوير دمشق وتعاطفوا مع دمشق في أشعارهم، والتي كانت بديعة في تشخيص الطبيعة الدمشقية، فمنهم من رأى دمشق قصيدة حب كالشعراء القدامى، ومنهم من اعتز بعروبة دمشق، ومنهم من تغزل بنهر بردى ومنتزهاته وغوطة دمشق.
وأوضح الأستاذ محمود بأنَّ الجامع لهذا الديوان وضع فهارس ترجمة للأماكن، ولكن هناك إغفال للشعر الحديث شعر التفعيلة فلم يكن هناك تمييزٌ بينها وبين شعر النثر.
وأكدَّ الأستاذ محمود أنَّ شعراء الديوان برعوا حتى في تصوير الجزئيات للأماكن الدمشقية، سواء سوق الحميدية، والمسجد الأموي، وقاسيون، فكانت هذه الأماكن ملهمة للإبداع الشعري، ولكن دمشق غنية بالمادة الخام للإبداع الشعري هذا بالإضافة إلى شعراء متميزين ومنهم:
ابن نباته الذي ذكر دمشق كثيراً مع العلم أنَّه مصري، فتحدثَ عن الناعورة التي كانت موجودة في ربوة دمشق، وكذلك وصف الشاعر السوري الكبير سليمان العيسى شارع أبو رمانة بإحساسه المرهف.
وكثر الشعراء الذين وصفوا ساحة المرجة ومنهم الشيخ عبد الغني النابلسي فكانت المرجة المكان المحبب إليه، فلم يستطع كبتَ أحاسيسه اتجاهها فأبدعَ وصفاً فيها، وهذا يندرج تحت الإخلاص للمكان.‏‏
وكذلك وصف ابن النقيب عين الفيجة في وادي بردى فوصف ماءها العذب، وبرودتها، ونقاوتها، وكذلك نزهاتها ومجالسها، وفي الديوان قصائد تناولت المسجد الأموي وروعة بنائه بشكل عام، ومن الشعراء من التقط صوراً جزئية للمسجد الأموي كمئذنة العروس وهي المئذنة الشمالية في الجامع حيث ذكرها الشاعر ابن السمان. أما جبل قاسيون فكان له نصيبٌ أيضاً في الديوان الدمشقي، فَوصفَ من قِبل كلٍّ من الشيخ النابلسي وخليل مردم بك.
عند هذه الفكرة انتهت المحاضرة ليدور نقاش بعدئذ بين المحاضر والحاضرين الذين شكروا الأستاذ محمود أسد على اهتمامه بدمشق من خلال أشعاره ودراساته.


محمد عبد العزيز صالح‏

الثورة

Share/Bookmark

صور الخبر

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق