عبد الغني النابلسي

الشيخ عبد الغني النابلسي:

مولده:

وُلِدَ عبد الغني بن اسماعيل النابلسي في دمشق في يوم الأحد الرابع من ذي الحجة سنة 1050هـ/17 آذار 1641م.

تعليمه:

كان والده أول أستاذ له. وحين بلغ الثانية عشرة من عمره توفي أبوه، وكتب أول أشعاره في رثاء والده، وقد تابع دراسته بإشراف والدته.

عمله:

في العشرين من عمره مارس التدريس في الجامع الأموي بالقرب من منزله في حي العنبرانيين. وحين بلغ الخامسة والعشرين ارتحل إلى أدرنة التي كانت مقر الخلافة، ثم زار استنبول وحصل على وظيفة قاضٍ في حي الميدان جنوب دمشق. غير أنه استقال من هذا المنصب، وتفرَّغ للتدريس والتأليف، حيث ألف حتى عام 1090هـ حوالي الخمسين مؤلفاً بين رسالة صغيرة وشرح مطوَّل أو كتاب أصيل.

رحلاته ووفاته:

قام بعدة رحلات إلى لبنان ثم إلى الشام ومصر والحجاز. وفي عام 1119هـ انتقل من بيته في دمشق قرب الجامع الأموي ليسكن في الصالحية، حيث توفي سنة 1143هـ/1731م، ودُفِنَ في القبة التي كان بناها في بيته ثم أُقِيمَ على قبره جامع في بدايات القرن الثالث عشر للهجرة.


مؤلفاته:

تجاوز عدد مؤلفاته الثلاثمائة بين كتاب ورسالة وشروح ودواوين شعر ورحلات. وقد كتب خاصة في التصوف والفقه والحديث والتفسير، وتناول أيضاً موضوعات مختلفة مثل تفسير الأحلام والفلاحة، ودافع في كثير منها عن رقص المولوية وسماع الموسيقا وخالف الفقهاء الذين أصدروا فتاوى في تحريم الحب والنظر الحلال وشرب القهوة والدخان وتكفير الناس بدون حجة واضحة. كما دافع عن الطرق الصوفية والتصوف بكل جرأة بعد أن بلغ مرتبة العارف التي يطمح إليها كل من سلك طريق التصوف. وأهم ما في ذلك هو الشعبية والشهرة التي اكتسبتها هذه المؤلفات. فإن كثيراً من مؤلفاته المنتشرة في مكتبات العالم من برنستون في أميركا إلى باريس وسراييفو إلى استنبول ودمشق، فإن بعضها له أكثر من عشرة أو عشرين نسخة مخطوطة.
كتب غاية المطلوب في محبة المحبوب في مرافعة ضد من جعلوا من الحب عاراً وجريمة في مدينة دمشق في أواخر القر 17 (1097هـ/1686).
أما أهم كتبه فيبقى "الوجود الحق" الذي انتهى من تأليفه سنة (1104هـ/1693) إننا نقع في كتاب الوجود الحق على رغبة النابلسي في عرض مذهب وحدة الوجود المنسجم مع الفكر الأشعري – الصوفي الذي ينافح عن قدرة التصوف الذوقية على تقديم صورة متماسكة للإنسان والعالم وعلاقتهما بالله.