حقائق وأرقام: السياحة الداخلية تنشط في العطل الطويلة

07 12

واردات سورية من السياحة الداخلية ارتفعت إلى 75 مليار ليرة هذا العام

تستحضر العطل الطويلة في قطاعات الدولة ومؤسساتها، ولاسيما كهذه العطلة التي تمتد لتسعة أيام متتالية، سؤالاً عن مكان تمضيتها، خاصةً مع تنوع الخيارات المتاحة لتكوّن عطلة ممتعة.
ففي سورية، يجذب التنوع في الجغرافيا، والمناخ، والمواقع والأوابد الأثرية والتاريخية، إضافة إلى اعتدال الأسعار. فالسياح يأتون من كل جهات الأرض لزيارتها، حيث تُظهر الإحصاءات الرسمية أنه حتى الشهر السابع من العام الجاري زار البلاد 2033380 سائحاً من جنسيات عربية وأجنبية متعددة، بزيادة وصلت نسبتها إلى 13,4 في المئة عن نفس الفترة من العام الماضي، توزعوا على 580 فندقاً من درجات النجمة الواحدة حتى النجمات الخمس، إضافة للآلاف من الشقق المفروشة والشاليهات.
ولا تقتصر السياحة على غير السوريين فقط، بل إنَّ الاهتمام بالسياحة الداخلية بدأ يُعطي نتائجه، وصار السوريون يمضون إجازاتهم في مناطق سورية السياحية التي تمتد من المتوسط وجباله الساحلية غرباً إلى الجزيرة السورية شرقاً، بما تحتويه من كنوز تاريخية في تدمر حاضرة البادية على امتداد العصور، إلى المشاتي التي أخذت اسمها من توجه الناس إليها في الشتاء، مثل مشتى الحلو، والكفرون، وبلودان، ومن الشمال إلى الجنوب من قلعة حلب ودير سمعان إلى بصرى الشام، مروراً بسهل الغاب وممالك المدن الميتة وصولاً إلى شهبا وسفوح جبل الشيخ.
يقول نضال ماشفج -المدير العام للشركة السورية للسياحة-: «إنَّ شركتهم فقط نظمت 70 رحلة إلى الساحل السوري، والتي كانت في أيام العطل الرسمية، والأعياد، وعطلة نهاية الأسبوع، ولمدة تراوحت من يوم إلى ثلاثة أيام، وضمت 3150 سورياً ورأسمالاً مدوراً بلغ حوالي 3 ملايين ليرة سورية، تضمنت نفقاتِ الإقامة، والنقل، والطعام، وزيارة الأماكن التاريخية، ما يؤشر إلى نمو كبير في السياحة المحلية.
وتساهم المهرجانات السياحية والمعارض التي تنظمها وزارة السياحة والعديد من وزارات الدولة، كوزارتي الثقافة والاقتصاد، بتفعيل وتنشيط الحركة السياحية الداخلية في القطر، ويوضح ماشفج أنَّ لكل مهرجان جمهوراً مستهدفاً، فمثلاً مهرجان طريق الحرير يستهدف بالدرجة الأولى الأجانب والصحفيين، وغايته توجيه رسالة معيّنة للخارج، وإظهار صورة مشرقة عن سورية ودورها الحضاري كنقطة تقاطع لطرق التجارة والسياحة عبر العصور.
وأيضاً هناك العديد من المهرجانات الموجهة للجمهور في الداخل، كمهرجان المحبة في اللاذقية، ومهرجانات حماة، وحمص، ودير الزور، وبصرى؛ حيث أن أهم عوامل نجاحها أنَّها تُقام في الموسم المناسب بما يعنيه من طقس معتدل، وأنّها تُقام أيام العطل المدرسية.
ويرى ماشفج أنَّ ما يُساعد في تنشيط السياحة الداخلية أيضاً عطلة نهاية الأسبوع الممتدة يومين، ما يسمح للكثيرين بالسفر ضمن القطر. وتلعب النشاطات التي تُحضرها وزارة السياحة والشركات السياحية للعائلة، والطفل، وتنظيم الحجوزات، وكذلك المكان، الدورَ الأكبر في تحفيز السياحة الداخلية، ويقول إنَّ شركته قد تلقَت خلال هذا الأسبوع الذي يسبق عيد الأضحى اتصالاتِ عديدة بهدف قضاء عطلة العيد في تدمر، ويتوقع أن يصل عدد هؤلاء وسطياً إلى 400 شخص.
وتقدر بيانات وزارة السياحة نسبة السياحة المحلية مقابل الدولية بحوالي 40 في المئة، يحظى الساحل السوري بالنصيب الأكبر منها، وهي تعمل حالياً بالتعاون مع المكتب المركزي للإحصاء على تنفيذ مسح دقيق للسياحة المحلية. فيما ذكر تقرير للمجلس العالمي للسياحة والسفر أنَّ موارد سورية من السياحة الداخلية ارتفعت إلى 75 مليار ليرة سورية هذا العام، مقابل 50 مليار العام الماضي، ويرى التقرير أنَّ لعطلة اليومين في نهاية الأسبوع دوراً كبيراً في هذه الزيادة.
وفي الأعياد لا تقتصر الحركة النشطة على الرحلات والسياحة بل ينشط أيضاً قطاع آخر هو قطاع الاتصالات، إذ إنه ومع نشوء الثورة الرقمية في العالم وانتشار الهاتف الخلوي، فقد تراجع دور البطاقات البريدية لأدنى مستوى، وأصبح في الغالب يقتصر على الدعوات للمناسبات الاجتماعية والأعمال، فيما أصبح كثيرون يكتفون بالرسائل عبر البريد الالكتروني أو الهاتف النقال.
وتشير تقارير شركة «اِم تي اِن» للهاتف الخلوي العاملة في سورية أنَّه في فترة عيد الفطر الماضي سجلت بياناتها ارتفاعاً في نسبة تبادل الرسائل النصية (SMS) بين مشتركيها، ووصلت آخر يوم من أيام رمضان المبارك إلى نسبة 714 في المئة، وفي أول يوم من أيام عيد الفطر إلى 800 في المئة، وعادت هذه النسبة للتراجع تدريجياً حتى وصلت إلى ما كانت عليه في الأيام العادية. وفيما يرى كثيرون أنَّ هذه التكنولوجيا سهلة الاستخدام وتوفر المال والوقت للتواصل بين الناس، إلا أنَّ مهتمين في الشأن الاجتماعي يروّن فيها سبباً لتراجع الحميمية في العلاقات الأسرية والاجتماعية.
وتبقى تمضيةُ عطلة ممتعة بتكاليف معقولة حاجةً لأغلب الأسر السورية لتجدد النشاط وتعيد الحيوية إلى العاملين في جميع القطاعات.


سانا

Share/Bookmark

صور الخبر

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق