ناظم الجعفري.. رحيل بعد خمسين عاماً من العزلة..

06 تموز 2015

.

رحل ناظم الجعفري، بصمت، كما عاش بصمت وعزلة، بعيداً عن الإعلام وصخبه، وبهرجات المعارض وألقها، كرس عزلته لرسم دمشق معشوقته حتى باتت الحارات العتيقة والأزقة القديمة جزءاً منه ومن بصمته ومن إبداعه الذي كرسه لمدينته المعشوقة، ودمشق اليوم تفتقده وتفتقد ريشته وألوانه وأوراقه تحت إبطه، وتدرجه الصباحي بين دهاليزها وحاراتها وبيوتها..

ناظم الجعفري هو أحد رواد الفن التشكيلي في سورية، غادر الحياة من دون ضوضاء، كما حياته كلها التي قضاها بعزلة إرادية منذ أكثر من خمسين عام، مبتعداً عن المشهد الثقافي في دمشق. وهذه العزلة لم تمنعه من أن يكون أحد أكثر التشكيليين السوريين غزارةً من حيث الإنتاج، لتتوزع مجموعته الفنية، التي تتجاوز السبعة آلاف لوحة، بين منزله ومحترفه في شارع بغداد في دمشق.

ولد الراحل في دمشق عام 1918 هذه المدينة التي عشقها وكرس موهبته لها، رسم أزقتها وحاراتها العتيقة. يقول في أحد لقاءاته النادرة: «لم أترك زقاقاً أو حارة صغيرة أو كبيرة إلا ورسمتها بتفاصيلها الدقيقة، رسمت كنائسها وجوامعها، قببها، أسواقها، بيوتها وغرفها وسقاطات أبوابها..»..

إلى جانب دمشق تميز الجعفري برسم البورتريه و الموديل بواقعية ذات تأثيرات أكاديمية وأحياناً انطباعية اكتسبها الفنان أثناء دراسته في قسم التصوير الزيتي في كلية الفنون الجميلة في القاهرة.

بعد تخرجه من القاهرة عام1947 عاد الجعفري إلى دمشق ليعمل بدايةً مدرساً للتربية الفنية في الثانويات، ولاحقاً أستاذاً لمادة الرسم في كلية الفنون الجميلة عند إنشائها عام 1960 حيث كان الأستاذ السوري الوحيد بين الأساتذة المصريين آنذاك.

يعتبر الجعفري إلى جانب، ميشيل كرشة (1900 ـ 1973) ومحمود حماد (1923 ـ 1988)، من أوائل الفنانين السوريين الذين صمموا الطوابع البريدية في سورية، فقد حصل على الميدالية الذهبية في مهرجان الطوابع الدولي في باريس عام 1964.

كان الجعفري على استعداد للتبرع بكل أعماله، التي وثقت دمشق، لوزارة الثقافة على أن يقام لها متحف يحمل اسمه. فهل يتحقق حلمه بعد رحيله؟!!


اكتشف سورية

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق